المستطيل الأخضر نهضة العصر

إنتصار الجنابي

في السابق اي في السنوات الماضية كان في كل محافظة عراقية ثلاث او اربع ملاعب ، كان الصغار يلعبون كرة القدم على ارض خالية من البنيان على العشب الذي اوجده الله .

وكانت اقدامهم عارية تـــــوخزها اشواك العشب ولكنهم غير آبهين بذلك .

هم احرار من كل النواحي لا قانون يردعهم ولا جدار يمنعهم ، لا يقفون عند حد معين من عدد اللاعبين ، احد عشر لاعبا او حنى ستة عشر اول اقل من عشرة لاعبين .

العدد ليس مهم لديهم وهم بلا حكم وجمهورهم يفترش الارض ويجلس في نصف الساحة .

اما عن مكان المرمى او مايسمى باللهجة العراقية الدارجة ( الكول )

 فهو عبارة عن طابقة كبيرة هنا وعلى بعد منها طابوقة اخرى وإذا مرت الكرة من بين الطابوقتين فيحتسب هدف للفريق المقابل .

هكذا كانت لعبة كرة القدم في الاحياء الشعبية ولكن في الوقت الحاضر تغير كل شي ، صارت تلك البقعة من الارض المعلب النظامي لكرة القدم وهو المستطيل الاخضر والمدرجات وشبكات الهدف .

كل شي اصولي لكن حدث شي ربما يزعج الاولاد والجمهور .

في السابق كان كل من هب ودب يدخل الى ذلك الملعب البسيط المتواضع حتى الحيوانات كانت تقتات وتاكل لقمتها من ذلك العشب ،لكن اليوم اصبح الملعب ذات الجدران العالية لا يسمح للاطفال الدخول متى ما شاءؤوا بل اصبح حصرا للفرق النظامية التي تحجز الملعب كي ياذن لها بالدخول من قبل المستثمر او من قبل الجهة المنظمة للملعب .عموما هي ظاهرة حضارية وشي جميل حينما ترى ملاعب نظامية فيها كل وسائل الراحة ووسائل التقدم والازدهار لكن لكل ظاهرة محاسن وعيوب وقد تطرقت لتوضيح تلك المحاسن والعيوب في بداية حديثي ولكن النتيجة هل مرضية في انشاء تلك الملاعب وهل خدمت الشباب ،والسؤال المهم هل هي مجانا وإن كانت هناك رسوم دخولية الملعب هل هي باهضة ام رخيصة ؟

نحن لا نريد مظاهر جذابة لكنها خداعة ولا تطور على حساب فئة الشباب الواعد ،، بل نريد تطور بناء ومظاهر حضارية خدمية همها الاول والاخير خدمة الشباب والمواطن العراقي .

فاذا تكاملت كل المتطلبات وشملت الاولويات الاجتماعية وخدمت المواطن وسهرت على راحته وصبت في قالب حضاري متطور فيا مرحبا ويا اهلا وسهــــلا بكل جديد يخدم الشعب اولا وآخرا .