شهلاء من شاعرات المهجر : كتبت عن بلدي الذي لا أحمل جنسيته
لمى الربيعي
شهلاء شاعرة عودت نفسها على الصبر على الملمات بعد ان فقدت اعزاء على قلبها غير انها شهلاء واسمها صفة مشبهة تدل على الثبوت ومن معانيها (مختلطة) ويُقال شهلاء للتي في عيونها شُهلَةَ اي التي يُخالط سوادها زُرقة وللتخفيف ينادونها شهلا وهي ثابتة ومؤمنة باقدار الله ومحتسبة وصابرة على ما حف بها في مسيرة حياتها ولعل ذلك واضح في قصائدها وترانيمها التي تدل على حزن عميق قادم من عمق القلب واردافه فحروفها تنهال متقدا بلاغةً وسيلا تنضد قصائدها في صور ساردة قصة غربتها وصراعها مع الحياة في رحلة كفاح بعيدة عن الاهل والوطن ..
وللتعرف عن قرب حاورنا الاديبة والشاعرة العراقيه (الدكتورة شهلاء الكاظمي )وسالناها :
لكل بداية حكاية فما حكاية بدايتك وهل انبثق من التأثر بشاعر ما ؟
فاجابت قائله بدايتي كانت من الصغر حيث كتبت الشعر متأثرة بوالدتي فهي شاعرة من طراز خاص كتبت في جميع بحور الشعر وأول من شجعتني على كتابة الشعر والقصة والرواية رحمها الله .
استدركت فسالتها متتبعه في اية سنة كانت انطلاقة النشر وماهي القصيدة التي كانت الفاتح في ذلك ؟
فاجابت بالقول كتبت وعمري ثمان سنوات وكانت بدايتي عندما كنت في جامعة طهران حيث القيت اول قصيدة لي باللغة العربية وترجمت الى الفارسية بعنوان غربة .
شاعر الصعاليك
- تابعت سؤالي بان الشعر الهام وموهبه من هو ملهمك في نصوصك الشعرية ؟ فاردفت بالقول ان خال والدي هو ملهمي الأول الراحل الكبير شاعر الصعاليك عبد الأمير الحصيري تأثرت به كثيرأ
فاردفت بسؤالي ماعدد دواوينك الشعريه وايهما الاقرب الى نفسك وما هي تجربتها ؟ فاجابت بان عدد الدواوين 18 ديوان وأربعة كتب وخمسة قصص عالمية ديوان دعوني أموت الأقرب الى نفسي حيث كتبت قصائد بطعم الحنين والحزن كان ممزوجا بكل قصيدة كتبت وانا أرثي اهلي رحمهم الله .
مع ذاك الحزن الذي احسسته بردها بادرتها بالسؤال ..انت مغتربه عن العراق وهو الوطن هل كان له نصيب من اشعار شهلاء
فاجابت مؤكدة نعم كتبت الكثير عن بلدي الأم العراق رغم أني لم أزور العراق ولم أحمل الجنسية العراقية واليك بعض مما كتبت ..
من قهر ألايام
لِتلكَ الَّتي فوقَ نهدِ السِّحاب
وقَلبٌ لَها مِثلُ فَجرِ الشَّبَاب
شُعُورٌ طَهُورٌ لِإِحسَاسِها
ومَجدٌ لهَا فَوقَ نَهدِ الشِّهَاب
لَها فِي مَسافَاتِ رُوحِ االمَدَى
مَسارَاتُ نَجمِ وَقَلبٌ مُثَاب
إذا طَلَعت بزَغَت أَشمُسًا
وإِن حدَّثَت فَتحَ الكَونُ بَاب
وإِن خاطَبَت يَصمُتُ الحاقِدُون
ويَرتاعُ مِنها عِواءُ الذِّئَاب
لَها في انسِجامَاتِ نَبعِ الفُرَات
مِنَ العذب همسٌ وحُسنُ انصِبَاب
وفي دِجلةٍ تُسعِفُ الظَّامِئيِن
بِعذبِ يُرَوِّيِّ عُقُولَ الشَّبَاب
إذاشَرِبَت تَرتَوِي دِجلَةٌ
ويَنثالُ مِنها عَبيرُ الشَّذَاب
إذا اختالَ بَغدادُ في الشَّامِتِين
سَتُعفِي النُّفُوسَ وتَمحُوِ العِقاب
لَها رُوحُ أيُّوبَ في الرَّافِدَين
وتَسبِيحُ ذِي النُّونِ ..عندالمَئَاب
أيا حُلمَ في خافقِ الرَّفِدَين
وياعَالَماً أنبتَتهُ الصِّعاب
لِماذا النوائِبُ تأتِيكَ طُرًّا
وَقَد أوقدَت في مَدَاكِ الشِّعاب !
! لِأَنَّكِ أَحبَبتِ رُوحَ الحُسَين
ولِلآَلِ كُنتِ الصَّديقَ الحُبَاب
عَدُوُّكِ يَقتُلُ كُلَّ الطُّمُوح
ويَغرق في اليَمِّ
ألفي كِتاب تُعِيقُ المُلُوكُ الطُّغاةُ
الشُّعُوب وتَنفِي وتَفنِي القَوِيَّ المُهَاب
. وتَبغِي لِتَقتُلَ كُلَّ وَلِيِّ
وتذبحُ.كُلَّ حلِيمِ مُجَاب. ؟
أيَا نَبضَ بَغدَادَ هَل أحكَمَتها
طَوَاغِيتُهُم عندَ فَصلِ الخِطَاب ؟
وَهَل أَثمَرَت كَرمَةُ الرَّافِدَين
لِتُعطِي جَناهَا سُعارَ الكِلَاب ؟
عيُونُ المَها بينَ أشلَائناِ وحُلمُ
الرُّصَافَةِ يُدمِي اللُّبَاب
أمَا زالَ عِشقُ النُّواسِي لِكأسِ
تُسَكِّبُها الفَاتِناتُ الكِعاب ؟
تُدَارُ الكئُوسُ علَى شارِبِيها
وتَرنُو إلى كُلِّ غيدَا رَبَاب
أُلُوفٌ تُصَلِّي بِبَابِ الأَمِير وتَحسُو
ورَاءَهُ فَضلَ الشَّرَاب ! لِأَنَّا وَلِعنا
بِحُبِّ المُلُوك وتَقدِيسِهِم ،والشُّعوبُ احتِرَاب
لِأَنَّا دعَونا لَهُم في السُّجُود لِيَبقى
الملُوكُ ونَحنُ الذِّهاب شَرِبنا
مِنَ البُؤسِ حتَّى ارتوَينا ومُتنا أُلُوفاً بِكَهفِ
وغَاب إذَا سَعِدَ السَّاسةُ الحاكِمُون
نَغَنِّي لهُم والنُّفُوسُ اضطِرَاب
أيَاكرمةً أنجَبت ألفَ غُصنِ
وباتَت عِطاشاً بِأَرضِ يَبَاب
لِماذا بِلادِي تَئِنُّ وتَشجَى. ؟
وتَستَبدِلُ المَوتَ بالإِكتِسَاب
لِماذَا الجِبَالاتُ فِيها اضمَحَلَّت ؟
كأَنَّ المَدَى يُعلِنُ الإنسِحاب
لِماذا العدَاواتُ فِينا أُبِيحَت
تُعِيقُ الشُّيُوخَ وتَفنِي الشَّبَاب ؟
لِأنَّا ركِبنَا الرُّؤُوسَ اعتِبَاطاً
وأفكَارُنا تُنجِبُ الإِستِلَاب وثُوَّارُنا
أسقَطُوا أَلفَ بَيتِ
لَهَا فِي قُرُونِ الشّياطِينِ بَاب..
فسررت بتلك اامعاني وما خطته عن عراقنا الحبيب فاردت ان اعرف بسؤالي ماهي المؤهلات التي جعلت منك شاعرة واديبه فاجابت موضحه بالقول ..كانت القراءة المستمرة لي الى جميع الشعراء بمافيهم عرب وأجانب
فسالتها ماهي اللوحه التي ترسميها بمفرداتك الشعريه ؟ اجابتني قائله
الحزن هو الطابع على كل قصيدة أكتبها فانا لا أكتب غير الحزن في جميع قصائدي سالتها متقصيه عرفت بامرأة الصمود كيف تجلى هذا القب ؟ فاجابتني بنبرة حزن قائله
بعد أغتيال أمي وبنتي وأختي وزوجي واخرها اغتيال بنتي دكتورة دالي ومن خلال القصائد التي اكتبها وأقدمها ومن خلال الدواويين لي الجميع عرف أني أمرأة صابرة على اهوال ومصائب الدنيا فالصبر جميل نعم صبرت كثيرأ على المصائب التي حلت بي بعد رحيل جميع أهلي فرسمت الصمود بقصائدي .
الاديبة والشاعرة شهلاء عبد الكريم عزيز عواد الكاظمي عراقية الاصل ولدت في سوريا 1983 عاشت وتنقلت مع اسرتها من سوريا الى ايران الى موسكو حيث كان والدها معارض للنظام السابق سجن عدة مرات وحكم عليه بالاعدام مما اضطره لهجرة العراق متوجها الى سوريا ومن ثم التنقل بين البلدان لملاحقته .
شهلاء عاشت في بيت ادبي مع اسرة مثقفة محتضنه للشعر والادب مغتربة عن الوطن لكن والدها غرس فيها حب الوطن والادب .
حاصله على شهادة ماجستير اعلام ودكتوراه فيزياء
عملت محاضرة في جامعة" ياش" في رومانيا واستاذة بجامعة موسكو تتحدث خمسة عشر لغة غير العربية فصيحة اللسان لقيت بملكة الشجن الحزين لكتاباتها في نمط الحزن بعد ان اغتيل زوجها ووالتها وابنتها الكبرى ملاك .كما كتبت في القصة والمقال السياسي والادبي وصحفيه نشرت في العديد من الصحف الروسيه والبريطانيه والسويديه
فهي مديرة مجلة فن الفنون الأدبية ومصممة من طراز خاص وتعمل مديرة مركز دراسات غرب اسيا ومديرة مكتب لندن لوكالة عشتار الأخبارية
من مؤلفاتها ديوان من خواطر الموت وديوان من ازقة الالم وديوان تراتيل شهلاء وديوان من خاصرة الالم وديوان دعوني اموت وديوان ثورة الاحزان ديوان الموت الصامت كما ألفت كتاب فلسفة الموت وكان كتاب من نوع خاص وضعت فيه كل بصماتها في الحياة الأبدية بعد انتقال الانسان الى العالم الاخر وهو الان قيد دراسة وبحوث في عدة مراكز عالمية ..