أين العصيان من الطاعة؟
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
فخيرُ خصالِ المرءِ طاعةُ ربِّهِ
ولا خيرَ فيمن كانَ لله عاصيا
لا شيء أهم في حياة الفرد والمجتمع والامم من طاعة الله .
فطاعة الله هي صمّام الامان، فحيث توجد الطاعة لله يوجد الأمن والاستقرار والسلامة، وحيث تُفقد تكثرُ الجرائم والآفات الاجتماعية والاخلاقية، وليس بعد ذلك الا التقهقر والانهيار .
-2-
ان رضا اللهِ سبحانه هو غاية الغايات ، ولن تَكْسِبَ رضاه الاّ بطاعته واجتناب معصيتِه .
قال الشاعر :
حسبي رضاكَ بِكُلّ وَجْهٍ أمكنا
فامننْ بذاك عليّ مِنْ قَبْلِ الفنا
فاذا رضيتَ فتلك غايةُ منيتي
والقصدُ كُلَّ القصدِ بل كَلَّ المنى
-3 –
وأغرب الغرائب أنْ تجد من لا يحيد عن طاعة حكّام الجور من الطغاة خشية عقابهم ، ولكنه بعيد كل البعد عن طاعة ربه الذي أنعم عليه بما لا يُحصى مِنَ النِعَمِ، ولم يقطع عنه تلك النعم رغم مروقه وعصيانه وتمرده عليه .
-4-
قال تعالى :
« ومن يتعدَ حدودَ الله فقد ظلم نفسه «
الطلاق /1
انّ الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن طاعة عباده وهم الفقراء اليه وهم حين يعصونه انما يظلمون أنفسهم ،
فلن تضر الله معصيتهم على الاطلاق ، واختراقهم للخطوط الحمراء يصبغ صفحات أعمالهم بلون داكن يدفع بهم الى التدحرج للهاوية .
-5-
انّ أهم ما تورثه طاعة الله هي السكينة النفسية وهذا العنصر مفقود في ظل الحضارة المادية المعاصرة ،
ومن هنا تجد ازدياد حالات الانتحار عند ابناء هذه الحضارة ومَنْ انخدعَ بهم من المتمردين العصاة .
-6-
والطاعة لله باختصار هي :
أنْ تترك ما تُريد لما يُريده سبحانه وتعالى منك
وبهذا يتحقق الفوز في الدنيا وفي الآخرة
Husseinalsadr2011@yahoo.com