المجلات العراقية الرصينة بين طلقة الرحمة وقبلة الحياة
ياسين موسى الدوري
جرى التأكيد في الفترة الأخيرة على ضرورة حث الباحثين والتدريسيين والاكاديميين العراقيين بنشر البحوث والدراسات على منصة السكوبس بل ذهبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى ابعد من ذلك بكثير بحيث أعطت ثلاثة أضعاف الوزن في استمارة تقييم جودة أداء الجامعات العراقية للبحوث المنشورة في السكوبس عما ينشر في المجلات العراقية والعربية .
ويبقى السؤال المهم هل إن قيمة البحث في المجلة التي ينشر فيها ام في محتواها العلمي والأكاديمي وهل أصبحنا نهتم بالوعاء دون المحتوى وما هي حقيقة منصة السكوبس التي اصبحت الشغل الشاغل لكل الباحثين والدارسين وعلا صوتها وضجيجها بحيث أصبحنا لانكاد نسمع عن تلك المجلات العراقية الرصينة التي كانت تصدرها كليات الطب والهندسة والعلوم والتربية مثل مجلة الاستاذ التي تصدرها كلية التربية في بغداد عام 1923 ومجلة كلية الطب عام 1927 وآداب الرافدين كلية الآداب جامعة الموصل وغيرها من المجلات العراقية الرصينة ذات الإرث الحضاري والتاريخي الكبير.
منصة السكوبس
ومن الجدير بالذكر إن البحث المنشور على منصة السكوبس لايحال الى خبير علمي مهما كان رديئا وان كلفة النشر تتراوح بين 400 الى500 دولار واصبحنا من دون ان نعرف نردد سكوبس وهو الجبل الذي تقع عليه الجامعة العبرية في القدس the Hebrew University هذه دعوى خالصة لكل المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي ولكل الباحثين والدارسين من اساتذتنا الافاضل لغرض المحافظة على موروث مجلاتنا الوطنية الأكاديمية المحكمة والمعترف بها عالميا ومنحها قبلة الحياة لكي تستمر في العطاء العلمي بدلا من إطلاق طلقة الرحمة عليها لكي تصبح أثرا بعد عين ولأحول ولاقوه الا بالله.