(الزمان) تنشر قصائد الوجع العراقي لحسين نعمة 1-2
الستوتات والإشارات الضوئية
كثرت، الستوتات، فيك يا وطني
وتزاحم الأطفال، المشردين، واليتامى
في تقاطعِ، الإشارات الضوئيةِ
يمسحون، واجهات، زجاجات
سيارت الميسورين...
ومنهم، من يبيع الحلوى، والسكائر، وعلب اللبائن
يزاحمون، المتسولين، عجائزاً، وصبيات
أولئك، المنتمين، للعوائل، المتجاوزة
بنيلِ، شهادات الحواسم
والتي، ليس من السهلِ، الحصول عليها
في أي بلدٍ... إلا، من كان متميزاً
بغزارة النفطِ، والصبر
وسوءِ الطالع...
ومن يخضع، للذلِّ، وللهوان
لمن أُغني
لمن أغني
ولهيب الوجدِ، كانوناً بأعماقي
لمن أُغني، والناس لا سمعٌ يصاحبني
وقد ضاعت ترانيمي وعشاقي
صدحتُ، أنين الشدوّي
أنغاماً تمزقني
وقد جفت أزاهيري، وأوراقي
لمن أشدو، ومن يصغي لأنشادي
وحيداً صرتُ منسياً لأحبابي وروادي
وفي بيتي غريباً، صرتُ أخشى وحدتي
وأهلي، صاروا إلي ضدي وحسادي
لمن أشدو
لمن أشدو، وفي قلبي
لهيبُ الجمرِ...
قد صار رماد...
والهوى، أضحى ركاماً
بين أطلال التداني، والبعاد
كيف لي، شوقاً أُغني
وفؤادي، في سباتٍ ورقاد
وحبيبٌ، صار وهماً
وعذاباتُ حنينٍ، للوداد، قدري....
جفت، ينابيع شجوني، وغدا
صمت ترانيمي، دموعاً وسهاد
أين ولت، تلك أيام صبانا
حين كنا، نملأ الدنيا
مراحاً، وخِصاماً، وعِناداً
الوهم والرحيل
بطراً، نرجو، ونهوى
عودة، الزمن الجميل
حين كنا، نملأ الدنيا، حبوراً
وصفاءً، كالزلال السلسبيل
والهوى العذري فينا، عاشقين، أبداً لا نرتضي
للوصل بُداً.... وبديل
خيبتي الآن، رمادي لم يعد
في موقدي، جمرٌ، وهذا أبداً، بل مستحيل
والأماني، أصبحت، طيف سرابٍ
واشتياقٍ، وعويل
وجنون العشقِ، ليس كالأمس، هياماً
حنيناً، من خليلٍ، لخليل
وشراعي، مزقته الريح، والإعصار
من حولي، عتياً، ومهيل
أخذ الإعياء وجدي، منهكاً، أرسو
على سفح متاهاتي وأعياني الرحيل
نزوح الجراد الأصفر
نزحَ (المعدان) أرتالاً، من الريفِ
وجابوا كل وادي
مثلما تغزو حقول القمح...
أسراب الجرادِ
أسكتوا صوتَ غنائنا...
شوهوا كل جميلِ في بلادي
بذروا في الأرض رُعباً...
وجنوا الموت، وأصناف الفساد
أوهمونا بلباس الدين شكلاً
شوهوا كل الحضارات مجوناً
وفسوقاً وتمادي
الغربة في الوطن
أبحثُ عن وطني، فيك يا وطني
والطائر الدليل، أنهك قواي
وأتعبني الشوق، فيك وعنك
وأضناني الرحيل
فكم مخرتُ ذاتي، بحاراً، بلا سفن ٍ
بعقر دارك يا وطني، وبنفس المكان
أنحتُ، في الثلج ، وعلى الرمل...
عناوين صروحي، وطموحي...
يملأ الآفاق، أحزاناً، وأوهاماً طموحي
وجروحي، بين نبضي، وحنيني
تنزف الآهاتِ، والشكوى، جروحي
فأنا، والغربةُ دوماً توأمان
أبحث عن وطن الأمس
وأحلمُ بالأمان
خجل اليدين
وجلةٌ، أم خجولة يدي
حين تروم رسم أفكاري، على الورق
دون تخريفٍ، وتزويقٍ، وقلق
ما بالُ يدي، تخشى الرعاش...
وتخشى الزلق...
بجرأةٍ تحركي أصابعي...
أنتِ، ربانَ يراعي
وبك، يُرسمُ، أشكال الألق
رسولٌ، قلمي، بين يدي
يسكب، من فوهته، خيوط نور
يُجملُ، أوراق كراريسي، المهملة
فوق رفوف الانتظار...
وتحت رذاذ الودق
تساؤلات
ما ترتجي....
والعمرُ قد ضاعَ سُدًى
في زحمة الحزنِ، وآهاتِ العذاب
وطوت، كل كياني
حرقةَ الشوقِ، حنيناً واغتراب
وهمٌ، صارت حياتي
بين، صمتي وهيامي
دون ردٍّ، أو جواب
وهمٌ، ما ترتجي
والعمرُ، قد بان جلياً
بين جُدبٍ، واضطراب
البحث عن وجه حبيبتي
كل يومٍ، أبحثُ بين الوجوه
وفي عمق العيون، وخطى الفاتنات
عساني أرى وجه ملهمتي
فأنا، لا أعلم من تكون...؟
جميلةٌ، فاتنةٌ، عسلية العينين، ناعسة الجفون
كل يومٍ، أُبحرُ، في يمِّ عيون إحداهن
وأذوب اشتياقاً، في هيامٍ، وجنون
يؤرقني سهاد ليلي
ويسلبني النهار، بعد هواها، وتقتلني الظنون
حبيبتي نجمةٌ، أراها في السماء
تختفي، خلف النجوم
الوطن المستباح
الوطنُ الذي يستجدي فيهِ المبدعون فُتات الحاكمين الطغاة، وطنٌ، لا يستحق... الحياة كان الأجدر بـ(أمريكا) ألا تمارس قرار الاحتلال، فبهذا برهنوا أسوأ مخلوق وأرذل الجناة، وبقينا رغم هذا الضيم رموزاً، في ذرى الخلدِ أُباة
لأننا أُباة
لأننا نعشق الجمال، والحياة
لأننا أباة
استهدفنا الأراذلُ، والطغاة
لأننا أخيار...
وأننا أكثر الناس طيبة، وعزةً، وجاهاً
لأننا، نغرق في الحنين، والوفاء، والرفاه...
تكالبت كل قوى الشر
لتسلبنا السرور والرفاه
لأننا نمتاز بالشهامة
لأننا نفيض بالنقاء، والكرامة
لأننا، قمة الصمود والذكاء
لأننا، أول من صاغ التاريخ، وشيد البناء
لأن أرضنا، شرفها الباري، مكان الأنبياء
تكالبت بقتلنا كل شياطين البغايا
وحثالات الخطايا الجبناء