من الجرائر تقديم الأقرباء على سائر المواطنين
حسين الصدر
-1-
من أخطر الآثار السلبية للكذب ضياع الثقة بين الناس فلا تستطيع أنْ تُعوّل على ما تسمع او تقرأ من الاخبار .
وهذه إحدى الكوارث الكبرى في المجتمع .
-2-
وقديما قيل :
( وما آفةُ الأخبارِ الاّ رواتُها )
-3-
واليوم تطالعنا المصادر الخبرية بِحُزَمٍ مِنَ الاخبار المثيرة ويتعذر علينا الحكم بصحبتها ، ولكنّها على ايةَ حال تُسهم في زيادة منسوب البلبلة والاضطراب في المجتمع .
-4-
ومن الاخبار المثيرة للألم والاستغراب الشديد :
المخالفات الصريحة لمقتضيات القانون والعدالة، وتقديم الأقرباء والانسباء على سائر المواطنين الآخرين، وتعيينهم في المواقع المهمة دون الشعور بوخز الضمير أو بخطورة الحنث باليمين، الذي أداه هذا المسؤول الذي عينّهم حين ألزم نفسه بمراعاة الضوابط والقوانين والعمل بها دون التواء .
-5-
وترن في الاسماع كلمة الزهراء البتول فاطمة ( صلوات الله وسلامه) عليها ) حين سُئلت عن سبب كثرة دعائها للمؤمنين والمؤمنات وتقديمهم على نفسها سئلت من قبل ولدها ريحانة رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسن المجتبى (ع) فقالت :
( يا بُني الجار ثم الدار )
انّ أولى الناس بتطبيق هذا المعطى الاخلاقي الرائع هم المسؤولون ، حيث لا يسوغ لهم على الاطلاق توزيع الحقائب والمناصب على أقربائهم وأنسابهم واهمال النظر في شؤون الآخرين المستحقين لتلك المناصب.
-6-
ان المسؤول الذي يملأ مكتبه بأقربائه، يبوء اولاً بسخط الله عليه حيث جافى العدل والمروءة والانصاف واخترق الخطوط الحمراء ،
ويبوء ثانيا : بسخط الشعب الذي ينتظر من المسؤول ان يأبى التفريط بحقوق المواطنين .
ويقع ثالثا في أسوأ الحفر الاجتماعية التي تُبعدُه عن القلوب ، كما أنَّ ذلك يُسقطه من العيون أيضا .
-7-
لقد قرأت أخباراً عن بعض كبار المسؤولين اليوم تتهمهم بالعناية الفائقة بأقربائهم فقط وتسمّي الكثير منهم والمناصب التي اُسندت اليهم، ولكني لست جازماً بصحة تلك الأخبار ، فبادرت الى كتابة هذه المقالة ناصحاً ومذكرا اولئك المسارعين الى تقديم أقربائهم على سائر المواطنين بخطوره عملهم ،ووخامة العواقب التي تنتظرهم ،
والله من وراء القصد .
ان المسؤول الذي يقدم أقرباءه على سائر المواطنين يعلن عن انه بعيد عن الوطنية المطلوبة فيه وبهذا يلوّث تاريخه ، ويسيء الى نفسه أكبر الاساءات .
والسؤال الآن :
هل وصلت الرسالة ؟