تجربة شخصية
سامر الياس سعيد
كان مساء يوم الاربعاء الماضي يحمل لي تجربة شخصية جديدة حينما قصدت ملعب فريق نادي دهوك للجلوس على مدرجاته لمتابعة مباراة الفريق بمواجهة فريق نادي النفط وكانت تجربة مغايرة عما كنت عليه من متابعة مباريات فريق نادي الموصل حيث كنت من الاعلاميين المكلفين بمتابعة مباريات الفريق المذكور وكنت قريبا من المكان المخصص للاعلاميين بخلاف التجربة الجديدة التي خضتها الاربعاء الماضي لعيش شعور المدرجات والجماهير التي اكتظت بها تلك المدرجات على اخرها واستقصاء بعض الحالات السلبية التي تعيشها تلك الاجواء والتي في مقدمتها ان ادارة الفريق حددت اسعار التذاكر دون ان ترشد الجماهير لاماكن جلوسها بحسب الفئات المخصصة حيث اقتنيت تذكرة فئة الخمسة الاف لاكتشف لاحقا ان مدرجاتها تختلف عما كنت متوجها اليه وهو المحدد بفئة الالف دينار اضافة الى ان العناصر الامنية التي كانت مكلفة بتفتيش الجماهير لم تحسن من تجريدهم من ممنوعات اضحت لاحقا ظواهر مسيئة لمجريات المباراة لاسيما الدخانيات التي ترغم المتفرجين على استنشاق رائحة البارود الكريهة طيلة اكثر من ساعة ويضاف ايضا من جملة الملاحظات ان اغلب الشباب تعمد ارتداء اقنعة لتعود عناصر الشرطة الى مصادرة تلك الاقنعة ومنع الشباب من ارتدائها كما حددت ادارة الفريق بمنع قناني الماء البلاستيكية من الدخول من جانب الجماهير لكن هنالك من خرق الامر وبدت ظواهر القاء تلك القناني على العناصر الامنية اضافة لالقاء تلك العبوات الدخانية على ارضية الملعب ويبدو الاستغراب ماثلا من جدوى استخدام تلك الاساليب البالية في التشجيع او التباهي بها الى جانب استخدام المفرقعات والالعاب النارية .
تجربة حضور الملعب والجلوس في المدرجات يتوجب ان تكون تجربة ممتعة فبالرغم من انني خضت التجربة وانا اعاني من كسر في عظم العضد وتجبير المنطقة المصابة الا انني قررت الانتظار لنهاية الشوط الاول للخروج من الملعب والاكتفاء بتجربتي التي اقتصرت على شوط واحد حيث قادتني هواجسي من ان اتعرض للزحام الخانق غير المسيطر عليه من جانب العناصر الامنية التي لم تحسن ادخال كل تلك الجماهير فكيف بالاحرى ان تمكن من اخراج كل تلك الجماهير بعيدا عن التدافع والانسيابية التي نتمناها بخروج الجماهير دون حدوث اية اشكالات وحال نجاحي في تجاوز كل المدرجات الممتلئة للوصول الى بوابة الخروج ابلغني عنصر شرطة باستحالة خروجي كون هنالك جماهير خارج البوابة تروم الدخول بشكل مجاني للملعب حيث قدر عددها بمئتي مشجع فتبادر لاذهاني انني اوقعت نفسي بورطة بسبب اتخاذي لفكرة متابعة المباراة وانا على تلك الحالة الصحية غير المناسبة حتى ان العنصر الامني استغرب من اقدامي على الحضور ويدي مجبرة وموضوعة بحاملة على كتفي .
خرجت من هذه التجربة الشخصية بعدة مؤشرات منها ان حضور المباريات لم يعد بتلك النكهة المميزة بسبب تفشي ظواهر دخيلة اضافة الى ان اغلبية الحاضرين من الشباب التي تدعوهم الحماسة والاندفاع على ارتكاب تجاوزات كثيرة قد تشيء الاخرين ممن يواظبون ان يكونوا على تماس مع تلك الانشطة والفعاليات الرياضية حيث من بين تلك المؤشرات ما يسيء للنادي الذي عليه تدارك الامور بتشكيل مجاميع لتاسيس نواة لروابط اتشجيع ممن تتعاون مع العناصر الامنية وتقدم العون لها لا ان تتحول ملاعبنا الى قنابل موقوتة نكتشف من خلالها انماطا من ادوات مكافحة الشغب وعناصر امنية مختلفة قد تنحو بحرف تلك الفعالية والنشاط مع اقل تماس او مواجهة مع شباب مندفع ومتحمس حيث علينا ان نستعين بعناصر هي مخصصة لامن الملاعب او تجهيزهم بادوات مناسبة لا ان نستعين بتلك القوات التي تحمل الهروات او الدروع البلاستيكية المكتوب عليها شرطة لتعيش دقائق المباراة وانت تشفق على هذا العنصر المدجج بكل تلك الادوات ويتابع حركاتك وكانك مشتبه به او هو يعيش هواجس انفلات لوضع عل ى حين غرة بسبب تصرف لامسؤول او حركة تبدو في غير سياقها.