نسرين الملا تنتمي إلى المدرسة التعبيرية: المرأة ونساء الشواكة مصدر إلهامي
بابل - كاظم بهية
امتازت تجربة الفنانة التشكيلية نسرين الملا ، مواليد 1983 في منطقة الشواكة في الكرخ ببغداد، بإجادتها الرسم التعبيري لكونها تنتمي الى المدرسة التعبيرية ، وهذا ما تجلى في اعمالها التي عرضت في معرضها الشخصي المعنون( بنات الشواكه) والتي ازدانت بها قاعة المعهد الثقافي الفرنسي و التي تجسد الواقع الاجتماعي وجماليات ومعاناة نساء منطقة "الشواكة" وسط بغداد ، في العصور المتعاقبة بريشة الملا ، الحاصلة على دبلوم الرسم في معهد الفنون الجميلة بغداد 2001. ومن ثم بكالوريوس وماجستير من اكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد 2009 و2022? عضو في نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين ، اشتركت في العديد من المعارض الفنية والمهرجانات الدولية. واخرها المعرض الشخصي الاول الموسوم (بنات الشواكة)، ، التقينا الملا، وسألتها: لماذا (بنات الشواكة) وماذا يعنين لك ؟، فقالت :
-"بنات الشواكه" لأنها المنطقة التي نشأت فيها وتربيت على حكاياتها بمختلف قصصها الاجتماعية والانسانية. فكان لها تأثير في الذاكرة ،حيث كانت لي رؤية جميلة عنها رغم ابتعادي عنها حاليا في المسكن لكني دائمة التواجد فيها لأنها منطقة الفن عندي بتراثها الشعبي الجميل ،فكانت المكان الخصب الذي حاولت ان انطلق منه الى تمثيل وتجسيد الفن الذي طالما حلمت ان اجسده في اعمالي .وهذا عرفانا لها ، فلكل زاوية لي بها ذكرى، اما النساء فهن مصدر الهامي بكل ما تجسده المرأة من عطاء بكل معانيه المادية الملموسة والروحية فهو صدق حقيقي في المشاعر. ولأني انتمي لعائلة فنية كان جدي صادق الملا نحات وابي باسل الملا فنانا تشكيلا وبرز في النحت والرسم مما جعل تأثير الفن عندي مركز قوة لأني كنت شاهدة في اعماله وانا توارثت الفن لأكمل مسيرتهم الانسانية.
{ في تلك اعمال ماذا تريد نسرين ان تقـــــول ؟
-اقول..ان النساء ربة العطاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
{ كيف كانت ردود افعال النقاد والمتلقي حول المعرض ؟
-كانت ردود الفعل من قبل الفنانين والنقاد ، ردود بناءه وتشجيع منهم لي بانهم لمسوا هوية جديدة في الساحة الفنية وبصمه خاصة بي... وهذا لم يأتي إلا عن طريق الدراسة والتجربة والخبرة المكتسبة من دراستي ومثابرتي على وضع بصمة خاصة تليق بعائلتي الفنية.
{ ماهي خصوصيتك ورؤيتك الفنية في العمل التشكيلي ، وما الاسلوب الذي تستخدمينه في اعمالك ؟
-لقد اخترت واحببت ان اختص برسم وتمثيل المرأة التي بلغت السمو في عطائها الحقيقي، فهو الكمال والبلوغ الى السعادة التي رايتها في اعينهن. فلا يستطيع ادراكها إلا من وصل الى تحقيقها فهي تستحق ان ارسمها بشكلها الانثوي الذي يتساقط بمرور الزمن من ولادة وتعب وتجاعيد تظهر على ايديهن المليئة بالحنان ، نعم انها الام. واخترت اسلوب التعبير عنها.
{ هل بلغت النجاح كليا في معرضك ؟
-بلغت النجاح حين رأيت الكم الهائل من الجمال ، وتشجيع الاهل الاصدقاء والفنانين والنقاد الذين كانوا ينتظرون مني هذا المعرض فالمحيط الصح يؤدي الى النجاح.
{ بعيدا عن معرضك هذا ،كيف تختارين مواضيعك دائما ولأي مدرسة تنتمين ؟
-انتمي الى المدرسة التعبيرية في اعمالي لأني احببت ان اعبر عن موضوعة المرأة فهي تستحق. وبحسب ما تختزنه ذاكرتي من احداث قديمة وربما حديثة او بجلسة نسائية ، فهي حالة مخاض مستمر عندي.
{ ما الالوان التي في العامة تشكلين بها معظم لوحاتك ولماذا ؟
-الالوان.... انا ابدأ برسم ما في مخيلتي ويأتي اللون معها فهي ملكة تكون عند الفنان الذي يحرص دائما على الخبرة والتجربة المستمرة.
{ وايهما أهم لديك اللون ام الفكرة ؟
-الفكرة تأتي حسب التأثير من المحيط، فالرسام كالشاعر يقتنص الالهام ويحوله الى واقع ملموس ليتسنى للمتلقي قراءة النص ، الفكرة تأتي اولا حسب خبرتي في العمل لأني استطيع ان استغني عن اللون بطرح الفكرة فقط.