يلزمنا الوضوح في الحياة
عبد الستار جابر الإسماعيلي
هناك صورتان للإنسان ، صورة ظاهرية بادية للناس ، وصورة خفية لايراها إلا الله تعالى ، ولقد دأب الناس على تحسين وتجميل الصورة الظاهرية قدر مايتمكنون ...لكن الأغلب لايعتني بالصورة الخفية قدر إعتناءه بالصورة الظاهرية .هناك فرقٌ كبير بين شعور الإنسان إنه على مرأى من أعيُن الآخرين فيحرص على أن يكون مقبولاً لديهم مظهراً وأفعالاً وأقوالاً...الخ ، وبين شعوره بأن صورته الحقيقية بلا رتوس يراها الله سبحانه وتعالى فيسعى الى ان يكون مقبولاً عند الله.البون شاسع والفرق كبير بين صورة الإنسان أمام الناس وصورته امام الله تعالى.كلما كانت الصورة الظاهرية أكثر شبهاً من الصورة الخفية كان الإنسان أكثر تكاملاً ونقاءً وأقرب للحقيقة ، وبقدر إختلاف الصورتين يكون الأختلاف بين الظاهر والمعلن أو بتعبير القرآن الظاهر والباطن في شخصية كل إنسان .وبقدر مراعاة الإنسان لصورته أمام الله تعالى يكون مستوى إيمانه ووعيه ورقيه ومن ثم فوزه بحسن العاقبة .نسأل الله تعالى التوفيق لما يحب ويرضى بما يجعل صورتنا عنده مقبولة . والصدق يعني الوضوح والوضوح صفة الصادقين ، وعلامة الواثقين ، وأهم دلائل المؤمنين ، لأن الوضوح يعني الصدق ، والصدق ملازم للإيمان ، وكلما كان الإنسان نقي السريرة ، ونفسه بصيرة ، كان أكثر وضوحاً وصدقاً .
معاملة حسنة
وكانت معاملتهُ حسنة وآثارهُ طيبة ...الوضوح من لوازم ااشخصية المتوازنة ، فكما ان الإنسان يحب أن يكون محترماً بين الناس ، عليه ان يحترمهم بأن يكون واضحاً أمامهم ، صادقاً معهم..لأن لغة التواصل مع الآخرين محكومة بطابع الإيحاء الذي تتضمنه الكلمات والإشارات والحركات والسكنات والنبرات وكل مابمكن ان تقوم به جوارح الإنسان من فعاليات تساهم في نقل ذلك الإيحاء الى المقابل...وبطبيعة الحال فإن ردة فعل المقابل تكون على ضوء ماتلقاه من صورة موحية ، وفي حالة زيف هذه الصورة وعدم صدق الإيحاء الذي وصل إليه يقع الغش والخداع والإيهام ومن ثم تلقي الطرف المخادع تعاملاً لايستحقه بحسب صورته الحقيقية التي أبطنها ، وأظهر صورة أخرى للتضليل والمخادعة . ومن هنا يظهر لنا الأثر السئ للخداع وعدم الصدق والوضوح ، لإنه يقود الى نشوء علاقات إستغلالية غير متوازنة هدفها أغراض لاترتقي الى ماينبغي عليه ان يكون عليه الإنسان من نُبــــل وأخلاق وحسن معاملة .
ولقد جاء في الأثر : أن الدين المعاملة .ويبقى الوضوح ركيزة أساسية لفهم الآخرين وكلما كان هذا الفهم صحيحاً ودقيقاً كان التعامل سليماً لاتشوبه شائبة.