الحسين يجمعنا والمناصب تفرّقنا
جواد العطار
شهد العراق خلال الأسبوعين الماضيين اكبر تجمع بشري في العالم لإحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام تحت شعار (الحسين يجمعنا ) ، وسادت اجواء الزيارة روح الأخوة بين مختلف الطوائف والجنسيات وبين كافة القيادات الشيعية المختلفة سياسيا والتي دعت اجمعها الى استلهام قيم المناسبة بالدعوة الى الايثار والتضحية في سبيل القيم النبيلة التي سارت عليها الثورة الحسينية بكافة فصولها.
ولكن ما انتهت الزيارة وقبيل انقضاء اربعة وعشرين ساعة فاجئنا الاطار التنسيقي ببيان بعد اجتماع قيادات الصف الاول (ما عدا ائتلاف النصر) ، بالعودة الى نقطة الصفر. فقد حدد مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة القادمة وعزم السير على اعادة جلسات البرلمان وكأن شيئا لم يحدث خلال الشهرين الماضيين.
لكن سير الاطار التنسيقي بهذه الوتيرة لن ينفع الاطار نفسه لانه لن يستطيع تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الحالية وحتى ان شكلها؛ فإنها ستسقط مع اول ازمة تواجهها وستضيع فرصة الاطار في التواجد بالسلطة مستقبلا.
ان الاطار التنسيقي بحاجة الى مرونة اكثر في التعامل مع الازمة الحالية وطرح مبادرات اكثر جرأة تختلف عن سابقاتها وتكون مقبولة من كافة الاطراف الاخرى ، اما السير بكسر الارادات السياسية فانه لن يخدم قضية العراق الذي اصبح مهددا بالاقتتال الداخلي والتقسيم نتيجة تعنت القادة الشيعة ، بل الأخطر من ذلك فان الشيعة انفسهم تعصف بهم رياح الاقتتال الداخلي الذي لا يحتاج من اعدائهم الا شرارة لإشعال فتيله.
لذا فان الجميع مدعو الى استلهام قيم الثورة الحسينية قولا وفعلا وبالخصوص القيادات الشيعية إطارا وتيارا... لان القادم قد لا يسر الساسة ويقضي على أحلامهم بالفوز بالمناصب والتمتع بمزاياها ان لم يتفقوا على صيغة مقبولة تخرج العراق من عنق الانسداد الخطير الحالي.