الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هناوي والسرد غير الواقعي

بواسطة azzaman

هناوي والسرد غير الواقعي

 

بغداد - الزمان

صدر حديثا للدكتورة نادية هناوي الجزء الثاني من كتابها ( علم السرد ما بعد الكلاسيكي) عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر وبصفحات بلغت اربعمئة واربع عشرة صفحة من القطع المتوسط . وقد تخصص هذا الجزء الجديد في ( السرد غير الواقعي) باربعة فصول قعدت المفاهيم وحددت الاستراتيجيات ووقفت عند الاشكاليات وناقشت القضايا والموضوعات. ومما جاء في معنى السرد غير الواقعي أنه سرد لا يتضاد مع نظرية المحاكاة وقانون الاحتمال الأرسطي، لأنه يضع اللاواقعية في عنصر بعينه من عناصر السرد؛ فمثلا قد تكون الأبنية الزمانية تقليدية وكذلك اللغة والشخصية والسارد لكن الاحداث أو الامكنة هي غير واقعية.

اما بروتوكولات السرد غير الواقعي فهي اشتغالات تعيد منح السرد المقبولية المنطقية جاعلة المحال وغير الممكن واقعيا قابلا للتصديق من طرف المتلقي الذي لو قرأ الأحداث غير ممكنة الحصول خارج البنية السردية لما صدّق ولا حرفاً واحداً لكنه في قراءتها كقصة أو رواية ـــ أي عند دخوله عالمها الخاص ـــ ستتخلق مصداقيتها كأي قصة واقعية. والسبب هي المعالجة السردية التي تظل بالعموم ملتزمة بتخليق أو تلفيق التخليق بالمنطقية فيغدو المسبِب مؤدياً إلى النتيجة. وهو ما يضفي النظامية على السردين الواقعي وغير الواقعي ويشي بوجود توازنية بها تقبل عملية القراءة فلا يكذِّب القارئُ الحدث غير الواقعي أو الشخصية غير الواقعية أو الزمان غير الواقعي كما لا يشكك في واقعيتها.

تقول الدكتورة هناوي في المقدمة : (قد لا تُفهم بعدية(السرد ما بعد الكلاسيكي) وغيرية( السرد غير الواقعي) على علاتهما كلها أو بعض منها، وقد تكون البعدية والغيرية مثاراً للغموض والتساؤل وسبباً في الاشتباك والتعقيد أكثر مما هما موجهان للمعنى ومحددان للدلالة، إنما هي طبيعة التوصيف اللغوي في التعبير بالظرفية ( بعد) عن السرد الذي اختلفت تراتبيته المعرفية كميدان علمي كان قبل عقود يختص بمسائل عُدت في وقتها جديدة وكاشفة واستقصائية واليوم يُنظر إليها تقليدية وفيها القصور والارتباك كما أن في التعبير بأداة النفي( غير) توكيداً لحال سردي إزاء حال آخر، يناظره في الانضواء في علم السرد ويخالفه بتخليه عن الواقعية وميله إلى غيرها. ) هذا وقد عرّف الكتاب بمسائل وعرض اشتغالات، متيقظا من الوقوع في الإتباع وموالاة مدرسة كانت رائدة واليوم ليست كذلك، وحذرا في الآن نفسه من الانحياز لمدرسة امتلكت تفوقها واغترارها من جراء أمرين أحدهما سياسي يتمثل في الهيمنة الامريكية على النظام العالمي الجديد والآخر علمي يتمثل في السبرانية والعولمية واكتساحاتهما غير المحددة وحروبهما غير متكافئة الأطراف والأبعاد والإمكانيات.

 

 

 


مشاهدات 898
أضيف 2022/11/23 - 7:12 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 11:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 300 الشهر 9771 الكلي 10052915
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير