الوزير والنزاهة والنخب
صلاح الدين الجنابي
نزاهة الوزير (أو المرشح) لا يمكن التعبير عنها بكلمات المديح والمجاملة والتسويق لان نزاهة الشخص يمكن التعرف عليها من تاريخه المهني والوظيفي والاجتماعي، فهو مدونة مادية توثق الاحداث والمهام والمواقف والقرارات والسلوكيات والتعاملات ومدونة معنوية توثق القدرات والمهارات والقيم والقناعات والعلاقات والأخلاقيات، لترسم صورة حسنة أو سيئة في اذهان الموظفين والمراجعين والمجتمع وهي المقياس الحقيقي لنظافة يد الوزير.
أما التقييم الموضوعي والعلمي لمدى أهلية الوزير ونزاهته فيجب ان تكون وفق قياس دقيق وشفاف لما تحويه المدونة المادية والمعنوية وتقييم أكثر دقة لإصدار قرار بنزاهة الوزير (أو المرشح) وقدرته على القيادة واتخاذ القرار وهذا ما يجب ان يعتمده النخب والمتخصصين وقادة المجتمع عند التاييد أو التأكيد على نزاهة وزير (أو مرشح) أو أي مسؤول لان هذا التصريح هو بمثابة الاعتراف بصلاحية الشخص للمنصب، وهذا أخطر من اخفاق الوزير في اداء المهمة لان أثره سلبي على المجتمع يؤدي إلى فقدان الثقة بالنخب والإحباط نتيجة تكرار المشهد.