طقوس رمضانية وتقاليد متوارثة تزيّن ليالي الموصل

الأسواق تنتعش بحركة عمل دؤوبة والمتنزهات تحتضن الأهالي

الموصل  - سامر الياس سعيد

يحل شهر رمضان هذا العام على مدينة الموصل وسط طقوس وتقاليد متوارثة يداب معها اهالي المدينة  باجتراح بعض الطقوس التي تزين ايام الشهر الفضيل بينما تشهد الاسواق حركة تسوق دائبة لاتخفت وتيرتها حتى مع الساعات التي تسبق ساعة الافطار بدقائق معدودة  اما ليالي الشهر فتشهد معها حركة دائبة للموصليين  باستقبال المتنزهات  وشوارع المطلة على نهر دجلة حركة متواصلة لاتنتهي مع ساعات الفجر الاولى.

استقبال الربيع

ويقول محمود عبد المنعم ان حلول شهر رمضان هذا العام بالتزامن مع استقبال الربيع  في مدينة الموصل يضفي  الشهر الفضيل روحية مفعمة بالتفاؤل من جانب الموصليين كونهم يرتبطون مع الربيع بقواسم مشتركة كون مدينتهم تحمل لقب ام الربيعين لاعتدال مناخها  ويضيف عبد المنعم ان ما يميز حلول رمضان هذه الايام  تنعم المدينة بامان غير مسبوق يمنح الطقوس الموصلية التي تجري في هذا الشهر دفقا وزخما لاحدود له  اما ابراهيم قاسم  فيقول ان اسواق الموصل تشهد حركة دؤوبة  لامثيل لها  الا ان ما يشعر بالحزن ان بعض التجار يلجاون  الى رفع الاسعار  لبعض المواد بحجة ارتفاع سعر الدولار  مع انهم لايعتبرون حلول شهر رمضان  الذي ينبغي فيه  التسامح واحترام الاخر  والتعاون مع الاخرين فيما يتعلق  بوضع هامش ربح صغير  على المواد المباعة من اجل  تيسير امور المواطنين  وتسهيل معيشتهم ..

ويتابع ياتي رمضان هذا العام وسط  دعوات الامان والاستقرار الذي تشهده مدينة الموصل لكنهم مع ذلك يستذكرون ايام المحنة السوداء التي كانت فيها مدينة الموصل راضخة تحت سيطرة تنظيم داعش  لاسيما من خلال استقبال شهر رمضان حيث منع عناصر التنظيم  الناس من اداء بعض الطقوس بحجة كونها بدع ولاتتوافى مع حرمة الشهر  مثل منع صلوات التراويح في بعض الجوامع  اضافة لمنع النسوة من التسوق بحجة الاختلاط والزامهم بارتداء البرقع  وغيرها من الفتاوي التي اثقلت كاهل الموصليين ودعتهم لانتظار وترقب ساعة  الصفر التي انطلق معها قوات التحرير لكسر قيود المدينة وتحريرها من قيود تنظيم داعش.

جلسات ادبية

اما مازن عبد الله فقال  ان  شهر رمضان يتمتع بالكثير من الاحترام والاجلال من جانب الموصليين  خصوصا وانهم لايتورعون  عن مواصلة طقوسهم الثقافية والجلسات الادبية حتى بالتئام شملهم  بعد ساعة الافطار  حيث داب الناقد محمود  جمعة على نشر صور للمدينة والجلسات التي تجمع بعض الادباء والمثقفين في بعض المقاهي  لغرض التداول بالامور الثقافية  ومناقشة بعض الاصدارات التي تصدر في مدينة الموصل ..ويضيف عبد الله ان المشهد الثقافي  يتمتع بزخم لامحدود من خلال توالي ايام الشهر الفضيل كونه فرصة لتجمع الاحباب والاصدقاء  ومتابعة ما يصدر عن دور النشر والمطابع في مدينة الموصل .

فيما تستعرض بعض الفضائيات الموصلية طقوس الموصليين خلال ايام الشهر الفضيل فالفضائية الموصلية ترصد بعض الاماكن التراثية في المدينة  وهي تستقبل بطقوس يحرص على احيائها اطقال المنطقة  من خلال رصد شارع سوق الشعارين وتجمع الاطفال لممارسة الالعاب الموصلية  التي تجري في الحارات والازقة بينما ترصد كاميرا اخرى  تجمع لاهالي المدينة على محلات بيع الطرشي الموصلي  حيث يتمتع  بعض المحال بسمعة تراثية مستقاة من العمل في المهنة لعقود كطرشي الصقال  والملا  ويتجمع عدد كبير من اهالي المدينة امام فرع تلك المحلات لابتياع حاجاتهم من الطرشي وتزيين الموائد الرمضانية  بالمخلللات  والخضراوات المكبوسة كالخيار والفلفل واللهانة والقرنابيط  اضافة للزيتون بانواعه .

فيما يقول احمد ناجي ان  طقوس الموصل في رمضان لايمكن اختصارها  بتلك التجمعات التي تجري امام محلات بيع العصائر او الطرش فحسب بل هنالك  اماكن اخرى تختزن مدلولات الشهر  ونتمنى من الاعلام ان يوثقها لاسيما ركة المسحراتي في ازقة الموصل القديمة  وما يسهم به من ايقاظ الصائمين وتنبيههم  لتناول وجبة السحور والاستعداد ليوم رمضاني جديد .