المسيحيون في العراق يثير الإختلاف والتباين ويرسّخ الأوهام
الإعتماد على مصادر دخيلة يثير أسئلة بشأن الهدف
سامر الياس سعيد
برزت في غضون الاعوام القليلة الماضية ظاهرة باصدار كتاب لكتب تتخصص في ابراز المحطات التاريخية للمسيحية في العراق وجاءت هذه الظاهرة كردة فعل اعتمدها عدد من الكتاب لابراز الحضور التاريخي للمسيحيين في البلد خصوصا مع تزايد نزيف الهجرة التي قضمت من تواجد هذا المكون واسهمت بتناقص اعداده بشكل كبير جراء محنة الاستهدافات والماسي التي تعرض لها المسيحيون طيلة السنوات التي اعقبت عام 2003 واستقرا كتاب مثل سعد سلوم عبر كتابه الضخم الذي اعتنى بعنوان شامل هو (المسيحيون في العراق ) والذي صدر بعيد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل وسهل نينوى وما اسهمت به تلك السيطرة من طرد مسيحيي تلك المناطق واقتلاع جذورهم التي تربو لعهد المسيحية الاول قبل نحو الفي عام اضافة للكتاب الضخم الذي وضعه الاكاديمي المعروف كاظم حبيب تحت عنوان (مسيحيو العراق اصالة انتماء مواطنة ) والذي صدر عن دار نينوى بسوريا بنحو 1075 صفحة حيث غاص حبيب عبر سفره بالكثير من المحطات والزوايا التي استقر فيها المسيحيون في هذا البلد ليسهم بتتبع بصماتهم وخطواتهم التي تركوها اما الكتاب الجديد الذي دار في هذا المحور فهو كتاب ( المسيحيون في العراق بين عراقة التاريخ وازمات التهجير ) الذي اصدره الباحث نبيل عبد الامير الربيعي في عام 2021عن دار الفرات للثقافة والاعلام وبمراجعة عدنان الحسيني والذي استهله الربيعي باهدائه الى المسيحيين الذين اجبروا على الهجرة والنزوح من وطنهم الام والى كل ضحايا القهر والاستبداد والتطرف.
ادوار تاريخية
وقد بين الربيعي في مقدمة كتابه دوافعه في اصدار الكتاب المذكور مشيريا في سياق المقدمة الادوار التاريخية التي مر بها مسيحيو العراق اضافة للفصول التي خصصها لمناقشة هذا الحضور ومع ذلك فقد احتوت المقدمة تفاوتا في ابراز تلك المعلومات التي امتلكها الكاتب لابراز عمله لاسيما من خلال استخدامه مصطلح اليعاقبة في الاشارة لطائفة السريان الارثوذكس وذلك في الصفحة 7 الى جانب انكاره لما تعرض له مسيحيو الموصل من استهدافات خصصها لمسيحيي بغداد وكركوك خصوصا في الاشارة للعمليات الاجرامية التي تعرض لها المسيحيون في وقت متزامن في الاول من اب من عام 2004 والتي كانت عبارة عن هجوم بمفخخات وعبوات لكنائس في تلك المدن حيث حدد الكاتب حوادث طالت اربعة من كنائس بغداد وكنيستين في كركوك منكرا ما حدث في مدينة الموصل من هجوم طال احد كنائس الكنيسة الكلدانية في ذلك التوقيت وفي مدخل الكتاب اخفى الكاتب التسمية الببلية للاحتفال السنوي براس السنة وهو اكيتو اضافة الى التسمية الخاطئة التي ابرزها في الدلالة على عيد الميلاد متخذا تسمية سريانية اوردها بالعربية للعيد المذكور كما تعرض بالتهكم من وجود مجموعة راقصة تصاحب الاحتفالات الدينية كما اورد في الصفحة 14كما يورد في الصفحة 17 تحديدا وقوع مجزرة الارمن في عام 1933 دون ان يمتلك تصورا واسعا للمجزرة التي طالت اعدادا كبيرة من مسيحيي العراق وتحيدا بمنطقة سميل واختلطت المعلومات على الكاتب خصوصا في الصفحة 27 ليشير الى نبوغ النصارى في تطوير اللغة العربية دون الاشارة الى تطورهم في ابراز لغتهم السريانية الام كما ابرز تاليا وذلك في الصفحة 28 الفرق المسيحية الرئيسية مشيرا الى انها النسطورية واليعقوبية والملكية كما ابرز معلومات ملتبسة في اشارته للثالوث المقدس في ذات الصفحة كما التجا الى طبعات غير معتمدة من الاناجيل في اقتباسه منها وذلك بايراده لبعض الايات الانجيلية وقد بدت محرفة وغير مفهومة بالاعتماد على تلك الطبعات وذلك بحسب ما اورده في الصفحة 33و34 اما في الفصل الثاني فقد استهله بمناقشة العبادات في المسيحية موردا في سياقه اقتباسا عن كتاب روح الليتورجية الذي الفه البابا بندكتس حيث اورد ان الكتاب قد صدر لشخصية تدعى جوزيف راتسنجر دون ايراد الشخصية الخاصة بالكاتب وذلك في الصفحة 39كما انكر رتبة مهمة معروفة بزياح الصليب دون التوقف عندها حيث مر عنها مشسيرا الى حضورها في رتبة تقديس الكنائس الشرقية كما بين في سياق اخر وفي الصفحة 41 ايات انجيلية تحوي اخطاءا مثلما اورد النص الانجيلي في الصفحة المذكورة بهذا الشكل ( حينئذ الى جاء يسوع كتبة وفريسيون ...)بدلا من النص المعروف الذي يقول (واقبل الى يسوع ..) اضافة لاخطاء ذكرها في الاصحاحات حينما ذكر كولوس وهي كولوسي منكرا بانه لايوجد حج اطلاقا في المسيحية بينما تعد الحج الى الاراضي المقدسة من اهم امنيات المسيحي والمرور في ذات الطرق التي سلكها الرب قبل الفي عام كما اشار في الصفحة 46 لوجود عيد تحتفل فيه القرى دون المدن وهو عيد السيدة حافظة الزروع بينما تغعيد الكنائس عموما لهذا العيد لاسيما في اطوار مختلفة مثلما هو الحال ببركة العذراء على الزرع او السنابل وفي توقيتهاتهما التي عادة ما تكون في كانون الثاني او في ايار.
مصطلح خاطئ
اما في الصفحة 58 فيورد الكتب الابوكريفية بمصطلح خاطي كما يشير الى ان مجلة المنار سارعت لاصدار نسخة من انجيل برنابا وذلك في العام 1907 دون ابراز معلومات مفصلة عن منشا تلك المجلة ودوافعها في هذا العمل كما يسعى الكاتب وذلك في الصفحة 61 للترويج لانجيل برنابا داعيا الى الاطلاع عليه من خلال مؤلف مخصص لمناقشته من جانب داعية اسلامي معروف هو محمد قطب اصدر كتابه تحت عنوان نظرات في انجيل برنابا المبشر بنبوة محمد (ص) والكتاب مطبوع حسبما اورد في قم الايرانية كما يهمل الكاتب مقر رائاسة الكنيسة الاشورية في ايراده لمعلومات عن الطوائف المسيحية وذلك في الصفحة 62 مع الاخذ بنظر الاعتبار ابراز عدد كنائس الطائفة المذكورة في عموم العراق .. من جانب اخر وفي اطار الفصل الثالث الذي يخصصه الكاتب لابراز الكنائس والاديرة في العراق فيبرز الكاتب بان يكون اوكين العراقي هو من نشر الرهبنة في منطقة الجزيرة وعموم العراق بالرغم من الايقان بان ابي الرهبان مار انطونيوس هو الذي نشر الرهبنة وذلك من براري مصر ويتجاوز الكاتب على ذكر دير مار متى وما اسهم به مؤسسه الراهب متى في ان ينشيء ذلك الاثر الباقي الى يومتا هذا بالرغم من انه انطلق في القرن الرابع الميلادي كما يختلف موقع دير الخنافس حينما يرجعه الكاتب الى تلة تشرف على دجلة على تخوم نينوى وذلك في الصفحة 66 بينما الاصح بان الدير المذكور يقع على قمة جبل الصفرة بمحاذاة بلدة برطلة كما يختلف في الصفحة 68 عما ذكرة في الصفحة 65 حينما تتباين في ابراز من تعرض للشفاء على يد القديس ماروثا من ابنة الملك اردشير او زوجته كما يخطيء الكاتب حينما يذكر مار ماري بالسليح رغم انه معروف بشليحا اي الرسول اما الطامة الاكبر حينما يستعين الكاتب بخيالات واوهام ليربطها بمعتقدات مسيحية في الصفحة 70حينما .
يشير الى احد الاعياد الغريبة والمعروفة بعيد الماشوش ويشير الى كونها ليلة اباحية يختلط فيها الرجال بالنساء لممارسة الجنس غير المشروع رابطا اياها بليلة راس السنة التي يحييها المسيحيون للاحتفال بانتهاء عام واستقبال عام جديد حيث تطفا الانوار في الانتقال من عام لاخر اما العيد الاخر الذي لايورد اسمه فيشير الى خروج المسيحيين من الشكورة الى القبة في احسن زي عليهم الصلبان وبايديهم المجامر دون ايراد ان هذا الاحتفال تعيد فيه الطوائف المسيحية بعيد السعانين او دخول الرب يسوع لاورشليم وهو يسبق عيد القيامة بنحو اسبوع كما يصر الكاتب على التزام التسمية اليعقوبية الدخيلة في ايراد بعض التذكارات المرتبطة بالقديسيين وذلك في الصفحة 72 اما في خانة الكنائس المسيحية التي يستعرضها الكاتب فيلتفت الى كنيسة الطاهرة الفوقانية وذلك في الصفحة 76 وهي المعروفة بكنيسة الدير الاعلى ونادرا ما يتم اتخاذ تسمية الطاهرة الفوقانية لتوصيف الكنيسة اضافة لالتباسه بتسمية كنيسة شمعون الصف بكنيسة مار اشعيا كما يختلط الامر لدى الكاتب حينما يذكر بان الشماسية تنحدر من اسم الشماس وهو القس النصراني حيث لاتقارن الشماسية برتبة الكاهن وهي كلا على حدة بينما يورد عبارة ملتبسة حينما يدعو الباحثين من الخوض في تاريخ العمارة الخاصة بكنائس العراق حيث يقول بان امله بان لايكون رد فعل بعض الاخوة اكبر من فعل الارهابيين الشنيع ويلصقوا الامر بالاسلام الحنيف وذلك في الصفحة 79كما يورد معلومات غاية في الاشكالية لاسيما حينما يذكر التسميات الدخيلة ويعتمدها وذلك في الصفحة 102 اضافة الى ان الكاتب يبث استغرابه من عدم تاسيس كنيسة عربية بالنسبة للعرب الذين دخلوا المسيحية برغم ايراده بوجود اسقفيات عربية بمعنى انه لم يعتمدوا اللغة العربية كلغة طقسية خاصة بهم مشيرا بان هذا الامر اضعف وجودهم العربي المسيحي .. ويثير الكتاب عموما الجدل باعتماده على نصوص انجيلية مختلفة او دعوته لابراز انجيل برنابا او الاسهام باثارة الجدل بشان الكثير من الافكار المتوارثة والتي تشير بتجني الى المسيحية او تسهم بالتجني عليها او الطعن بممارساتها مما يفتح دائرة الجدل في ان تسهم مثل تلك الكتابات لترسيخ الصورة النمطية ازاء الاخر