الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنفجار الصمت من هول المأساة وخسّة الأوضاع

بواسطة azzaman

إنفجار الصمت من هول المأساة وخسّة الأوضاع

 

عبد العظيم محمد

 

من اين ابدأ الحكاية ؟ ولمن نتوجه بالنداء ؟ بل ولمن نصرخ واعراقاه ؟ ... من نناشد ؟ وهمة من نستجدي ؟ لقد انفجر الصمت من هول المأساة وخسة الأوضاع .. لا ادري الى متى تبقى الأذان مصابة بألصمم ؟ .. وهناك من يعلن سلام وإسلام ترعرعنا فيه ، انه معجون بأرض هذا البلد ، ولكن ما عدنا نسكن فيه مع الأسف .. بل وما عاد يسكن فينا .. امام هذا متى نعي حقيقة الأمر حتى بات السلام نراقبه وهو يحزم حقائبه ليهجر بقوة ارض العراق بل انفسنا دون ان نحرك ساكنا حتى بات يحل مكانه تسليم واستسلام لتأسلم لا اسلام فيه وهذه هي الكارثة .. اه .. ثم الف اه على بلدي العراق بعد ان اصبح اسلام اجدادنا ما عاد يهمنا بأي شكل من الاشكال .. وبهدوء نقول .. هل فكر احد منا وتسائل لما يهاجر منا السلام والأسلام ويعم فينا السواد .. انها ببساطة من عمق افعالنا التي ما زالت حبيسة الجهل والتخلف والخوف .. وبالدقة نحن مجتمع يخاف ونخاف السلام بل وحتى الأختلاف .. قد لا يعجب البعض ما اقوله ، ولكن هذا هو الواقع المر الذي اوصلنا الى ما هو عليه الأن بعد ان اسأنا الى الأسلام !!! .. والسؤال الذي يطرح نفسه بألحاح .. متى نرفض ان نكون من النعاج ، بعد ان ايقنا اننا مجتمع يرفض الأعتراف بالأخر .. انه مجتمع يعيش التخلف والذل والهوان .. نعم انه يصرخ بقوة ويدعي المعرفة وحامل لفكر مختلف اذا اكدنا انه يهوى التعالي من فراغ دون ادراك او قصد ، والمصيبة انه يدعي انه مجتمع من الطبقة الراقية يحمل الثقافة والأرث والحضارة ..

وبصراحة نؤكد  ان الأختلاف عندنا طامة كبرى .. اجل ان اختلاف الرأي والفكر يوجعنا ، انها المرارة التي لا يطيقها الجميع حتى اختلاف الدين والطائفة والقومية يفجعنا وبقوة.

 الم يكن هذا هو الواقع المخزي الذي نعيشه ؟ نتلاطم ونتقاتل على اتفه الأشياء ونترك الغوص في العمق لأنه سيكشف المستور ، وهذا ينطبق على العامة ورجال السياسة ايضا .. انهم في نفس المركب الذي يرفض مبدأ السلام والأختلاف ويبحث عن طريق الأقتتال ..

اه منك ياوطني الجريح كم تحملت من تفاهات العهد الجديد التي لا تنتمي الى رحم تربة طاهرة على مر السنين دون جدوى .. انه الألم المحبوس في صدور الشرفاء ممن يرفض هذا السلوك وهذا الخرف في تقييم الأمور ، حتى بات الجميع لا يصغي لقدسية الصمت او من هم يفتخرون  بتبعيتهم كالخراف .. فهل نستطيع بعد هذا المخاض العسير ان نغوص في اعماقنا ونعرف سبب اختلافنا وخلافاتنا وندرك وجع هذا الشعب .. همومه .. شجونه .. احلامه .. تطلعاته .. حقوقه التي ضاعت بفضل التسلط البغيض والتجاهل المتعمد ؟ انني ادعو الى صحوة ضمير يفتح امامنا بوابات العقل والقلب ونفتح صفحة جديدة لا طائفية فيها ولا محاصصة قذرة ولا  اندفاع اعمى للنهب والسلب ولا التلويح بالقتل والأقتتال ..

امة الاسلام

لنعيد الى هذا البلد سيادته ومجده وعزته وكبريائه وكرامته وحقوقه .. لننصف الطفل والضعيف والفقير والكبير والمراة الثكلى ولنعلن اننا امة الأسلام والتسامح والفضيلة لا امة التبعية والخيانة حتى تستقيم الأمور وتهدأ النفوس ويعود الأمن والأمان ولكن لم يتحقق كل ذلك الا اذا اعلن القضاء كلمته الفصل في المحاسبة والقصاص من السراق والقتلة ، لأننا لا نهدأ طالما المتسلط يلوح بسيفه دون خجل او خوف وسارق المال العام وحقوق المواطن يتصرف كما يشاء دون رقيب او حسيب حتى باتت الدولة بلا هيبة ومؤوسساتها منهوبة ..

واخيرا على الجميع الألتزام بالهوية الوطنية والدفاع عنها لكونها التزام ثابت ومبدئي ويدخل في صميم العقيدة والوجود ، انه جزء من تأريخ العراق القديم والحديث وهو لا يتأثر بحركة الأحداث والمتغيرات السياسية ، بل كثيرا ما جسدته الأحداث واكدته المتغيرات عبر سلسلة لا تنقطع من المواقف المميزة والأعمال والممارسات الحية .. فان الشعب العراقي الصابر زاد من جرعة الصبر وضاعف من مسؤوليته في التصدي الجماعي الحازم فكل ما يجري من سياسات رامية للأستمرار في التراجعات المدمرة وتصعيدها وتوسيع نطاقها وتفاقم مضاعفاتها .. حتى وصلت الأعمال الأجرامية التصعيدية ضد الأبرياء الى ابعاد لا يمكن السكوت عليها او تجاهل انعكاساتها الخطيرة على العراق والمنطقة ، بل على وجود الأمة العربية ومستقبلها .. ان الجميع اخذ يبرر عن احساس داخلي بالضيق وأخذ يترجم تفاعلاته وردود فعل الألام ازاء ما وصلنا اليه من اوضاع متردية وما بلغناه من ظروف مأساوية امام التحريض والتستر والمحاباة والحرب والبيانات وما تتناقله الأذاعات والفضائيات والصحف فهي ليست من طباع الشعب العراقي ولا من سياساته  ، فالمسألة لم تعد قضية طوائف ومكونات واستحقاقات ومطالب وقيادات وزعامات تحيط بالخطر وتدرك ابعاده وتعرف مسؤولياته وتصنعه في ظروف ومناخات تعرف كيف تتعامل معها وبمساندة واضحة وصريحة لأخوة في الدين والدم .. انها قضية بلد اسمه العراق وشعبه الذي هو مصدر السلطات وفوق كل المسميات ..

وهنا لا بد من الأشارة الى انه اصبح من الواجب ان يدرك الجميع خطورة الموقف ومسؤولياته الوطنية والشرعية ويأخذ بعين الأعتبار كيف يؤمن بالأختلاف والسلم والأسلام وخلاف ذلك فأننا نتجه الى نفق مظلم يصعب الخروج منه والخاسر هنا (الجميع ) دون استثناء ..

لنصغي الى صوت العقل والمنطق قبل فوات الأوان ونذهب لحوار وطني صادق الذي لا يعرف الطائفية والمناطقية والقومية ولا المحاصصة والتبعية من أجل انقاذ العراق وشعبه .. انه العقد الوطني الجديد الذي ندعو اليه والذي لابد ان نؤمن به ونلتزم .. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .


مشاهدات 951
أضيف 2022/08/05 - 11:05 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 10:59 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 41 الشهر 9512 الكلي 10052656
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير