الدايني تحذّر من عدوى الإغتيالات في بلدروز
ديالى تعيد تشكيل خلية الأزمة بعد تقارير عن أمطار غزيرة
ديالى ــ سلام الشمري
كشفت النائب عن محافظة ديالى رئيس لجنة النزاهة النيابية ناهدة الدايني ، عن تصاعد حالات الاغتيال المجهولة داخل قضاء بلدروز ، مطالبة بمعالجات أمنية لتطمين الرأي العام والحفاظ على التعايش المجتمعي.
وقالت الدايني لــ ( الزمان ) أمس، إن (قضاء بلدروز شهد خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة اغتيالات مجهولة تسببت في رعب وقلق شعبي حيال عودة القضاء الى مربع الإرهاب والتصفية الفوضوية ) ، مشيرة إلى أن ( قضاء بلدروز شهد 4 الى 5 حوادث اغتيال مجهولة لم يكشف المتورطين بها رغم تعدد التشكيلات الأمنية والإجراءات المحكمة وعدم وجود أي ثغرات أمنية ) .
وحذرت الدايني من ( انتقال عدوى الاغتيالات الى قضاء بلدروز بعد نفض غبار الإرهاب والحرب الطائفية منذ أكثر من 13 عاما وترسيخ التصالح والتعايش المجتمعي بشكل مثالي ) ، داعية الى ( ردع عصابات الجريمة المنظمة التي باتت أشد خطرا من الجماعات والخلايا الإرهابية ) .
واستبعدت الدايني ( وجود نزاعات عشائرية أو ظواهر خارجة عن القانون في بلدروز الا ان جهات تستخدم أدوات الجريمة المنظمة لضرب الاستقرار الأمني في بلدروز لمآرب ودوافع خاصة ) .
وتساءلت الدايني عن ( أسباب الاغتيالات المنظمة التي تطال اغلبها أناس بسطاء وبعيدين عن الاجهزة الامنية أو الانتماءات الحزبية وغياب الحلول الأمنية، ما تسبب بتشريد ونزوح عشرات الأسر الى خارج المقدادية حفاظا على ارواح وارواح عوائلهم ) .
وطالبت الدايني ( السلطات الأمنية بمعالجة الاغتيالات المجهولة المتصاعدة في قضاء بلدروز شرق بعقوبة خلال الفترات الأخيرة لتطمين الرأي العام والحفاظ على التعايش المجتمعي ) .
وفي سياق متصل قالت الدايني ، إنه ( رغم مطالبنا المستمرة بمظلومية ديالى وما لحق بها في عموم المحافل والجهات، إلا أن المحافظة مازالت مهمشة من مشاريع دعم المحافظات المتضررة مقارنة بالمحافظات الساخنة الاخرى التي عاشت حروبا مع (داعش)، معتبرة ديالى "الأكثر تضرراً من الإرهاب والإهمال الخدمي).
وأضافت، أن ( ديالى لم تحصل على ربع استحقاقها من مشاريع صندوق الاعمار والمشاريع الاخرى الداعمة للمحافظات المنكوبة الى جانب نقص وتهميش لاستحقاقاتها من المشاريع الخدمية والحيوية ) .
محافظة منكومة
وبينت النائب عن محافظة ديالى ، أن ( ديالى تعتبر محافظة منكوبة على الورق فقط، ولم تلق أي التفاتة او معالجات واضحة للمشاكل الخدمية، وركام الحرب مع الإرهاب وما خلفه من دمار وانهيار بالبُنى الخدمية ) .
وتابعت الدايني ( طالبنا مراراً وتكراراً باحتياجات المحافظة في عموم المجالات إلا أننا لم نحصل على إستحقاقاتنا فيما نالت المحافظات الأخرى المتضررة أغلب استحقاقاتها). الى ذلك قال مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي المجمعي، لــ ( الزمان ) ، إن (قسماً كبيراً من أطفال ديالى يعانون من التسرب من مقاعد الدراسة والتشرد والعوز والتفكك الأسري وممارسة أعمال لا تتناسب مع أعمارهم وبعض الأعمال تكون خطرة بالنسبة للأطفال نتيجة غياب القوانين التي تحمي الطفولة وسيطرة عصابات داعش على بعض مناطق ديالى وتهجير عشرات الآلاف من العائلات من مناطق سكناهم في محافظة ديالى ) .
وأضاف المجمعي، أن ( أبرز المشكلات التي تضرب طفولة ديالى، كثرة حالات الطلاق وانعدام مصدر الدخل لكثير من الاسر العراقية كل هذا ادى الى ان يتعرض الاطفال الى الكثير من الانتهاكات التي هي بحاجة حلول. )
وأشار المجمعي، إلى أن ( تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية دفعت نحو 15-20 بالمئة من الأطفال للتوجه الى العمالة القاسية والعمل في ورش وأعمال تفوق قدراتهم وغير ملائمة لأعمارهم ) .
ودعا مدير مكتب حقوق الانسان، إلى ( وضع استراتيجية لحماية الطفولة في العراق وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم وتنفيذ برامج وخطط انقاذ الطفولة في ديالى من خلال تحسين الواقع المعيشي للأسر لمنع الأطفال من التسرب الدراسي الى جانب تحصين الأطفال من مواقع التواصل الاجتماعي المحرضة على الانحلال والتفكك والتصدي للثقافات المسمومة التي تهدد مجتمع ديالى المتحفظ بالقيم والتقاليد الاجتماعية الرصينة) .
وأكد المجمعي ، ان ( أعمال العنف في ديالى، خلال أكثر من عقد تسببت بمقتل واصابة عشرات الآلاف من المدنيين وارتفاع نسب الايتام في المحافظة، ما دفع البعض منهم إلى ترك مدارسهم وممارسة مهن وأعمال متعددة لا تتناسب مع أعمارهم لإعانة أسرهم وتوفير دخل معيشي ) .
ومن جانب آخر قال مدير ناحية قره تبه شمال شرقي ديالى، وصفي مرتضى التميمي، لــ (الزمان ) ، ان (القوات الامنية وبعمليات مستمرة منذ سنوات دمرت معسكراً ارهابياً لداعش يقع في اطراف ناحية العظيم قرب حدود ناحية قره تبه يطلق عليه معسكر عائشة، الا ان التنظيم يعيد إحيائه بعد كل عملية امنية ويعد من خلاله لهجمات تستهدف القطعات الامنية ) . وبين التميمي ، ان ( معسكر عائشة أصبح مفقسا للإرهاب بسبب استمرار تسلل الإرهابيين من جبال حمرين نحوه مستغلين المساحات الجغرافية الشاسعة والفراغات الأمنية الممتدة لعشرات الكيلومترات) ، داعيا الى( اعتماد طائرات مسيرة وتقنية رصد ومراقبة امنية حديثة لمنع إحياء المعسكر الارهابي وتدميره بالكامل)واضاف التميمي ، ان (القضاء على بؤر ومواطن الإرهاب بين جبال حمرين ونواحي العظيم وقره تبه يتطلب نشر كاميرات مراقبة على امتداد الحدود ونقاط رصد مكثفة لمنع تحركات وتسلل الإرهابيين) .واكد التميمي ، على (عدم وجود أي بؤر او حواضن لداعش داخل قرى ناحية قره تبه وجميع المفارز الارهابية تتسلل من جبال حمرين) .
وفي المجال الفلاحي ، قال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي لـ ( الزمان ) ،ان ( تربية الجاموس في ديالى ليس مهنة مستجدة بل تعود لفترة زمنية طويلة وهي منتشرة في 17 مقاطعة زراعية وتشكل وارد اقتصادي لمئات الاسر بالإضافة الى توفير العديد من المنتوجات للأسواق العراقية).واضاف التميمي ،ان (تربية قطعان الجاموس انحسرت في 14 مقاطعة زراعية ولم يبقى سوى 3 فقط ، لافتا الى ان 80 بالمئة من اجمالي القطعان انتهت بعد 2003 لأسباب متعددة ابرزها التــــــكاليف العالية وقلة الدعم الحـــــــكومي والامراض الفتاكة ) .
واشار الى ان ( الجاموس في خطر خاصة وان انحسار اعداده مؤشر على الاوضاع القادمة ستكون صعبة على ما تبقى من المربين".انحسار انتشار قطعان الجاموس في 14 مقاطعة زراعية).
اعمال تنقيب
الى ذلك قال مدير عام التحريات والتنقيبات في هيئة الاثار والتراث علي شلغم في بيان تلقته لــ (الزمان) ، عن ( انهاء اعمال التنقيبات الانقاذية في محافظة ديالى تل القطعة 1089/3 الواقعة ضمن مقاطعة 22 ابو حلاوة في ناحية كنعان ) . واوضح شلغم ، ان ( اعمال التنقيب كشفت عن العثور على 57 قطعة اثرية عبارة عن أواني فخارية ومسارج وحلي ومسكوكات فضية ودمى فضلا عن بقايا عمارية بنائية متمثلة بقنوات ووحدات بنائية تعود الى الفترة السلوقية ) . واشار شلغم ، الى ان ( دائرة التحريات والتنقيبات ماضية في عملها من اجل البحث والتحري عن المواقع الاثرية بطرق عملية حديثة تهدف الى اكتشاف المزيد من الاثار في عموم العراق من خلال الفرق التنقيبية المحلية والاجنبية ) .
وفي الشأن العشائري قال مدير شؤون العشائر العميد علي محمود الربيعي لــ ( الزمان ) ، إن ( المخدرات ننظر اليها على انها طاعون ابيض يوازي خطر الارهاب ويهدد المجتمع بالتفكك ويدفع معدلات الجريمة الى منحنى خطير جدا ، ما يستدعي قرارات حاسمة لمواجهة هذا الوباء ) . وأضاف الربيعي، ان ( عشائر ديالى وقعت وثيقة جديدة تتضمن مبدأ الكسر لأي شخص يتورط بالإتجار المخدرات ومنع تقديم اي مساعدة له بالإضافة الى عدم مطالبة القوات الامنية باي اجراءات اذا ما قتل المتورطين بالإتجار بالمخدرات اثناء المواجهات المباشرة ) . واشار الى ان ( توقيع الوثيقة تم من قبل جميع الشيوخ والنخب العشائرية دون استثناء لإيمانهم بخطورة المخدرات وتأثيرها السلبي على المجتمع ) .
وفي قضاء المقدادية قال رئيس مجلسها السابق عدنان التميمي لــ (الزمان ) ، إن ( مكاتب الصيرفة التي تتعامل بالربا في انتشار واسع في ديالى لكن لحساسية الامر يغض الكثيرين النظر عنها رغم ما تسببه من مآسي راح ضحيتها مئات الاسر). واضاف التميمي ، ان ( مكاتب الربا تثقل اروقة القضاء العراقي في ديالى بأكثر من 60 دعوى شهريا والحصيلة في ارتفاع مستمر بالإضافة الى ان البعض حاول الانتحار بسبب تراكم الديون وهناك عشرات القصص المحزنة، داعيا الى ضرورة اعادة تقييم لمكاتب الصيرفة التي تتعامل بالربا والسعي لوضع حد لها خاصة وان الضحايا كثر في الآونة الاخيرة) . واخير قال مدير ناحية مندلي وكالة مازن أكرم لــ (الزمان) ، ان (التقارير الاخيرة للأنواء الجوية تؤكد بان مدن وقرى الشريط الحدودي شرق ديالى ومنها مندلي ستشهد امطار غزيرة في الساعات القادمة ، ما استدعى احياء خلية الازمة لتكون حاضرة في توحيد جهود مواجهة اي طارئ ) .
واضاف أكرم ، ان ( مدن شرق ديالى الحدودية بأمس الحاجة للأمطار بعد موجة جفاف دامت 10أشهرا ، لافتا الى ( تدفق السيول سيؤدي الى انعاش الابار الارتوازي ويقلل من حدة الملوحة ويسهم في رفع مستوياتها بمعدلات عالية) ، مشيرا الى ان (خلية الازمة ستتابع ملف الامطار والسيول ضمن الشريط الحدودي وتتخذ كل الاجراءات المناسبة بالتنسيق مع حكومة ديالى المحلية) .