ويبخلون بكلمة شكر واحدة ..!!

حسين الصدر

-1-

جرتْ سيرة العلماء والأدباء في الأجيال الماضية على المسارعة لتقديم الشكر والثناء لمن يُهدي اليهم كتاباً أو يوافق على اعارتهم بعض كتبه .

-2-

وكان الشعراء يصوغون الشكر عبر القوافي النابضة بالحب والتقدير، وهم ينطلقون من مبدأ اخلاقي يقول :

( مَنْ لَمْ يشكر المخلوقَ لم يشكر الخالق ) .

-3-

وقد استعار المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي مجموعاً من العلاّمة الكبير المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء وأرجعه مرفقا بأبيات جاء فيها:

أبا احمدٍ يا مَنْ به ولع الثنا

كما هو في جمع المعالي تولعا

ويا مفزع الساعي بكل مُلّمَلةٍ 

وغيرُ ( عليٍّ ) لم تر الناس مَفْزَعا

ويأبن الألى أضحى بسيف أَكُفِهم

ومعروفهم روضُ المكارم مُمْرِعا

بِهم رُفعت أعلامُ دينِ محمدٍ

وأصبح نهجُ الحقِّ أبيض مهيعا

سمحتَ لنا في أخذ سِفْر بطيّهِ

لعمرُك سرُ الفضل قد كان مُودَعا

وفي الأبيات ما يعكس عمق التقدير والمحبة لا لِمُعير المجموع فحسب، بل للاسرة العريقة التي أنجَبَتْهُ وتاريخها الحافل بخدمة الدين والعلم والأدب .

-3-

وفي سبعينيات القرن الماضي اهداني المرحوم اية الله السيد محمود الهاشمي كتابه ( تعارض الأدلة ) تقريراً لأبحاث المرجع الأمثل اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر – رضوان الله عليه – فكتبتُ له قصيدة منشورة في ديواننا ( لقاء على ضفة الشعر ) جاء فيها

جهودُكَ يا (محمودُ ) خلّدها الدهرُ

وبارك ابداعات منهجِك الفِكرُ

فيا بن (علي) والمآثر جَمّة

وقد ضاق عن تبيانها العدُّ والحَصْرُ

وليس عجيبا أن نراك مُحَلِقاً

فاستاذُكَ العملاقُ سيدنا الصدرُ

-4-

أما اليوم فمن النادر أنْ تجد مَنْ يسارع الى إزجاء شكره لمهدي الكتاب

وهذا المسلك ينم عن كسل واستهانةٍ لا تليق برجال الثقافة والمعرفة فهم لابد ان يكونوا أكثر الناس اهتماما بالكِتاب والكُتّاب والحراك الثقافي  والعلمي والأدبي والمعرفي .

Husseinalsadr2011@yahoo.com