احذروا مكائد الأعداء

حسين الصدر

-1-

وحدة الصف وتلاحم ابناء الوطن وشيوع أجواء المحبة والوئام بينهم يُغيط الأعداء ويثير حفيظتهم .. ذلك انهم يسعون لتمزيق الصف وتفريقه ليسهل عليهم إنفاذ ما يريدون من اهداف خبيثة وأغراض عدوانية مسمومة

-2-

وقد أراد أحد الاذكياء أنْ يضرب لصديقه مثالاً حِسيّاً لمكائد الاعداء وخططهم لتشتيت الشمل والتفريق بين الاخ واخيه والصديق وصديقه، فاخذه وجاء به حتى وقف على فقيرَيْنِ فاقِدَيْنِ للبصر، وقد جلس أحدُهما الى جوار صاحبه، وهما يستعطيان الناس ويسألونهم المعونة، والقاسم المشترك بينهما هو الحاجة والعوز وقلة ذات اليد .

جاء هذا الذكي وصاح بصوتٍ عالٍ :

خذ هذه الدنانير ، واجعل نصفها لك ونصفها الأخر لصاحبك .

فمَدَّ كلٌ منهما يده ليأخذ الدنانير، ولكنّ الرجلَ الذكيّ لم يكن قد دفع شيئا لأحدهما ،

وتركهما وانصرف مع صاحبه، ولكنّه بقي ينتظر ماذا سيكون عليه الحال بين الفقيرين الصديقين ؟

لقد تخيّل كل واحد مِنَ الفقيريْن أنَّ صاحبه أخذ الدنانير واستأثر بها دُونَهُ وغدا كل منهما يطالب الآخر بحصته من الدنانير ..، حتى آل الأمر الى الخصومة والشجار ثم ابتدأ كل منهما بضرب الآخر ..!!

وهنا التفت الذكي الى صاحبه وقال له :

أرأيتَ كيف يُفرقنا الاعداء بمكائدهم ؟

-3-

انّ العراق الواحد الموحد الذي تَجْمَعُ أبناءه على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم واتجاهاتهم السياسية رابطةُ الوطنية والمحبة تخشاه كل القوى الداكنة المتربصة بنا الدوائر .

فالحذر الحذر من الوقوع في أفخاخ الأعداء ومكائدهم ودسائسهم وخططهم الخبيثة لتمزيق النسيج العراقي وإحداث الثغرات الكبيرة في صفوف ابنائه

قال تعالى :

( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ..)

آل عمران /103

وعلى صخرة التلاحم الوطني تتحطم كل مكائد الاعداء وتبوء كل خططهم بالفشل .

ورحم شيخنا الشبيبي اذ قال :

أنا بايعتُ على أنَّ لا أرى

فرُقةً هاكم على هذا يدي