الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إختلاف وتناقض وصراع

بواسطة azzaman

إختلاف وتناقض وصراع

جاسم مراد

اختلاف ، ثم تناقض ، ثم تصادم ، ثم صراع ، هذا ملخص نتائج السلطة بعد - 19-  عاما من الحكم ، ويتضح من هذه السنوات ، بأن الحكم اغلى من الديمقراطية ، وأن السلطة أهم من العراق ، وأن الشعب يجب ان يكون خائفاً إذ كان داخل البيوت ، أو عندما تقتضي الحاجة للتضحية به ، هذه السمفونية من العلاقات داخل الحكم ، أو بين الحكم ومن على حافاته ، لم تحدث إلا في عصور ما قبل الدولة ، وبالتالي فأن الحديث عن نظامنا ديمقراطي ، ما هو هرطقة سياسية ولغط يغري المغفلين امثالنا .

لولا ، الستين دقيقة التي حددها السيد مقتدى الصدر ، نهاية لصراع الرصاص، مشكوراً من كل الخائفين الصامتين الذين يمثلون    97 بالمئة من امثالنا ، لتحول الوطن المغلوب على أمره الى ميادين للصراع ، بالتأكيد يسقط العديد من المغفلين ، ومثلهم من الذين يشعرون بأمن الازقة والشوارع الخلفية، بغية الحصول على كيلو باذنجان وخمسة ارغفة من الخبز الأسمر لكون معظم العائلة مصابة بمرض السكر ، لم يدري هؤلاء الناس ، بأن كل الشوارع والازقة محجوزة للصراع بين الاخوة . مرة أخرى ، والف مرة لا يسعنا ، نحن المحبين لعراق عزيز ، أمن قوي ، مزدهر ، خلاق ، نشكر السيد مقتدى الصدر ، ولكن بعد هذين اليومين ، اللذين حذرنا في اكثر من مرة ، خطورة الوصول اليهما أو حتى الاقتراب من حافتهما ، وهما اليومين التي جرى فيهما استخدام السلاح كلغة لفرض الارادات ، نقول ماذا بعد الذي جرى ، نعتقد كلمة رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، حددا فيهما مسار مرحلة ما بعد  حوار الرصاص . ومن ذلك الذي تم تحديده ، الجلوس على طاولة الحوار ، مراجعة هيكلية النظام كونه فشل في تلك السنوات الطويلة من بناء دولة قوية وتحقيق مصالح الشعب ، اجراء انتخابات مبكرة ، محاسبة الفاسدين والخارجين عن القانون ، تفكيك التشنجات السياسية بين الأطراف ، والقبول بمخرجات الانتخابات المبكرة ، تعديل فقرات مهمة من الدستور ، والقبول أيضا بالفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة ، الإقرار والاعتراف بنظام وحكومة وطنية بعيدا عن المحاصصة والمذهبية ، ومكونات المجتمع وحتى الأحزاب والقوى السياسية فيها من الشخصيات الاكاديمية والمهنية والوطنية النزيهة ، قادرة لتحمل المسؤولية على وفق حرية الاختيار لرئيس الوزراء المرشح .

وفوق ذلك وبعده ، يتوجب أن تؤخذ أفكار وتصورات التيار الصدري ، ومشاركته ، حتى لو لم يحضر الطاولة المستديرة بكل مخرجات الوضع الجديد ، حسبما رأى السيد رئيس الجمهورية برهم صالح .

فهذا التيار الجماهيري الذي تنازل عن حقه الانتخابي في مجلس النواب ، والحق الذي يمثل الأغلبية ، لابد أن يكون حاضرا وتؤخذ وجهة نظره بنظر الاعتبار ، كونها وجهة نظر معتبره ، وان كان لنا بعض الملاحظات ، إلا إنها معتبرة .

نحن الان ننتظر المخرجات ، ويجب أن تكون مصلحة الوطن وحقوق الشعب فوق التكتلات والكيانات السياسية والأحزاب ، وبعد هذه البلوة التي حدثت ، لا نستغرب  حدوث الأكبر منها وهي المصيبة ، إذا لم يتم ادراك خطورتها وإيجاد المخرجات لأزمة وطن ، بسبب المحاصصة والمذهبية والعرقية وسوق المال الحرام الرائج في مؤسسات الدولة المختلفة .

وهنا لابد من خروج الوضع من الوضع المأزوم ، وهنا تتجه الأنظار للاطار التنسيقي لوضع خطة عمل جديدة تتناغم مع طروحات التيار الصدري ، لكي يتم التوجه للاستحقاقات التي ينتظرها الشعب .

 


مشاهدات 544
أضيف 2022/09/03 - 12:49 AM
آخر تحديث 2024/11/24 - 3:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 123 الشهر 10041 الكلي 10053185
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير