صالون ثقافي جديد
شكر حاجم الصالحي
ما الذي يغريك في الذهاب الى هناك في ذلك المساء الكانوني الغائم , أمن أجل وجبة طعام مختلفة يضعها على مائدتك هذا المضياف الكريم , أم لكي تقضم تفاحة طردت جدك آدم من جنة الله الوارفة , لكني لا أظنك من هؤلاء الذين يسعون وراء لقيّمات عابرة وإلا لِما افتقدتك مجالس و منتديات فيها الزاد الوفير والمكان المريح و عبارات الترحيب اللطيفة والمجاملات الودودة , وها أنت تصغي لنهر المعرفة المتدفق وجريان الكلمات النافعة على لسان هذا الذي يلقي على المسامع بعض خبراته وما يكتنزه من ثقافة الى رصيدك ما تجده نافعاً , و تمضي ساعة و ساعتان من الوقت الجميل في حضرة الأبداع والكرم و حلاوة القول والتمنيات , كل هذا وجدته في صالون كامل حسن الدليمي الأدبي الذي أفتتحه مؤخراً في قريته الوادعة المحتشدة ببساتينها الخضراء , وهذا الصالون كما عرفت مشروع صاحبه الشخصي الذي يعقده أول يوم أحد من كل شهر , يستضيف فيه الشعراء والأدباء و فرسان المعرفة في التأريخ والجغرافية , ولا يكف هذا (( الكامل )) من الترحيب بضيوف صالونه , مجنداً أولاده النجب الشباب لتقديم خدماتهم وتلبية احتياجات الحاضرين بروح ملؤها المودّة والرقة , ويمضي بك الوقت مستمتعاً بما سمعت من ثراء وغنىً , وتتمنى لو ان جلسات هذا الصالون تصبح أسبوعية بدل واقعها الشهري الراهن , فأنت وسواك بحاجة الى المزيد من الاطلاع على جديد المبدعين واشتغالاتهم المثيرة للجدل والمماحكة والنقاش , وتقترح على إدارة الصالون تغيير الإنعقاد وياليتها أصبحت في الساعة الخامسة عصراً بدلاً من السابعة ليلاً , فالحضور يتوافدون من أماكن قصية للإمساك بلحظة مفيدة , والطريق الى مكان الصالون ليس قريباً على إقامة أغلب القادمين , ومراعاة الوقت ضرورة تفرضها طبيعة الشتاء العراقي وتقلباته الجوية التي (قد) تحول دون الانعقاد المرجو..
وعلى أية حال : صالون كامل حسن الدليمي نافذة مضافة للثقافة الرصينة , تشكل معطياتها حرصاً على إدامة زخم تكريس الجمال ونشر كل ما هو جميل في حياتنا المتصحرة بعد أن تقطعت أوصالها بفيروسات الجهل والتخلف والتناحر القطيعي الذميم .. وأخـــــيراً على صديقي الهذب النبيل صاحب الصالون وراعيه أن يصدر مختارات مطبوعة مما يقدم في جلساته وبذلك نوثق فعالياته و نحقق تميزاً في مسيرته الثقافية المباركة ولا أظن أن صاحبي (( الكامل )) لا يستجيب لكل مقترح نافع في قابل الأيام .