حين تنزف الاصابع امام حضور الذكريا
عكاب سالم الطاهر
عصر السبت ، الثالث من الشهر الجاري ، كنتُ احضر تجمعاً احتفالياً اقيم في اتحاد الحقوقيين العراقيين ، تكريماً للدكتور عبدالحسين شعبان . حضرتُ مدعواً. وطلبتُ الادلاء بشهادتي . وبسبب سوء التنظيم والانتقائية ، لم يتاح لي ذلك. وبقيت محاور تلك الشهادة مدونة على ورق ، مستقرة في حقيبتي. واعتزازا بالمُحتفى به ، صديقي الدكتور عبدالحسين شعبان ، لم اغادر الاحتفالية كما فعلت اكثر من شخصية حضرتها. غير اني، عند الانتهاء ، ودعتُ الدكتور شعبان. وغادرتُ . ولكن لم تغادرني تداعيات ارتباك ادارة الاحتفالية. وعدم الرضا عن حجب فرصة الادلاء بشهادتي.
••••
وفي حوار صامت مع الذات، كان التساؤل الاول : هل يبقى ما جاء في شهادتي مجرد كتابة في اوراق بيضاء مودعة في حقيبتي ، ام علي المجاهرة بها ؟.وماهي الوسيلة ان قررت الافصاح عنها ؟. والتساؤل الثاني : هل اعلن تقييمي وتقييم اكثر من شخصية حضرت الاحتفالية لمجريات هذه الاحتفالية. وكيف السبيل ؟. وتجنبتُ ، بداية ، الاتصال بالدكور عبدالحسين شعبان ، لكي لا اثير عدم ارتياح لديه . لكني ، في النهاية ، قررت مصارحته. وبتاريخ التاسع من الشهر الجاري، كتبت للصديق ابو ياسر . وصارحتُه بملاحظاتي حول الاحتفالية.
تهنأة وملاحظة
ومن بعض ما جاء في رسالتي : « تحية اخوية. هي تهنأة وملاحظة. تحمستُ لكتابة التهنأة ، وترددتُ في كتابة الملاحظة. وبداية اقول : اهنئكم بمحبة اصدقائك ومريديك وقرائك. اولئك الذين التقت كوكبة منهم تحت سقف اتحاد الحقوقيين العراقيين. محبة واعجاب انتزعتَه ، ولم يمنح. والملاحظة.. ان ادارة الاحتفالية لم تكن موفقة. وهناك ممارسات تقرب من حالة التعسف والتعالي في ادارة الاحتفالية.. ». وفي رسالة جوابية صوتية ، كان الصديق ابو ياسر شفافاً وواقعياً. ونصحني، من موقع اخوي ، ان انشر ما اردت الادلاء به من خلال منصة الاحتفالية ، ان انشر ذلك من خلال الصحف. وكانت جريدة الزمان ، هي المرشحة للنشر من خلالها. تجاوبتُ مع هذا المقترح . وفي لقاء مع الدكتور احمد عبد المجيد ، بصحبة الاعلامي الصديق عادل الدلي ، في مكتبه بالجريدة، صباح الرابع عشر من الشهر الجاري ، اشرتُ الى ما نويتُ عليه . بالادلاء بشهادتي من خلال منصة الزمان . رحب الصديق ابو رنا. وبقيت الكرة في ملعبي.
الطالب اليساري
كان علي ان اضع شهادتي بشكلها النهائي . وعلي الابتعاد عما هو متداول ، وربما المكرر، في الكتابة عن الدكتور عبدالحسين شعبان. ولذلك حرصتُ ان يكون عنوان ومضمون ما انوي كتابته ، هو جانب اقدر انه غير معروف ، او انه معروف على نطاق اعلامي محدود في شخصية الدكتور عبدالحسين شعبان.
لذلك اخترت هذا العنوان : عبدالحسين شعبان
الطالب الجامعي اليساري. ولابد ان يبتعد المضمون عن الإنشائية ، وأن يحتوي المعلومة المهمة الملائمة. ولم يكن ذلك سهلاّ. لذلك رجعت لذاكرتي واوراقي من جهة ، واستعنتُ بمصادر موثوقة من جهة اخرى. وكانت ذاكرة الدكتور عبدالحسين شعبان السليمة هي المصدر الاهم. ومما ساعدني في الاتيان على معلومات مهمة انني لم اكن بعيداً عن مجريات الوضع النقابي الطلابي في بغداد نهاية ستينات القرن الماضي ومطلع سبعيناته. اذ كنت انذاك طالباً في كلية الهندسة . وكنت في موقع يتيح لي معرفة جوانب مهمة من الاحداث في المشهد الطلابي ، وخلفيات تلك الاحداث.
الاصابع تنزف
وعصر امس ، كانت اصابعي تنقر على لوحة المفاتيح في الحاسوب . وفي السابعة مساءً كانت مقالتي امام الدكتور احمد عبدالمجيد، رئيس تحرير جريدة الزمان. لقد نزفت الاصابع . وضغطت على ذاكرة لا اريد القول انها مُتعَبة. واعيد قول الشاعر العراقي الراحل ، عبدالوهاب البياتي : ايها الحرف المعذب.. أينما تذهب اذهب..