عاصفة القرن لا تزال تلقي بثقلها على نيويورك والنقل الجويّ في أسوأ عيد ميلاد
سقوط نادر للصقيع في الكويت مع إنخفاض درجات الحرارة
الكويت، (أ ف ب) - تساقط الصقيع على مناطق في جنوب الكويت ، في ظاهرة نادرة قال خبراء أرصاد جوية إن الدولة الخليجية المعروفة بدرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، لم تشهدها منذ نحو عقدين. وتساقطت أمطار غزيرة وسجل انخفاض في درجات الحرارة في البلد الصحراوي الذي يعد من أكثر الدول حرا في العالم.
وتناقل مستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو اكتست فيها الطرقات باللون الابيض في الكويت.
وقال خبير الارصاد الجوية والمدير السابق لإدارة الارصاد الجوية محمد كرم لوكالة فرانس برس إن كمية البرد التي شكلت غطاءا أبيضا في المناطق الجنوبية "نادرا" ما تتساقط في الكويت.
وأضاف "لم نشهد تساقط برد في موسم الشتاء منذ 15 عاما".
وعزا كرم تشكل البلورات الثلجية إلى سقوط كميات كبيرة من الامطار بلغ حجمها 66 ملم في ميناء الاحمدي وانخفاض درجات الحرارة، متوقعا تكرار الظاهرة خلال السنوات المقبلة بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
حرارة الطقس
وسجلت الكويت خلال السنوات العشر الأخيرة درجات حرارة قياسية تجاوزت في معظمها 50 درجة مئوية في فصل الصيف. ففي العام الماضي، ولأول مرة، تجاوزت حرارة الطقس الـ50 درجة مئوية في حزيران، قبل أسابيع من ذروة الطقس المعتادة. يمكن أن ترتفع درجة الحرارة في أجزاء من الكويت بما يصل إلى 4,5 درجات مئوية من عام 2071 إلى عام 2100 مقارنة بالمعدل التاريخي، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ عن الهيئة العامة للبيئة الكويتية هذا الشهر، مما يجعل مناطق واسعة من البلاد غير صالحة للسكن.
وارتفعت حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات التي اجتاحت الفيليبين إلى 25 شخصا، وفق ما أفاد مسؤولون امس الأربعاء، بينما يتوقع بأن تتساقط المزيد من الأمطار فوق المناطق الأكثر تضررا في جنوب ووسط البلاد.
وأُجبر عشرات آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم فيما غمرت الأمطار الغزيرة القرى الريفية والبلدات والطرقات السريعة يوم عيد الميلاد، ما عكّر صفو الاحتفالات في يوم العطلة الأهم بالنسبة للدولة الكاثوليكية.
ولقي 13 شخصا على الأقل حتفهم معظمهم من الغرق في مقاطعة ميساميس أوكسيدنتال في جزيرة مينداناو الجنوبية، وفق ما ذكرت وكالة الكوارث الوطنية في آخر تحديث نشرته عن الحصيلة.
وما زال 26 شخصا في عداد المفقودين فيما أصيب تسعة بجروح.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الرسمية أن أمطارا تتراوح بين معتدلة وغزيرة يرجّح أن تتساقط في أنحاء المناطق الواقعة في وسط وجنوب البلاد يومي الأربعاء والخميس، نظرا إلى منطقة ضغط منخفض قبالة الساحل يمكن أن تتطور إلى منخفض مداري.
وأفاد مكتب أحوال الطقس أنه "من المرجح وقوع فيضانات وانزلاقات للتربة ناجمة عن الأمطار خصوصا في المناطق المعرّضة أو المعرّضة جدا لهذا النوع من المخاطر".
وأوضحت وكالة الكوارث أن جهود الإنقاذ جارية لمساعدة الأشخاص المقيمين في المناطق الأكثر تأثرا بالفيضانات، فيما لجأ أكثر من 81 ألف شخص إلى مراكز الإجلاء.
وسيجري مسؤولون الأربعاء عملية استطلاع جوي فوق ميساميس أوكسيدنتال لتقييم حجم الأضرار.
وساءت أحوال الطقس نهاية الأسبوع فيما كانت الدولة المعرّضة للكوارث التي تعد 110 ملايين نسمة تستعد لعطلة عيد ميلاد طويلة.
وتصنّف الفيليبين من بين البلدان الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي فيما حذّر العلماء من أن العواصف باتت أكثر شدة مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
وفي الولايات المتحدة لا تزال العاصفة التي أودت بالعشرات في الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد تلقي بثقلها الثلاثاء على ولاية نيويورك والمسافرين جوّا في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام خلال (عاصفة القرن).
ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالعاصفة الشتوية - معظمها حوادث طرق - إلى 50 على الأقل بعد أن أكد مسؤولون وفاة أخرى في مقاطعة إيري بغرب نيويورك، بؤرة الأزمة.
وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر تويتر "لسوء الحظ، تتوقع الشرطة أن يرتفع العدد". وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، ومن المتوقع تساقط المزيد من الثلوج الثلاثاء. أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب".
وقالت هوشول للصحافيين الاثنين "من المؤكد أنها عاصفة القرن".
مع انخفاض درجات الحرارة، حوصر ركاب وبعض السكان الفارين من منازلهم الشديدة البرودة على الطرق السريعة مع تعذّر التدخل لإنقاذهم.
وتفاقمت المشكلة عندما أصبح الوصول الى بعض المناطق متعذرا على سيارات لساعات طويلة، وكاسحات الثلوج لم تتمكن من العمل بسبب ضراوة العاصفة، ما استدعى التدخل لإنقاذ رجال الإنقاذ في بعض الحالات.
وقالت عائلة آنديل تايلور البالغة 22 عامًا، وهي من سكان بوفالو، إنها توفيت في سيارتها بعد أن علقت في طريقها من المنزل إلى العمل. يُظهر مقطع فيديو أرسلته تايلور ونشرته أختها سيارتها مغمورة بالثلوج حتى نوافذها.
وصرّحت عائلتها في كارولاينا الشمالية لمحطة تلفزيون محلية أن عناصر الطوارئ الذين علقوا هم أنفسهم أثناء محاولتهم إنقاذها، عثروا عليها ميتة بعد 18 ساعة مرجّحين أن يكون سبب الوفاة التسمم بأكسيد الكربون.
توفير دفء
وقال رجل إنه حوصر في سيارته في شوارع بوفالو مع أطفاله الأربعة الصغار لمدة 11 ساعة قبل أن يتم إنقاذهم، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وأكد زيلا سانتياغو البالغ 30 عامًا أنه أبقى محرك سيارته يعمل لتوفير بعض الدفء وأطعم أطفاله بعض العصير الموجود في صندوق السيارة، قبل أن تنقذهم أخيرًا عند الفجر كاسحة ثلج عابرة.
وفي مدينة معتادة على العواصف الثلجية، حمّل بعض السكان المسؤولية لقرارات حظر السفر التي تم إصدارها في وقت متأخر صباح الجمعة، معتبرين أن ذلك ساهم في تفاقم الكارثة.
أدت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها أكثر من 3000 رحلة الثلاثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".
معظم الإلغاءات الثلاثاء شملت شركة "ساوث وست إيرلاينز" التي ألغت أكثر من 60 في المئة من رحلاتها بسبب مشاكل لوجستية متتالية تتعلق بشبكة خطوطها، ما كلفها توبيخا من الحكومة الأميركية.
وقالت وزارة النقل عبر تويتر إنها "قلقة من معدل الإلغاء غير المقبول في ساوث ويست" وستتأكد مما إذا كانت الشركة "تمتثل لخطة خدمة العملاء الخاصة بها"، بينما قالت لجنة مجلس الشيوخ التي تشرف على الطيران إنها ستنظر في الأسباب التي "تتجاوز الطقس".
من جهته، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين على إعلان الطوارئ في ولاية نيويورك لصرف أموال لمساعدتها على التعافي من الكارثة.
ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقًا حتى صباح الأربعاء، ولا يزال حظر القيادة ساريا في المدينة حيث حُرم آلاف من الكهرباء.
وقال المسؤول في المدينة مارك بولونكارز محذّرا "يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان الى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات". وقال بيل شيرلوك، أحد سكان بوفالو القدامى، لفرانس برس إن منزله محاط بحوالى أربعة أقدام من الثلج، لكنه كان محظوظًا لأن الكهرباء لم تنقطع ولأن لديه مخزونًا جيدًا من الطعام استعمله طوال عطلة نهاية الأسبوع.