الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الموصل تنتفض

بواسطة azzaman

الموصل تنتفض

جبار فريح شريدة

 

بعد صدمة دخول داعش الى الموصل وصدمة اهلها بهم وما تعرضوا له من قتل وظلم يحبس الانفاس ,تلك المدينة التي تمتاز بالتمدن الثقافي والوعي المطلق واهم روافد التمدن الى العاصمة بغداد ,فهي ام الربيعين وفسيفساء المجتمع العراقي بما تجمع من الديانات المسيحية واليزيدية والطوائف الاسلامية منها الابرز الشيعية والسنية .

ابرز ضباط الجيش العراقي السابق المهنيين هم من اهل الموصل هذا من ناحية ,وجامعة الموصل الرائدة هي التي يفضلها الطلبة العراقيون من ابرز الجامعات كانت وما زالت تجمع جميع ابناء العراق من الشمال الى الجنوب  .

صدمة داعش لأبناء هذه المحافظة جعلتهم يراجعوا في تفكيرهم ان احزام ظهرهم  وسندهم هم ابناء البلد الواحد ,وما اثبتته فتوة الجهاد المقدس ضد داعش ,حيث ثار ابناء المحافظات الجنوبية وقدموا الغالي والرخيص من اجل ابناء بلدهم في الموصل وانقاذها من سطوة التسلط الهمجي .

ما بعد داعش عندما تدخل الى الموصل تجد ابناء الموصل لديهم ولاء مطلق لأبناء الجنوب خاصة ,ودين في رقبتهم الى يوم الدين لما ما قدموه من اجلهم ,ويقينا انهم احزام ظهر وسند ,هذا ما لم يكن في حسابات اهل الموصل مسبقاً ,لكن اليوم نجد  الترحيب عندما يدخل ابن الجنوب الى مدينتهم ,اثارت حفيظتهم تلك التضحيات ,نجد ابن الموصل يبحث في ديانات ومذاهب اهل الجنوب ولماذا غيبوا عنه ؟ قد وصل ابناء الموصل الى حقيقة مفادها  لا خطأ ولا صحيح في الانتماء الديني او المذهبي  ,المهم انت ابن بلدي ,تجمعنا الانسانية .

من جانب اخر ان صفعة داعش لأبناء الموصل جعلتهم يفكروا بجدية في اعادة بناء المدينة ومحاربة الفساد والاخلاص في العمل لتزهر مدينتهم اجمل وافضل من باقي المحافظات .فهم حقا اهل صلابة في الرأي والمواقف ,خلال فترة وجيزة نجد الموصل اليوم انظف محافظة من ناحية الخدمية واعادة النظام الامني ,حقاً هي تستحق ان تكون عاصمة السياحة العراقية لما تمتاز من اجواء جميلة واماكن سياحية ,فهي ام الربيعين والحدباء والعلماء ومراقد الانبياء وبلد اشور والتاريخ .

مراجعة الذات لأبناء الموصل جعلتهم يراجعوا جميع  القيم والعادات والتقاليد وعليهم ان يتبادلونها مع ابناء المحافظات الاخرى لكي يبتعدوا عن تضخم الذات والنرجسية والغرور والأوهام الاخرى ,فهم ليسوا افضل من غيرهم ولا غيرهم افضل منهم ,كل ما كانوا يحتاجونه هو التبادل الثقافي بينهم وبين ابناء المحافظات الاخرى والاحتكاك بهم وتبادل الخبرات والثقافات والتجديد لكي يتخلصوا من ترسبات الركود الثقافي والقيمي والديني والمذهبي ,فلا فرق في الدين ولا القومية , يقول الإمام علي عليه السلام: «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ

صدمة اهل الموصل بالكرم اهل الجنوب وما قدموا في بطولة خليجي 25من عزوبية لكل الضيوف من خارج العراق ومن داخل العراق .والصدمة الاخرى هي ما يقدمه اهل الجنوب من كرم وتفاني وايثار للزائرين في الزيارة الاربعينية لكربلاء .والصدمة الكبرى الاهل الموصل هي التضحية اهل الجنوب واستجابتهم لفتوة الجهاد المقدس ومساعدة اهل الموصل وانقاذهم من سطوة داعش ,ذهب خيرت شباب اهل الجنوب شهداء من اجل اهل الموصل منم من ترك ابناءه ايتام وزوجته ارملة ومنهم من قطعت يده وقدمة وفقد احد اعضاء جسده  من اجل الحفاظ على وحدة البلد .

هذه الصدمة اظهرت معدن الحقيقي لأبناء الموصل وجعلتهم يدينون لأبناء الجنوب بالحب والوفاء ودين في رقبتهم الى يوم الدين.


مشاهدات 579
الكاتب جبار فريح شريدة
أضيف 2023/12/01 - 2:26 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 4:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 304 الشهر 7872 الكلي 9369944
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير