الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المجتمع الآمن

بواسطة azzaman

المجتمع الآمن

عــدي سمــير الحساني

 

تتألف شعوب العالم من طوائف متعددة وتتعدد معها عاداتهم وتقاليدهم وتختلف لذلك التصرفات والطبائع والأعراف كما تختلف الألوان واللغات وهي من الأمور المتعارف عليها والطبيعية جداً.

وتبعاً لذلك تتعدد الأديان والقوميات واللغات داخل المجتمع الواحد لذلك تجد من الطبيعي ان يمتاز الشعب الواحد بتلك التعددية باللغة والقومية والدين والمذهب وكذا الطبيعة المناطقية وتضاريسها الأرضية، ولعل بلدنا العراق هو خير مثال لذلك فتجد جنوبه ووسطه وغربه وشماله تسكنه طوائف كثيرة ومتعددة، وهناك تسائل دائم عن كيفية التعايش السلمي والاستقرار لهذا الطيف الملون؟.

فالمُتابع للمشهد العراقي قد يرى ان المسألة معقدة وان هذه التعددية قد تؤثر على سلمية الوضع المجتمعي وقد تؤدي ايضاً الى خلافات عديدة مُربكة للاستقرار الأمني وحدوث توترات دائمية ومتلاحقة، ولكن هل ذلك صحيح؟

فلو راجعنا التسلسل الزمني للداخل العراقي لوجدنا ان مجتمعنا لم تتخلله أي احداث سلبية اثرت على العلاقات الاجتماعية بالعكس فأن طيب العلاقات واستقرارها كان ولا يزال فارض وجوده بعيداً عن الاوضاع التي صاحبت احداث ما بعد عام  2003ودخول العراق في دوامة الصراعات الفئوية التي اُريد منها تعكير صفوة ذلك الاستقرار وارباك الوضع وصولاً الى غايات شخصية لاهثة خلف المصالح المالية فقط.

ففي تلك الفترة استغل بعض ضعاف النفوس الانفلات والانهيار الأمني وظهور مجاميع إجرامية والتي نظمت نفسها على شكل عصابات منظمة منها تلك التي عبثت وتمكنت في السيطرة على دور بعض الاخوة من الديانة المسيحية مستغلين تواجدهم خارج العراق او من خلال تهديدهم وتهجيرهم للسيطرة على املاكهم وتزوير عائدية عقاراتهم لصالح هذه المجاميع.

ولكن وبجهود الخيرين والشرفاء ممن وقفوا ضد هذه الاعمال الاجرامية تمكنوا من اعادة الكثير من هذه الأملاك كما وضعت الدولة ضوابط معينة لتحويل ملكية هذه العقارات وتضييق الخناق على هذه العصابات وصولاً الى انهاء هذه الحالات ومحاسبة كل من سولت له نفسه التعاون مع هذه العصابات.

وبالمختصر فأن شعبنا وبأصعب الضروف لم تفرقهم ديانة او مذهب لأنهم يستظلون تحت خيمة العراق البيضاء التي اسوارها نيران لاهبة تحرق كُل من يحاول تدنيس هذه الأرض الطاهرة. نعم هذا هو العراق وهذا شعبه الذي ضرب أروع الأمثلة بوقوفهم صفاً واحداً ضد الإرهاب وقدموا الأجساد الطاهرة فداءً للوطن واثبتوا للعالم اجمع تلاحمهم المصيري ويجمعهم حب العراق.

وتمر علينا هذه الأيام أعياد المسيح لذا نتقدم بأسمى واجمل عبارات التهاني والتبريكات متمنين لهم دوام السعادة والافراح وكل عام وهم بخير وسلام ووئام.

 

{ لــواء استاذ مساعد دكتور

 


مشاهدات 1154
أضيف 2022/12/25 - 5:06 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 6:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 170 الشهر 9294 الكلي 10052438
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير