الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بروين حميد مجيد..  قلم موصلي يتناغم بين الصحافة والأدب

بواسطة azzaman

بروين حميد مجيد..  قلم موصلي يتناغم بين الصحافة والأدب

هدير الجبوري

 

هي أحدى نساء الموصل المتفردات بالرقي الادبي والخط الصحفي المتناسق ورصانتها سمتها المميزة وهدوء ملامحها وتعاملها وأدبها الجم يترك أثره حتى على كتاباتها العميقة المعنى وكل من يتعرف اليها عن كثب..

هي بروين حميد مجيد زنكنة من مواليد 1964 في محلة باب الجديد بأيمن الموصل بدأت رحلتها الدراسية في مدرسة المتنبي الابتدائية للبنات .

فيها اكتشفت معلمة اللغة العربية طاقتها الكتابية من خلال درس الأنشاء الذي أُعتبر اللبنة الاولى لبناء خطها في الكتابة لاحقاً .

فكانت المعين الذي رصن كتابتها من خلال ضخها عشرات القصص البسيطة للأطفال ولسيرة العظماء من تاريخنا المشرف بأسلوب مبسط لكنه كان غنياً بالمفردات والعبارات التي طبعت بصمتها في مخيلتها... بعدها انتقلت الى المرحلة المتوسطة في متوسطة المعرفة للبنات لتزداد لديها الرغبة في الاطلاع والقراءة من اجل خزين لغوي كانت تعدُه للمستقبل .

فكانت مكتبة المدرسة دارها الذي كانت تتناسى فيه كل شي ما عدا الكتاب وما يحمله من سطور لتنمو لديها دوافع الكتابة بشكل أرصن من ذي قبل .

مرت السنوات وكانت من المتفوقات في دراستها الى جانب حسها الادبي وشغفها الكبير بالأدب وفنونه .

لتستكمل مسيرتها الدراسية وتلتحق باعدادية الموصل للبنات في منطقة باب لكش وهناك كبُر الحلم الذي راودها من الصغر بان تصبح صحفية وذات خط مميز في الكتابة الصحفية يمزج بين حبها للأدب وحبها الآخر للصحافة...

(بداية الحلم وتحقيقه(

أخذت تقرأ اكثر وتسارع الخطى وهي تؤسس حلمها للالتحاق بقسم الاعلام بكلية الآداب / جامعة بغداد حيث كان القسم الوحيد في كليات العراق الذي سيلبي حلمها .

وبالفعل سارت لتحقيق هذا الحلم بعد أن اكملت دراستها الاعدادية في العام 1982 وظفرت بمعدل عالي كان يمكنها في الدراسة في اية كلية أو قسم رصين في جامعة الموصل لكن للقدرولرغبتها رأي آخر..

)الخطوات الأولى(

بروين حميد ساندتها أفراد أسرتها البسيطة وبالرغم من بساطتها لكنها كانت الداعم الحقيقي لها في توجهها الى بغداد الرشيد والمنصور رغم رفض وانتقاد الكثير من ألاقارب للسفر تحت مبررات وعناوين كثيرة لتثبيط الهمة .

إلا انها لم تبالي بها لتشد الرحال فعلاً الى بغداد التي كانت تعيش عصراً عمرانياً ذهبياً رغم حرب الثماني سنوات .

كانت ابنة الـ 17 ربيعاً عندما وطأت قدماها أرض العاصمة الحبيبة.. .

وتم قبولها في كلية الاداب / قسم الاعلام / جامعة بغداد بعد ان ظهر أسمها في جهاز القبول المركزي التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك.

تحقق الحلم وباشرت الدراسة بالعام 1983 على يد كبار الشخصيات الاعلامية آنذاك ومنهم الاستاذ الدكتور سنان سعيد والدكتور ابراهيم الداقوقي والدكتورة حميدة سميسم والدكتور عدنان ابو السعد والاستاذ حسين الشكرجي والدكتور صباح ياسين وغيرهم كثيرممن كانوا اساتذتها.. على مدار 4 سنوات تلقت دراستها الأكاديمية بشغف المحبين وأصرار المتحمسين للوصول للهدف والغاية .كان قسم الاعلام قسماً مميزاً ومتفرداً زادها خبرة بالاضافة للشهادة الاكاديمية التي ستحصل عليها .

فقد غطت برامجه العملية دراستها وتعاملها مع الميدان وهي طالبة آنذاك واخذت تكتب وتنمو لديها موهبة الكتابة الصحفية بشكل واسع فقد التحقت بفرع الصحافة احد الفرعين التخصصين بالقسم أضافة الى فرع الاذاعة والتلفزيون .عملت وتابعت مسيرتها الدراسية وهي تنعم بخبرات كبارشخوص الاعلام والصحافة آنذاك ووجدوا فيها مستقبلاً لامعاً في الصحافة فدعموها وساندوها لتكون قلماً صحفياً واعداً.. التطبيق العملي والميدان والبرامج كانت هي بداية الصقل لموهبتها الصحفية والكتابية والتي كانت جزءاً مهماً في دراستها وتوجهها ورغبتها بالكتابة ..

وكانت الزيارات العلمية لكبريات المؤسسات الاعلامية ومنها صحيفة الثورة والجمهورية والعراق والقادسية ودار الجماهير للصحافة والنشر هي ميادين حقيقية دعمت رغبة الكتابة والمتابعة لديها..

  ودفعها الشغف بالأدب العربي الى محاولة زجه في كتاباتها الصحفية المبكرة لتلاقح بين لغتي الادب والصحافة وتتخذ خطاً مغايراً لكل الكتابات .... واجتهدت وأكملت دراستها وحصلت على البكلوريوس في الاعلام والصحافة عام 1986.)العودة للمدينة الأم وبداية العمل الصحفي والاعلامي ( عادت بعد ذلك الى مدينتها الموصل أم الربيعين وهي تحمل شهادة اعلامية متخصصة فيها .

هذه المدينة المعروفة بنظامها الاجتماعي المحافظ الذي استطاعت بأصرارها وحرصها من شق طريق وعر وسط بيئة اجماعية كانت تنظر الى مهنة الصحافة نظرة معينة .عادت وهي تحاول ايجاد فرص عمل تستطيع فيها الافصاح عن طاقاتها الصحفية فوجدتها بعد تخرجها بسنتين ونصف السنة في احدى المؤسسات الحكومية لتصبح مسؤولة قسم العلاقات العامة فيها لمدة تجاوزت السنة بعدها قدمت استقالتها لظروف خاصة بها.مرت السنوات وهي تكتب لذاتها وتنمي هذا العشق للكتابة وأكملت في مجالات اخرى وحقول اغنت تجربتها كثيراً .لتصل بخطواتها أخيراً الى جامعة الموصل وتحديداً قسم الاعلام والعلاقات العامة التابع لرئاسة الجامعة في العام 2004 .وصدر عن  القسم المذكورمطبوعين مميزين هما  )جريدة ومضات) و (مناهل جامعية )وعملت بروين مجيد مع القاص والصحفي ثامر معيوف الذي صقل أمكانياتها للكتابة ودفعها قُدماً صوب الأفضل والذي كان مديراً للتحرير بالمطبوعين المذكورين واللذان سجلا حضوراً مميزاً بين منشورات المؤسسات الاكاديمية لينقلا أنشطة الجامعة ويسلطان الضوء على كل المواضيع العلمية والثقافية والاجتماعية والصحفية ليكون منبراً للادباء والباحثين..وقد قال معيوف عنها ضمن تصريحه الوارد في موسوعة)صحفيون بين جيلين) للصحفي الاستاذ فرج التميمي  بأن بروين مجيد ذات ميل الى سبر أغوار أي موضوع تتناوله لذلك يبدو عليها بانها احياناً تكتب في المنطقة الوسطية بين الأعلام والأدب والفلسفة وهي راغبة بوضع لمسات بلاغية هنا وهناك وذلك كونها عملت في مجالات اخرى قبل الاعلام وهذا متأتي من ذلك حيث نمت لديها تجربة حياتية وثقافية أعانتها في عالم الصحافة الذي أرتادته وهي احياناً تخرج عن حاجة الموضوع فتفيض كتابةً ويتصور البعض أنها تسهب بالكتابة لكن السبب الحقيقي لهذا الأسهاب ياتي أحياناً من شحة المعلومات التي يمتلكها الآخر وهي تحاوره فتضطر الى تعليب كلامه القليل بالكثير من بلاغتها الجميلة..

 تسلمت بروين حميد بعد ذلك رئاسة قسم التحقيقات الصحفية والاستقصائية المتنوعة لتشرف على كل المواضيع المهمة ميدانياً وتضيء جوانبها وتزجها في بقعة الضوء .

تركت بصمة بخطها المتميز الذي وضع له محتوى واضح في ايجاد تناسق كبير بين لغتي الصحافة والكتابة.

وقد قامت بكتابة عشرات التحقيقات والمقالات والتقارير الاخبارية واجرت الكثير من الدراسات التي ضمتها صفحات المطبوعين ..

فلا يكاد اي عدد صادر يخلو من مجموعة تقارير لها ومن متابعتها وكتاباتها الصحفية المميزة .

كتبت في العديد من الصحف التي كانت تصدر انذاك في مدينة الموصل فضلاً عن شغلها أدارة تحرير مجلة نصف المجتمع التي كانت تصدر في الأردن للفترة من 2007 لغاية 2008.

خانة التميز التي وصلت أليها بروين مجيد جعلت أتحاد الصحفيين العراقيين/ المركز العام في العام 2013 يختارها ليمنحها لقب الصحفية المميزة على مدينة الموصل..أستمرت في عطائها الصحفي الى حين الاحداث التي جرت على مدينة الموصل في العام 2014 لتعاود استئناف الرحلة الصحفية والكتابية من جديد بالعام 2017 حيث عاودت جريدة ومضات صدورها لتشغل منذ 3 سنوات منصب سكرتيرة التحرير فيها فضلاً عن شغلها منصب مسؤولة شعبة الاعلام في قسم الاعلام والعلاقات العامة برئاسة جامعة الموصل .اسلوبها الكتابي جعل الاعتماد عليها كبيراً في محيط عملها لتكون القلم المميز واللغة الرصينة التي تزين جوانب العمل المختلف ولازالت مستمرة في عطاءها.بروين مجيد حميد ... تجيد اللغتين الكردية والانكليزية بالاضافة الى اللغة العربية التي تتحدث بها وكتبت عشرات المواضيع المهمة والتحقيقات الصحفية التي تناولت حركة البحث العلمي ).

مساهماتها وبعض من انشطتها(شاركت بالكتابة في صحف ومجلات عديدة منها:

صحيفة الزمان الدولية التي تصدر في لندن

جريدة نينوى

 صدى الموصل

 الشورى

مجلة التربية

نالت الكثير من الشهادات التقديرية وكتب الشكر من جامعة الموصل وغيرها..

كرمها نساء نساء الموصل مؤخراً كشخصية صحفية مميزة العام 2022

وكذلك كرمتها بلدية الموصل بنفس العام لجهودها بأغناء الحركة الأدبية والثقافية وذلك في المهرجان الذي اقامته بالتنسيق مع الأكاديمية السيدة بان محمد شكيب..

أشتركت في لجان التحكيم في مسابقة الفنون الابداعية التي تقيمها جامعة الموصل سنوياً

أجريت معها لقاءات اذاعية عديدة مع قنوات مختلفة منها أذاعة start fm و أذاعة sawa

أختيرت كعضوة هيئة تحرير جريدة الزمان الدولية والتي مازالت تكتب فيها لحد الآن

ورد أسمها وسيرتها ضمن كتاب ( وجوه موصلية) لمؤلفه الاستاذ الباحث الموصلي عبد الجبار جرجيس حيث قال عنها الكثير وبأنها برزت كقلم وصوت هادف الى جانب شعراء وادباء وصحفيي مدينة الموصل..

 

 


مشاهدات 834
أضيف 2022/09/09 - 9:39 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 12:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 109 الشهر 9580 الكلي 10052724
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير