الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لابد من موقف

بواسطة azzaman

لابد من موقف

جاسم مراد

بعدما تحددت هيكلية الحكومة الاسرائيلية ، فأنه لم يعد ممكنا تبرير المواقف ، أما مع حكومة اليمين المتطرف العنصري ، وأما تحجيم دورها ونبذ سياساتها في المنطقة العربية على وجه التحديد ، فليس مقبولاً البتة بعد تنصيب اسوأ العنصريين الصهاينة وزيرا للداخلية ومسؤولاً عن الامن الداخلي الإسرائيلي ، وهو الذي يعلن صراحة عمليات الإبادة للفلسطينيين وطردهم من ارضهم ، وهو كذلك الذي قاد حملات التدنيس للمسجد الأقصى وتوسع الاستيطان في الأراضي العربية الفلسطينية ، فأن الموقف الرسمي العربي ، يجب أن يكون اكثر صرامة وقوه في مواجهة هذا الكيان . الشعب الفلسطيني لا يحتاج  الى تأييد لفظي ، ولا مواقف وكلمات لا تتعدى الاعلانية ، وإنما يحتاج الى دعم ومواقف تعبر عن شراكة الدفاع عن الحقوق العربية الفلسطينية والتصدي الباسل سياسيا وقوميا ودوليا ضد مواقف وممارسات الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية المتطرفة ، التي يرفض تركيبتها وسياساتها حتى الإسرائيليين المعتدلين في الاعلام والسياسة .

بالتأكيد ليس مقبولاً من قادة الدول العربية ، أن يصبح التناقض صارخاً بين شعوب هذه الدول وحكامها ، فلعل ما ا فرزه الموقف الشعبي والدولي في التجمع الرياضي العالمي بقطر من رفض التحدث للإعلام الإسرائيلي ، يعكس بالضرورة التضامن العالمي والعربي الشعبي مع فلسطين وكفاح شعبها ، في حين أصبحت إسرائيل منبوذة رغم سياسات التطبيع ومحاولات تفعيل الأنشطة التجارية والاقتصادية بينها وبين بعض الأطراف العربية .

لقد قضت إسرائيل نهائيا على كل اتفاقيات أوسلو وعلى فكرة التعايش مع الشعب الفلسطيني فتشكيل حكومة عنصرية بقيادة نتنياهو قضى تماماً على أي محاولة لتمرير ولو بعض من شروط اتفاقيات أوسلو ، وأصبحت إمكانية تحقيق ولو جزء يسير من الاتفاقات أمراً لا يمكن تحقيقه ، هذا هو الموقف الإسرائيلي المعلن والمؤيد من قبل الولايات المتحدة الامريكية وعديد الدول الأوروبية وفي المقدمة بريطانية .

إذن أمام هذه التحولات المهمة في المواقف والسياسات الإسرائيلية ، والأمريكية الداعمة لها، لم يعد أمام السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وفي المقدمة حماس والجهاد إلا وحدة العمل الوطني ومشتركات النضال بكل عناوينها وحسب ضرورات المهمات الوطنية . إذا بقي الموقف الفلسطيني خارج سياق جبهة العمل الموحد سياسيا ونضاليا فأن حجج المطبعين تقوى وممارسات الكيان العنصرية تتوسع ، فلابد من ترجمة اتفاق الجزائر وماسبقه من اتفاقات القاهرة وبيروت الى واقع عملي . إن قيام الجيش والمرتزقة بالاجتياحات للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية والقتل بدم بارد للشبان الفلسطينيين وحتى الأطفال ، دون رد ثوري فردي ومنظم يوسع دائرة الاجتياح الصهيوني ، ولابد من دعم عرين الأسود والمنظمات المقاتلة الأخرى وبالخصوص ثوار حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كون عملهم يشكل الرافعة لوحدة النضال مع كافة الفصائل الفلسطينية . لم يعد هناك مقبولية لتبرير الانقسام ، فالمرحلة بحاجة الى وحدة الموقف والنضال والتصدي للحكومة الفاشية الإسرائيلية...


مشاهدات 608
أضيف 2022/12/18 - 7:17 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 1:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 367 الشهر 7935 الكلي 9370007
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير