الغائب الحاضر والرمز الخالد شكر الصالحي

محمد المحاويلي

سلام عليك يوم ولدت ويوم كتبت ويوم انتميت...سلام على شعرك المجبول بالوفاء والمعمد بمياه شط الحله الطاهر الطهور ...اخي وصديق العمر ورفيق الحرف والشرف والعطاء اباظفار الغالي ابن العلويه...يامن جلبت من سدة الهنديه كل ماء الفرات شعرا..تمعن اباعلي بكل الوجوه ...كل مثقفي الحله ..ويسألونك عن شكر حاجم الصالحي... بائع الوعي في شارع الثقافه ...وسليل الفكر والمفكرين ... اراك في كل الازمنه .....تتيمم بجبروت الدواوين وطلسم المكتبات.... الموسوعة الشامله في الفصيح والعامي ....في النقد والمسرح والاغنيه... تتقاسم الرغيف مع ناجح المعموري ....تارة ومع هلال الشيخ علي... تارة اخرى... نستذكر ايامنامع كل من...ضياء طالب وسليم شاكر وصلاح اللبان وفلاح عسكر ومحمد الرشادي ومحمد خنياب وعلي بيعي...وعبد الجبار عباس وجبار الكواز علي النداوي وعدنان حافظ وكاظم الرويعي ورياض هاتف وقبلهم صاحب عبيد وعباس هجيج وحسان ابراهيم وجواد العميدي والمئات من المبدعين الراحلين والاحياء.... توزعت على كل مكتبات الحله وازقتها ..

جلست على ضفة شط الحله ...تواسي مراثي الراحلين ...

وتستقبل القادمين من المبدعين... الهمك الله الطيب والوفاء ....يامن اختزلت بمنجزك كل ازمنة العشق... وفضحت الزيف والمزيفين... وتقاسمت مع البيارق وهي ترفرف مع الباذلين والمولعين بتأمين خبر الفقراء... مااشبهك بالشقيق خضر ..نعم سيد خضر حفيد سيد سلطان الصالحي ..بقيت قصتك مع نوريه ...تتناقل في موسوعاتك وسردك الشعري ...ولن يفهمها الا المقربين من ابناء جلدتك.......  دمت كبيرا يامن تتجلى بعطائك ...مرتبة الوعاظ والسلاطين ..ايها الفقير بكل شيئ .....والغني بسفرك الخالد ...محبتي اخي ورفيق العمر اتلذذ بنقائك وطيبتك . انه استذكار النبلاء.... لصفحات المجد والثراء على جبينك البابلي المهيب

واليوم وقد فارقتنا جسدا وبقيت معنا نديم الليالي وحديث الاحبه تركت فينا قفشاتك التي لاتنسى وقهقهاتك النقيه ...

ابا علي الحبيب نعم غادرت الجغرافيا ودخلت التاريخ في سجل الخالدين يؤسفني لم اشارك في عرس الرحيل في قافلة الزفاف الابدي لانني خارج العراق ولكن مددت يدي عبر الحدود وحملت نعشك المبارك نم قرير العين وارقدعند رب رحيم بجوار عرش الرحمن

وسيبقى سفرك الخالدشموعا تضيئ ليلي شط الحله من جسر بته الى الغليس

وداعا والبقاء لله