بعد رحيل الشاعر المبدع سامي مهدي؛ عدتُ إلى حواراتنا على الماسنجر، فوجدتُ فيها ما يستحق أنْ يطَّلع عليه من يعنيهِ أمر الشاعر؛ سواء من المحبين أو الكارهين لهُ ولي؛ أضع أمامكم الحلقة الأولى من هذا الحوار واحتفظ بالنسخة الأصلية لمنْ تساورهُ الريبة من مصداقية ما دار بيننا من حوار وسجال في منتهى الصراحة؛ وهو برهان قاطع على رحابة صدر الشاعر وصفاء سجيته ونقاء روحه الطاهرة.
10/10 /2012
حسن: نوَّر الله شعرك على الأرض وفي السماء يا أبا نوَّار، أخيراً عثرتُ عليك، هبني صداقتكَ يا آخر أوراق الزوال عن الأرض. حسونك بن النوَّاب/ أستراليا/ بيرث.
سامي: أهلاً بكَ يا حسن النواب، أتابع ما تنشرهُ في القدس العربي، وأعلم أنك في أستراليا* فدمْ في خير وأمن وسلام.
حسن: محبتي ومحبتي مثلما يقول حبيبنا حميد سعيد.
4/2/2013
سامي: الصديق الشاعر المبدع حسن النواب، تحياتي، إليكَ كما طلبت، نص قصيدتي: الحادث
حسن: محبتي ومحبتي، دمت كبيراً.
سامي: أهلاً صديقي العزيز، كنتُ مشغولاً بعيداً عن الحاسبة، كيف حالك يا أبا تبارك؟
حسن: تأكَّد من شيء واحد، أنَّ الذي أحبكما لنْ يتخلَّى عنكما حتى لو كانت السكين على رقبتي. أحبكما كشاعرين وهذا حدث بلا صدَّام ولا بسواهُ.
سامي: دُمْ بخير وسلام.
حسن: لا أنتما شاعران شرفتما حزب البعث الذي أحتقرهُ جداً، أعني حزب البعث، لا أنتظر رأياً.
سامي: أشكرك على الحب، ولا أعلّق على الباقي هههههه.
حسن: هذه وجهة نظري، هههههههههههه، حزب البعث إكلاواااااااااااااات، ههههههههه.
سامي: ههههه دُم بخير.
حسن: لكني أعتبرك أهم شاعر عربي على الإطلاق، أنا أحب شعرك ومنهُ تعلمت أكتب الشعر.
سامي: شكراً لحُسن ظنَّكَ بي وبشعري.
حسن: أنتَ لا تعرف ماذا فعلت بي أوراق الزوال وكنتُ في حافلة إلى جبهة الفكَّه. كنت ثملاً.. أدهشتني ضربتكَ الشعرية التي تصيب القلب قبل أنْ تصيب الرأس؛ أنا لا أجامل في الشعر.
سامي: يسلم قلبكَ، أوصيكَ بالعناية بصحتك، لا تكثر من الشرب.
حسن: وقلتُ لحميد سعيد بآخر مكالمة.. دبر أمورك؟؟ إلى متى تكتبُ شعراً على أطلال.
سامي: هههه، لا تلمهُ.
حسن: هههههههه، أنا مع حميد سعيد أكثر صداقة منك، ولا أعرف لماذا الذين قليلو الموهبة أصدقائي المقربين؟
سامي: ههههه، لا تحكي عن حميد بهذه الطريقة.
حسن: بمديح العراقي.
سامي: ههههههههه
حسن: لا قلتُ لهُ أنا نغل ودبر أمورك؛ وشعرتُ أنه انزعج مني، لكني عاجلته بأخرى وقلت لهُ: لا يوهمكَ الذين يكتبون عن شعرك، على أنَّ شعركَ يرسخُ في وجدان الشعب العراقي.
سامي: سامحني، لا أحب الاشتراك في حديث ينال من أخي حميد أو شعره.
حسن: قال لي حسناً، جاء ولدي مصعب، قلت له طيب لكني تأكدت أنه لا يريد أنْ يكون شاعراً.
سامي: حميد رجل نبيل وشريف.
حسن: حميد سعيد شاعر جاهلي.
سامي: ههههههه، لكل شيخ طريقتهُ.
حسن: أكيييييييييد، وأحبهُ ورقبتي تحت حذائه، تدري أبو نوَّار من هو أشعركم؟
سامي: لا، تسلم رقبتك.
حسن: يوسف الصائغ أشعركم، ولكن تعرف ماذا قال عنك يوسف؟ قال لي سامي مهدي أأنق مني شعرياً، وعدَّل ياقة قميصهُ؛ ههههههه
سامي: الله يرحمه، كان شاعراً في كل تصرف من تصرفاته.
حسن: وقال عن حميد سعيد كلمة، خطيَّه، كنت أقضي معظم وقتي معهُ بعد أحالته على التقاعد. وكان يحبني جداً.
سامي: تاليها وياك، لا “تحجي” على حميد، أرجوك.
حسن: ويثق بي كشاعر.
سامي: أنت شاعر، ولا تحتاج إلى شهادة من أحد.
حسن: بعد أن كتبتُ عنه في ألف باء، إني أجيء لمقابلتهِ وعلى كتفي جذع نخلة.
سامي: من حميد لو يوسف؟
حسن: لا يوسف. أتعرف قلت لزوجتي أتعرفين لمن أكتب الآن، قالت لمن؟ قلت لسامي مهدي، قالت ونسيت حميد سعيد، قلت لها لا، لكن سامي أشعر منهُ.
سامي: ههههههههه، سلامي لها.
حسن: إليك المستقبل وحق الشعر.
سامي: شكرا لك
حسن: أنت شاعر خطير.
سامي: يمعوَّد عله كيفك ويايه.
حسن: لا تعلّقْ، أمضِ لا بارك الله فيك كما يقول كزار.
سامي: ههههههه