أين الموازنة ؟

سامي الزبيدي

استبشر العراقيون خيراً بعد ان صوت مجلس النواب على الموازنة العامة للدولة وتم إقرارها لكن هذه الموازنة لم ترى النور لحد الآن فقد قدم  مجلس الوزراء طعنا الى المحكمة الاتحادية بالعيد من الفقرات في الموازنة يقول أنها أضيفت من قبل  مجلس النواب ولم تكن في صلب الموازنة التي أعدتها الحكومة وسلمتها الى مجلس النواب وقد قبلت المحكمة الاتحادية بالعديد من فقرات الطعن المقدم من قبل مجلس الوزراء ومع ذلك بقيت الموازنة مختفية وها نحن في الشهر الثامن من السنة والموازنة لم تفعل ولم تنتشر في الجريدة الرسمية ليتم العمل بها والعراقيون يتساءلون اليوم أين هي موازنة الدولة ؟ في كل دول العالم يتم إعداد الموازنة للسنة الجديدة قبل بدئها بأشهر لتكون جاهزة للعمل بها مع بداية السنة الجديدة حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ برنامجها وخطها التنموية وانجاز مشاريعها والتزاماتها الأخرى إلا في العراق فالسنة المالية تقارب على الانتهاء والبلد بدون موازنة وأعمال الدولة والحكومة متوقفة والمحافظات لا تستطيع انجاز خططها التنموية ومشاريعها والوزارات والهيئات المستقلة مكبلة لان تخصيصاتها المالية متوقفة بسبب عدم تفعيل الموازنة بعد إقرارها من قبل مجلس النواب وأجور الإجراء الوقتيين أو الدائميين  ومن تم تعيينهم قبل أشهر بعقود أو كموظفين دائميين لم تصرف رواتبهم  لحد الآن فهم يصرفون من جيوبهم وجيوب عوائلهم أو يستدينون مصروفهم , فمتى يتم (الإفراج) عن الموازنة وتنشر في الجريدة الرسمية ليتم العمل بها وتصل التخصيصات المالية لوزارات الدولة وللهيئات المستقلة وللمحافظات لتستطيع المباشرة بمشاريعها المتوقفة ولتستطيع الحكومة من المضي في انجاز برنامجها وخططها ومشاريعها الأخرى وتنفيذ التزاماتها للشركات الأجنبية والمحلية والتزاماتها الخارجية والداخلية الأخرى ؟