الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سعدون العبيدي..رائد مسرحي في ذكريات وحكايات

بواسطة azzaman

سعدون العبيدي..رائد مسرحي في ذكريات وحكايات

صباح المندلاوي

 

على مدى سبعة عقود فنية من عمره ، تتوزع وتتنوع اهتماماته المسرحية بين التمثيل والتأليف والاخراج، ففي جلسة ودية جمعتنا واياه بحضور الفنان حمودي الحارثي في منزله في الدورة – شارع ابو طيارة – تذكر كيف انه مثل دور امرأة في مسرحية – لولا المحامي – التي قدمت في مسقط راسه العمارة في النصف الاول من خمسينيات القرن الماضي ، وكيف انه شعر في الاستراحة ما بين فصول المسرحية برغبته لتفريغ ما في مثانته من مياه، فتوجه الى التواليت القريب فكان مشغولاً، مما اضطره للخروج خارج المسرح وعلى ضفاف النهر ليقضي حاجته واقفاً، وهو الذي يرتدي ملابس نسائية – كوستم نسائي استعاره من شقيقته – الامر الذي اثار انتباه البلامة في الشط، اذ من تكون هذه المرأة التي تجرؤ على ذلك وبهذه الطريقة.

 

عندها راحوا يمطرونه بوابل من التعليقات الساخرة اللاذعة، فما كان منه الا ان يتوارى عن الانظار وسط هرج ومرج – البلامة – ويعود الى خشبة المسرح ليلعب دور المرأة كما هو مرسوم في المسرحية.

وخلال دراسته في معهد الفنون الجميلة، يمثل مع الفنانة القديرة (ناهدة الرماح) في مسرحية (القلب الارعن).

يبدع حقا في مسرحية (الطوفان) للكاتب عادل كاظم التي اخرجها شيخ المخرجين الاستاذ ابراهيم جلال وبدور الراعي (سموقان) هذا الراعي الثوري الذي يرفض الانصياع وراء الغيبيات.

يمثل دور –هاملت- في معهد الفنون الجميلة من اخراج الفنان ابراهيم جلال وبمساعدة حقي الشبلي.

واذ يسافر الى لندن في اعقاب انقلاب شباط الاسود عام 1963 يكتب رسالتين الاولى للمثلة فينيسيا ردغريف ويطلب فيها لقاءها، فترد وعلى جناح السرعة : اعتذر عن عدم اللقاء بك، لانني في يوم غد سأسافر الى امريكا.

اما الرسالة الثانية فيوجهها الى المخرج المسرحي الشهير بيتر بروك وفيها يشير الى انه مثل دور -هملت- في العراق فيحدد له سكرتير بيتربروك موعدا للقاء مع بيتربروك.

اثناء اللقاء ، يسأله بروك:

{ اريد ان اعرف كيف انك مثلت هاملت؟!

- العبيدي: بالانكليزية ام بالعربية؟!

{ بروك : بالعربية، اريد ان اعرف كم ستصل اليّ بلغة اخرى؟!

يستعد العبيدي لالقاء حوار واداء دوره بمهارة وبراعة

] كن او لاتكن

تلك هي المسألة

اي الحالتين امثل بالنفس؟

اتحمل الرجم بالمقاليع وتلقى سهام الحظ الانكد؟

ام النهوض لمكافحة المصاب ولو كانت بحراً عجاجا؟

وبعد ذا الصراع اقامه حد دونه

الموت .. الموت، الموت ، رقاد، رقاد قد تكون به احلام .. ايه هذه العقدة – المسألة اذ لولا الخوف من تلك الاحلام التي قد تتخلل رقاد الموت بعد النجاة، من افات الحياة، هو الذي يقف العزم ثم هو الذي يسومنا عذاب العيش وما اطول مداه.

اذ لولا الخوف لما صبر احد على المذلات والمشقات الراهنة ، ولا على بغي الباغي ولا عصى تطارد الرجل المتكبر ولا على شقاء الحب المرذول ولا على سلاطة السلطة وقحة القدرة ولا على الكوارث التي يبتلى بها الحسب الصحيح والمجد الصريح بفعل الجهلة وتهجم السفلة

بوسع المرء التخلص بالابتعاد عن كل الرزايا بطعنة واحدة من خنجر في يده من الذي كان يرضى ان يبقى رازحا تحت الهم دائم الانين مستنزفا ماء الجبهة من الحياة لولا انه يدخر امرا وراء الحياة[.

ينال هذا المشهد استحسان بيتربروك بل يضيف قائلاً: من خلال ادائك بالعربية اوصلت لي افكار هملت اكثر مما قدمته بالانكليزية، ساكتب رسالة الى رئيس جمعية الممثلين البريطانيين ، ليمنحوك العضوية .

بعد ايام قلائل ، اتصل رئيس جمعية الممثلين البريطانيين وحدد للعبيدي موعدا للقاء. يقول العبيدي: في الموعد المقرر دخلت الجمعية فهب من يجلس وراء الطاولة لا ستقبالي، اذهلني ذلك.

قلت لهم: هل ترغبون ان اقدم لكم مشهدا من (هاملت)؟!

قال رئيس الجمعية : ما كتبه بيتربروك عنك لا يستلزم تقديم مشهد امامنا. بعد ثلاثة ايام ستصلك هوية الجمعية وبالفعل بعد ايام استلمتها ، هناك في لندن لا يسمحون للممثل بالعمل دون ابراز هذه الهوية. وبهذا ربما انا العراقي الوحيد الذي حاز على مثل هذه الهوية في لندن، لان في العراق ما ان يظهر الممثل على المسرح حتى يشعر بغرور قاتل. لم تكن هذه المره الاولى التي ازور فيها لندن اذ سبق في عام 1958 ذهبت اليها كان الضباب يلفها ، حتى انني وفي قرارة نفسي قلت ما الذي اتى بي الى هنا.

ولكن رويدا رويدا تكيفت مع الاجواء. والحق يقال ان جمعية الطلبة العراقيين في لندن كانت لا تألو جهدا في تقديم المساعدة لمن يصل حديثاً ولمن كان يعاني من الغربة بعد فترة ، صرت انا ومن خلال هذه الجمعية ألعب دورا في الاهتمام بالآخرين وتقديم المساعدة لهم.

اذكر احدهم من اهالي البصرة جاء للدراسة في لندن ، ما ان حط رحاله فيها حتى اخذه البكاء للقاء امه، كان يشعر بحنين جارف لها، وللتخفيف من معاناته ومكابداته، اصطحبناه الى منطقة البيكا دلي في لندن والمعروفة بمطاعمها ومسارحها و سينماتها هي مركز المدينة.

وبدلاً من ان ينسى همومه راح يبكي من جديد ويردد قائلاً: ان ساحة ام البروم في البصرة عندي اهم من لندن. في لندن تعرفت على الفنان التشكيلي كاظم حيدر، وما اكثر الذكريات المشتركة التي جمعتنا.

عام 1962 عدت الى بغداد وعملت في معهد الفنون الجميلة عبر مشواره الفني يكتب (2) مسرحية واخرها بعنوان (لن اقلع اسنان ابي) طبعت عام 2007 وتدور حول اب يخمن ويستشف ان البلد سيمر في ظروف اقتصادية صعبة لذا يطلب من ابنه اذا ما جاء مثل اليوم وهو قد فارق الحياة ان يذهب الى قبره ويخرج جمجمته ويقلع اسنانه الذهبية ليبيعها.

الابن يرفض ذلك

الاب يخبره : انا آمرك

وتدور عجلة الزمن .. ويموت الاب

الابن يأخذ ابنه الصغير الى سوق الفواكه يرى تفاحة .. يرغب بقضمها ، الاب ليس لدي المال لشراء مثل هذه التفاحة، يحاول ان يجد له الاعذار لعدم شرائها.

في الليل يزور الاب ، الابن ويعاتبه قائلاً : حفيدي يطلب تفاحة وانت تعتذر كيف يحدث ذلك؟!

انا اتعذب داخل قبري .. وما عليك سوى ان تأتي لتأخذ اسناني.

يمتثل الابن لأمر ابيه ، يحفر القبر، يخرج الجمجمة ، ويدور حوار بينهما.

الجمجمة تقول له: حطم الجمجمة امسك تلك الصخرة القريبة وبها هشم عظامي، يحمل الابن الصخرة ، ترتجف يديه، تسقط الصخرة من بين يديه ولسان حاله يردد: لن اقلع اسنان ابي ويعود من جديد الى بيته.

قدمت هذه المسرحية من على قاعة الشعب ببغداد عام 2007. كان الصمت هو الذي يسود اجواء القاعة.

اخرج المسرحيات التالية

A.B.C تأليف معاذ يوسف عام 1973

2) الدوامة تأليف نور الدين فارس

3) زهرة الاقحوان من تأليفه عام 1975

4) علاء الدين والمصباح السحري تأليف جيمس نورين ترجمة جعفر علي

5) المزيفون تأليف رؤوف مسعد عام 1978

6)كوميديا قديمة تأليف الكسي اربازوف عام 1980

7)ابن ماجد تأليف عزيز عبد الصاحب عام 1983

8) رائحة المسك تأليف علي مزاحم عباس عام 1984

9) رزاق افندي تأليف عصام محمد عام 1985

10) سيدة الاهوار عن قصيدة الشاعر يوسف الصائغ عام 1987

11) نور والساحر من تأليفه عام 1988

12) لن اقلع اسنان ابي من تأليفه عام 2007

خلال عملي في دائرة السينما والمسرح كرئيس لقسم العلاقات والاعلام عام 2005 كان هو مديرها العام، اذكر وبمناسبة يوم المسرح العالمي ، كانت رغبة وزير الثقافة الاسبق الاستاذ مفيد الجزائري ان يتم تكريم العبيدي الى جانب كوكبة من الرواد المسرحيين والمبدعين ، ما ان سمع العبيدي بذلك حتى اعتذر ورفض ان يكون من بين المكرمين ، بحجة انه رئيس المؤسسة ويفضل ان يذهب التكريم الى فنان اخر، وبما يدلك على نكران ذاته.

بل لا انسى مبادرته الرائعة في تكليفي انا والفنان القدير ، فخري العقيدي – ويومها كان مديرا للفرق القومية على ما اظن ، ان نذهب الى منزل الفنان المسرحي الرائد جعفر السعدي في العامرية واصطحابه الى دائرة السينما والمسرح وبعد رحيل زوجته وشعوره بالوحدة والوحشة ، وفي هذا اللقاء ، طلب منه اخراج اي عمل مسرحي يحبذه او كان يحلم به ذات يوم وبما يلبي طموحه مع تقديم كل التسهيلات له.

وفي ليلة اخرى يروي لنا ما حدث له في الكويت من خلاف وتنافر مع الفنان العربي المشهور زكي طليمات اثناء تدريسهما في معهد الدراسات المسرحية في الكويت.

يقول : زكي طليمات فنان معروف وكبير بمستوى يوسف وهبي.

انا حينما عملت مدرسا في المعهد الطلاب التفوا حولي ، ربما لانني احمل اليهم ما هو جديد في ميدان الاخراج والتمثيل، واغلب الظن هو لم يدرسها.

حينما لاحظت انسجام وتناغم الطلبة معي ومن بينهم حسين يعقوب ، بدا يضايقني بطريقة بعيدة عن الاتكيت، كان يفتح باب الصف مباشرة ويدخل دون الطرق على الباب او الاستئذان ثم بعد قليل ينهض ويترك المكان

حتى الطلبة اثار ذلك استغرابهم.

في المرة الثالثة ، دفع الباب بعصبية وقبل ان يهم بالجلوس قلت له: استاذ طليمات اطلع بره

بدا مستغربا: ايه ده؟!

قلت له: انت لست جديرا بالاحترام.

بعد لحظات ترك المكان

وانا قدمت استقالتي . وزير الاعلام والثقافة ارسل بشأني، فاخبرته بما حدث مع طليمات واصررت على عدم البقاء، لقد امضيت عامين في الكويت.

في هذه الليلة يروي ايضا مكابدته مع احد الممثلين حينما يخرج احدى المسرحيات

هذا الممثل غاب مرة .. مرتين .. ثلاثة

وحينما حضر للبروفات سألته بكل حرص وصحبة وباعتباري المخرج: هل هناك ما يعوق حضورك الى البروفات ؟!

رد علي وبنبرة فيها الحزن الكثير:

ولدي يرقد في المستشفى وبحاجة الى قنينة دم ، انتظر ان يشفى ويتعافى ، عندها ساحضر البروفات بدون انقطاع.

يتعاطف د. سعدون العبيدي مع هذا الممثل ويحزن لاجل ابنه المريض ، وبطيبة قلب معهودة ، يعرض عليه مبلغا من المال لكي يتجاوز محنته.

تمر ايام معدودات .. يسأل العبيدي من الممثلين الآخرين عن وضع ابنه الصحي؟!

احد الممثلين يسخر قائلاً مما سمع :

ومنذ متى وهو متزوج

لا يزال اعزباً؟ بل ليلة امس كنا نجلس في البار الفلاني ونحتسي ما لذ وطاب.

ويتساءل العبيدي النبيل : مثل هذه النماذج كيف لك ان تتعامل واياها؟! اي نمط من الرجال؟ وعلى ذقن من يضحكون؟! أليس حبل الكذب بقصير؟

ويعقب قائلاً: مثلما ترى هناك طيبون ومبدعون ومخلصون وحريصون ، هناك نماذج غير صادقة وغير جديرة بالاحترام.

ويروي لنا حادثة اكثر غرابة سبق، يوم توقف قلب الكاتب والروائي منير عبد الامير ويوم كان مديراً عاماً لدائرة السينما والمسرح، فطلب من محاسب الدائرة ان يحمل مكافأة قدرها 150 ألف دينار الى عائلة الفنان الراحل وهو السقف المسموح له بصرفه ، بل وعند وصوله اليهم يسألهم ان كانوا بحاجة الى مبلغ اضافي آخر.

يقول: في اليوم التالي سألت المحاسب : هل وصل المبلغ الى عائلة الفقيد؟

فاجابني : يوم امس انا وعلى السلالم التقاني المحاسب الآخر وقال لي: الى اين انت ذاهب؟

فقلت له: الى منزل الفقيد....

قال : لا تتعب نفسك، هو جاري، هات المبلغ وانا اوصله هذا اليوم اليهم عندها سلمته المبلغ ليأخذه بدلاً عني.

وللوقوف على حقيقة الامر ينادي المحاسب الثاني ويسأله عن المبلغ ان كان قد اوصله ام لا؟!

فينكر المحاسب انه استلم مثل هذا المبلغ ويلقي باللائمة على المحاسب الاول .. وان الامر محض اتهام باطل.

يرسل بشأن المحاسب الاول ويحقق معه فيرمي الاول الكرة على الثاني ... والثاني يرمي الكرة على الاول .. ودون جدوى ، عندها يقرر عزلهما.

ويتساءل امامهما : ما أكثر الوصولات التي كنت اوقعها من خلالكم دون سؤال او استفسار؟! اليوم اشعر انكم لستم اهلاً للثقة.

في الثالث من تموز عام 2010 استلمت منه الرسالة التالية:

الأخ العزيز الدكتور صباح المندلاوي المحترم

تحية طيبة

سرني كثيراً وجودك على راس نقابة الفنانين، ارجو لك الموافقية والتألق ، شاهدت على شاشة التلفاز اللقاء مع الفنانة عفيفة إسكندر .. تأثرت كثيرا لتلك الدموع التي عكست ما تفعله سنوات العمر بحياة الانسان ، هذا الكائن العظيم الذي يبقى كما يبدو يبحث عن صديق ليشاطره هموم الدنيا وعوادي الزمن.

قلبي دائما مع اولئك الذين يعيشون حرقة الفراق والوحدة.

يبدو ان مثل هذه الصور المأساوية تتكرر في عالمنا من دون انقطاع ، فالامثلة كثيرة على ذلك ولا مجال لذكرها على هذه الصفحة

اكرر تهنئتي اليك .. وتقبل تقديري.

سعدون العبيدي

في زيارة اخرى الى منزله يتذكر وباعتزاز الفنان الرائد حقي الشبلي وكيف تعلم منه الكثير .. وكذلك الاستاذ ابراهيم جلال وكتابه (مسرحيون راحلون) استمتعت به كثيرا فهو الذي يحمل الوفاء لهؤلاء الرواد وغيرهم من المبدعين والمبدعات..

خليل شوقي زارني مرتين في هذا البيت، ومما هو جدير بالذكر ان الفنان العبيدي هو ايضا رسام ونحات .. ولديه لوحة بعنوان –شهيد الاهوار خالد احمد زكي- ورغم تقدم السن به ، يبدي رغبة لتقديم مشهد مسرحي ، من مسرحة –بيجماليون- لتوفيق الحكيم .. فيؤديها بصدق وبراعة، نغبطه على حماسته وتوهجه.

تقود به الذاكرة الى انه كان عضوا في اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية بعد ثورة 14 تموز 1958.كان الاتحاد يتألف من كل الاطراف والاتجاهات والقوميات، يؤسس فرقة مسرح الرسالة عام 1972في السبعينيات من القرن الماضي يفوز في انتخابات الشعبية المسرحية في نقابة الفنانين العراقيين وله يعود الفضل ومع زملاء اخرين في اصدارنشرة (مسرحنا) وهي نشرة تطبع بالرونيو وتسلط الضوء على اخبار الفنانين ومقالاتهم المتنوعة في عالم المسرح.

وتقديرا لمسيرته المشرفة وعطائه الابداعي ازوره الى منزله مع عدد من اعظاء المجلس المركزي في النقابة والشعبة المسرحية (الفنانة زهرة الربيعي ، الفنانة رجاء كاظم ، المخرج جمال محمد ، الفنان د. زهير البياتي) بالاضافة الى الفنان الراحل حميد حساني نحمل اليه هويته الجديدة الصادرة عن النقابة يوم كنت نقيبا، ودرعاً للنقابة.وفي زيارة اخرى وبرفقة د.حمودي الحارثي احمل اليه قلادة اتحاد الفنانين العرب تقديراً لمشواره الفني الحافل بالعطاءات والابداعات وحسناً فعل تجمع الفرق المسرحية حينما اطلق على مهرجانه المسرحي عام 2018 دورة الفنان سعدون العبيدي.في الرابع من كانون الثاني عام 2022 يتوقف قلب الفنان الرائد المبدع سعدون العبيدي بعد رحلة طويلة ومضنية في محراب المسرح وباعتباره نافذة للتنوير والتثوير والتغيير.


مشاهدات 514
أضيف 2023/02/24 - 10:32 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 2:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 219 الشهر 8208 الكلي 9370280
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير