الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وماذا عن ظاهرة اللهاث وراء المال؟

بواسطة azzaman

وماذا عن ظاهرة اللهاث وراء المال؟

حسين الصدر

 

-1-

في التاريخ من الشواهد والأدلة على أنَّ المال هو أعظم الأشياء التي يبحث عنها الناس ضاربين عَرْضَ الجدار ما تقتضيه الموازين والمعايير الدينية والاخلاقية والانسانية  الاَّ الفريد النادر منهم ،

وأمام بريق المال يُسل لعاب الرجال والنساء سواء بسواء ..!!

-2-

جاء في التاريخ :

ان السيد المسيح عيسى (ع) خرج الى الصحراء ومعه ثلاثة من أصحابه فلما توسطوا الطريق رأوا لبنةً مِنَ الذهب مطروحة على الارض ، فقال عيسى (ع) لأصحابه :

" هذا الذي أهلك مِنْ كان قَبْلَكُم وايّاكم ومحبةَ هذا "

حذّرهم مِنْ فتنة المال فاستمعوا اليه دون أنْ ينبس أحدُهم بِبِنْتِ شفة ثم مضوْا في سبيلهم ،

وبعد ذلك أخذ كل واحد مِنْ هؤلاء الثلاثة يفكر في كيفية الاستحواذ على لبنة الذهب .

فجاء احدهم الى عيسى (ع) وقال :

ياروح الله :

ائذن لي بالرجوع الى البلد فاني أشعر بالألم ،

فَاَذِنَ له ،

ثم تقدم الثاني ،

ثم الثالث فَاَذِنَ لهم جميعا، ذهبوا الى تلك اللبنة وجلسوا عندها ليأخذوها فقالوا :

نحن الآن جياع فليمض أحدُنا الى البلد ليشتري لنا طعاما نأكله هنا ،

فذهب أحدُهم واشترى طعاما ثم صار يفكر في نفسه لو جعل في هذا الطعام سُمّا فيأكله صاحباه فيموتا ويحظى هو باللبنة وَحْدَه .

ونفذ الخِطّة وجعل السُم في بعض الطعام .

وأما صاحباه ففكرا أنْ يقتلاه بعد عودته ليحظيا بلبنة الذهب وحدهما فلما جاء بالطعام بادرا الى قتله .

ثم جلسا يأكلان فتسمم بدنهما وماتا .

فلما رجع عيسى (ع) وجد الثلاثة امواتا عند تلك اللبنة ، فدعا الله سبحانه أنْ يُحييهم فاحياهم فقال لهم :

ألم أقل لكم انّ هذا هو الذي أهلكَ مَنْ كان قبلكم فايّاكم ومحبّة هذا .

-3-

ونقرأ في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى :

" واذا رأوا تجارةً او لَهْواً انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير مِنَ اللهو ومِنَ التجارة والله خير الرازقين "

الجمعة / 11

لقد ترك الذين يُراد منا ان نقتدي بهملأنهم كالنجوم وفق الرواية المزعومةالرسول (ص) يخطب وانصرفوا عنه سعيا وراء ما يمكن ان يجنوه من المال ..!!

ولم يبق معه الاّ أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) وثلة من خيرة الأصحاب .

-4-

وبلّغ عبيد الله بن زياد اهل الكوفة :

ان يزيد بن معاوية أمرَهُ أنْ يزيد في عطائهم مائةً مائةَ وأنْ يُخرجهم لحرب عدوه الحسين ..!!

فسارعوا الى الالتحاق بالمعسكر الأموي .

-5-

وباع حيتانُ الفساد دينهم وضمائرهم ووطنيتهم من اجل الاستحواذ على الثروة الوطنية غير عائبين لا بالدين ولا بالاخلاق ولا بالمواطنين العراقيين .

وهكذا تتجدد فصول العبودية للمال، والانسلاخ من كل القيم والموازين العادلة من أجله .

وهنا يكمن التحذير الشديد .

 


مشاهدات 724
أضيف 2023/07/29 - 10:10 PM
آخر تحديث 2024/07/14 - 10:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 7939 الكلي 9370011
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير