ما هو مفتاح الشر ؟

حسين الصدر

-1-

لاشك أننا نكره الشر ، ونتمنى أنْ نكون بَعِيدينَ عنه ، خشية الوقوع فريسةً له ، ولكنْ ما هو مفتاح الشر ؟

-2-

وعن هذا السؤال يُجيبنا الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فيقول :

{ الغضبُ مفتاحُ كُلِّ شرٍ }

-3-

والغضب انما هو خبون موقت ،

 ويفقد الغضبان قدرته على السيطرة على نفسه فيمارسُ مِنَ الأعمال والأقوال ما هو من صميم الشر في قُبحه ومردوداته السلبية .

-4-

يغضب بعضهم على زوجته فيسارع الى طلاقها ،

وبذلك يجني على الأسرة بكاملها ويحرم أولاده من حنان الأمومة،

ثم يعض أصابع الندم ولن يجديه شيئا .

وتغضب على شريكك فتفسخ الشراكة فيؤول أمرك الى الخسارة.

وتغضب على صديقك فتقاطعه وتنهي علاقتك به وتحرم نفسك من رصيد ضخم من المشاعر الكريمة والعواطف النبيلة .

وتغضب على جارك فتحوّل الجوار الى خصام ونزاع يدخلك في صميم المصاعب ووخيم العواقب .

وتغضب على العاملين معك فتُذِيقَهم كؤوس العناء مع أنهم جناحاك اللذان تطير بهما للوصول الى ما تريد .

ويغضب بعض الحمقى اذا ما رسب في الانتخابات فيقطع الصلاة اليومية وهو بهذا يقطع عن نفسه بركات الصلاة الغامرة، ويُغضب عليه رَبّه ..!!

وهكذا هو الغضب في كُلّ صوره ومشاهده وفصوله يقطر شَرَّاً ، ويبعث على الهيجان والاحتقان وارتكاب الحماقات وشتى ألوان الاساءات والاعتداءات، والتي قد تدفع به أحيانا الى ارتكاب الجرائم الكبرى كازهاق الأرواح وإراقة الدماء .

-5-

من هنا كان كظم الغيظ صمّاما للأمان وطريقاً للخلاص مِنْ آفةِ الشر وويلاتها .

-6-

والغضب مرفوض لا بالمعايير الدينية وحدها فقط بل بكل المعايير الاخرى العقلية والاخلاقية والانسانية والاجتماعية ...

نسأله تعالى أنْ لا نكون من المغضوب عليهم عنده، وأنْ يوفقنا للانتصار على أنفسنا بعيداً عن الغضب المُفْضي للشر، انه هو الهادي والمُعين وهو أرحم الراحمين .