السؤال مفتاح المعرفة

حسين الصدر

-1-

قد يوّجه السؤال وليس الغرض منه إلاّ الإحراج واظهار عجز المسؤول كما في السؤال الذي وُجِّه الى أحد الأدعياء حيث قيل له :

مَنْ الذي حلق رأس آدم حين حجّ ؟

فلم يستطع الجواب وبان عليه العجز .

-2-

والغالب في الأسئلة التي تُطرح الرغبة في التوصل الى معرفة الحقيقة على نحو لا يبقى معه مجالٌ للحيرة في فهم الأمر .

ومن هذا القبيل :

السؤال الذي وجّه الى الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) حيث قيل له :

أليس قال رسول الله (ص) في أبي ذر :

{ ما أظلت الخضراء ،

ولا أقلت الغبراء

من ذي لهجة أصدق من أبي ذر } ؟

قال :

بلى

فقيل :

فأين رسول الله ،

وأمير المؤمنين ،

والحسن

والحسين عليه السلام ؟

قال :

كم شهور السنة ؟ .

قال الرجل :

اثنا عشر شهراً

قال الامام الصادق :

كم منها حُرُم ؟

قال :

أربعة أشهر

قال الامام :

أشهر رمضان منها ؟

قال :

لا

قال (ع) :

انّ في شهر رمضان ليلةً أفضل من ألف شهر ،

وإنّا أهل بيت لا يُقاس بنا أحد "

وهو جواب في منتهى السداد .

-3-

ومن هذا القبيل ايضا :

السؤال الذي سئل به أبو ذر حيث قيل له :

لماذا نكرهُ الموت ؟

قال :

لانكم تكرهون الانتقال مِنْ عمران الى خراب .

فقيل له :

كيف ترى حالنا عند الله

قال :

اعرضوا أعمالكم على كتاب الله

إنّ الله تعالى يقول :

{ أنّ الابرار لفي نعيم وان الفجّار لفي جحيم } الانفطار 13 – 14

وكان جواب ابي ذر – خريج مدرسة النبي (ص) وأمير المؤمنين – في منتهى الصحة والصواب .

-4-

ومن المفارقات المرّة أن الكثير من الاسئلة تُوّجه الى مَنْ لا يملك مِنَ العلم والمعرفة ما يمكنه من الجواب الصحيح

فلا يزداد الجاهل بالحقيقة الا جهلاً وحيرة،  وهنا ينطبق عليه قول الشاعر :

المستجيرُ بعمروٍ عند كُربتِهِ

كالمستجيرِ مِنَ الرمضاء بالنار

اعاذنا الله واياكم من الجهل ومن الوقوع في المطبات وأخذ بأيدينا الى مناهل المعرفة واستيعاب الحقائق .