البدراني يدعو إلى التمسك بالحضارة للحفاظ على السيادة الوطنية

 العبيدي لـ (الزمان): الآثار ثروة يجب إسترجاعها وجمعها في متاحف جديدة

بغداد - ابتهال العربي 

اكد خبير الاثار محمد العبيدي، ان العراق يخوض مفاوضات مع عدد من الدول منها الامم المتحدة والمانيا وقبلها الولايات المتحدة الامريكية، بشأن إسترجاع القطع الاثارية بمشاركة وزارة الخارجية.

وقال العبيدي لـ (الزمان) امس ان (المفاوضات تجري الان لإستعادة القطع الاثارية الفنية النابعة من صميم الحياة الاجتماعية في حضارة وادي الرافدين، والتي تشكّل قطعاً طينية او فخارية في الفترة السومرية والاشورية والاكدية والبابلية)، مبيناً ان (العراق استطاع اعادة الالاف من القطع الفخارية بالتعاون مع الدول، فضلاً عن اجراء التنقيبات في موضوع الاثار حسب رؤى مغايرة داعية لإستكشاف انساق واشكال مختلفة، تعزم على التنقيب في محافظات الموصل ومناطق الوسط والجنوب في اور والناصرية ونفّر لإستخراج هذه الابداعات الفنية)، واضاف ان (استرجاع الاثار سيكسبها خاصية انضمامها الى المجامع الاثرية للحفاظ عليها من التلف او التهريب عبر العمليات الممنهجة)، موضحاً ان (هنالك محادثات بنّاءة مع ميونخ لترميم وارشفة الاثار، لإنشاء متاحف في العراق تضم الاعداد الكبيرة من التحف القديمة)، مشيراً الى (ضرورة تأسيس متاحف جديدة لإنارة عتمة الفكر الانساني على مرور التأريخ)، ودعا العبيدي الى (حماية هذه الثروة من التدهور والتجاوزات والتهريب والاهمال بالتعاون بين الحكومة والفرد العراقي حفاظاً الفكر الحضاري والخارطة والمنجزات الفنية). ودعا وزير الثقافة والسياحة والاثار، احمد فكاك البدراني، خلال الاحتفالية المئوية لتأسيس المتحف العراقي، الى الحفاظ على الاثار والتراث لكونها تمثّل هوية السيادة الوطنية.

عبق التاريخ

وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (البدراني احتفى مع الحضور بمناسبة التأسيس، واصفاً المتحف بأنه عبق التاريخ وقدسية الماضي وامتداداً من الماضي الى الحاضر والمستقبل، ليصبح قِبلة السوّاح والزوّار ممن يرغبون بإستنشاق تراب الحضارات)، واضاف ان (الماضي يدل على حضارة تركت لنا اثراً، مثل حضارة وادي الرافدين  التي تحاكي الاجيال بقصص لاتنتهي)، مشدداً على (حماية الآثار والحفاظ عليها لأنها تمثّل السيادة والوطنية وتراث البلاد). واحتفلت الهيئة بمئوية المتحف العراقي في بغداد. وبحسب البيان فإن (الاحتفالية اقيمت بمناسبة مرور 100 عام على نشأة المتحف العراقي)، ولفت الى (تأسيس المتحف البغدادي وتطوره بمرور الزمن انسجاماً مع عمليات البحث والتحري والتنقيب، حيث تم استرجاع اثار رافدينية مهمة بتاريخ العراق في حضارة سومر واكد واشور والحضر وبابل والحضارة الاسلامية عبر التسلسل التاريخي للحضارات)، موضحاً ان (هنالك اثار مهمة نُهبت اثناء الحرب عام 2003  وتساهم اليوم الجهود المشتركة في استعادة العديد من القطع الأثارية المسروقة الى العراق).

وكشفت الهيئة العامة للاثار والتراث التابعة الى الثقافة، عن مفاوضات مع المسؤولين في لندن وميونخ على اعادة ترميم الاثار العراقية وتوثيق النصوص المسمارية وتصوريها وارشفتها. وقال رئيس الهيئة، ليث مجيد حسين، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (بريطانيا ستعيد 5 الاف قطعة اثارية استعارتها منذ 100 عام)، مشيراً الى (تبنّي جامعة ميونخ مشروعاً لترميم وصيانة وارشفة الآثار العراقية)، واوضح حسين ان (جولة مباحثات الوزير احمد البدراني في المانيا ولندن، بحثت استرداد الآثار العراقية، وتوقيع الاتفاقيات بضمن مشاريع مستقبلية لصيانة وترميم الآثار وتوثيق النصوص المسمارية وتصويرها وارشفتها، بالتعاون مع جامعة ميونخ المؤسسة البابارية)، لافتاً الى ان (بريطانيا ستعمل على إسترجاع 5 الاف قطعة كانت مستعارة منذ عام 1923 بعد انهاء دراسات خاصة بتلك الاثار).

قطع اثارية

اضاف ان (الآثار المُستردة بلغت الآلاف منذ عام 2003 حيث استرجع العراق 17 الف قطعة اثارية من الولايات المتحدة الأمريكية في اخر عملية قبل عامين)، مبيناً ان (الولايات المتحدة الامريكية سلمت مؤخراً ثلاث قطع اثارية من عاجيات النمرود تعود لحقبة الآشورية، الى السفارة العراقية في امريكا)، واكد حسين ان (البيوت التراثية ملكية خاصة، لا يمكن للهيئة التصرف بها، ويوجد كم هائل من البيوت التراثية، التي لا يسمح القانون بإستملاكها او التصرف بها)، مشيراً الى ان (المفتشيات هي المسؤولة عن متابعة التجاوزات وحماية المواقع الأثارية، بإشراف الهيئة لمنع التجاوزات على المواقع وحمايتها من المتجاوزين وفق القانون)، وتابع ان (الجميع مسؤول عن حماية الاثار، والمواقع المهمة).