وساطة للتهدئة والمعتصمون يفترشون ساحة الإحتفالات بعد الإنسحاب من البرلمان

نخب ورجال دين يحثّون على تحمل المسؤولية وتفويت إستغلال الظرف لأحداث فتنة

بغداد - قصي منذر

افترش المتظاهرون امس ،ساحة الاحتفالات بعد الانسحاب من مبنى البرلمان الذي دخل اعتصامهم فيه يومه الرابع ،استجابة لدعوة وجهها صالح محمد العراقي المعروف بوزير رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر،باخلاء المبنى والاعتصام في اطرافه. ورصدت (الزمان) فجر امس ،قيام المعتصمين وملاكات البلدية بحملات تنظيف واسعة داخل المبنى وخارجه ،حيث تم اغلاق قاعة الجلسات واخلائها تماما من المتظاهرين ،في حين تتواصل الجهود لتنظيف القاعة الاخرى،وسط زخم كبير للمحتجين في باحة البرلمان،كما اصطفت مواكب تقديم الخدمة امام المبنى من جهة فندق الرشيد ،لاعداد الطعام للمتظاهرين. وكتب العراقي في صفحته على فيسبوك (بعد تحرير البرلمان وتحوّله الى مجلس للشعب بفضل الله تعالى وجهود الثــوار الابطال ،ندعو الى إخلاء المبنى وتحوّل الإعتصام أمام وحول البرلمان ومقترباته خلال مدة أقصاها 72 ساعة)، واضاف إن (كانت هناك أماكن أخرى ينبغي الإعتصام أمامها فستأتيكم التعليمات تبعاً ،ونشدد على ديمومة الإعتصام لتتحقق مطالبكم التي سنوافيكم بها لاحقاً ،لذا يجب تنظيم الإعتصام على شكل دفعات مع بقاء زخم الأعداد في أوقات محدّدة )، مطالبا بـ (إقامة صلاة الجمعة الموحدة لصلوات جمع بغداد وبابل والكوت وكربلاء والنجف في ساحة الإحتفالات). وكان وزير الصدر ،قد قدم شكره للمتظاهرين في المحافظات. وقال  (اقيموا الصلاة وعودوا سالمين غانمين ،ولا تنسوا المعتصمين في مجلس الشعب من دعائكم). من جهته ،اكد مدير مكتب الصدر في بغداد ابراهيم الجابري ان (الاخلاء يشمل قاعة البرلمان فقط). فيما ،ايدت عشائر حزام بغداد ،دعوات الاصلاح. وقال من امام مبنى البرلان (نتتطلع الى حكومة تلبي التطلعات). وتجري جهود وساطة ،للقاء الصدر في الحنانة من قبل بعض اطراف التنسيقي ،لكن  نفى مصدر مطلع، وجود أي اجتماع بين الصدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري في الحنانة.وقال المصدر في تصريح امس ان (الانباء التي تتحدث عن وجود لقاء مرتقب بين الصدر والعامري في الحنانة غير صحيح، ولا يوجد أي تواصل مباشر وغير مباشر بين الطرفين حتى اللحظة)، مبينا ان (العامري يعمل على التواصل مع الصدر من أجل فتح باب الحوار، لكن رئيس التيار يرفض فتح أي قناة حوار مع التنسيقي ويصر على موقفه في التظاهر والاعتصام). بدوره ، كتب الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة على تويتر (سيبقى العامري شيخ المجاهدين ورفيق الشهداء وسائرا على دربهم في توحيد الكلمة ورص الصفوف)، واضاف ان (العامري شيخ الاطار). ورفض القيادي في التيار الصدري جابر الخفاجي (أي حلول ترقيعية ولا جلوس لطاولة مستديرة ،ولابدّ من تغيير جذري ،فالشعب أصبح لايتحمل ولا يتقبل وجود السرّاق ،وقد سئمَ العيش مع التبعية والعملاء ،وهو ينظر أمام عينه بلده يسرق وتتحكم به دول الجوار ، مستمرون ولا تراجع). ودعا الاطار التنسيقي في وقت سابق ، انصاره للاستعداد والجاهزية للدفاع عن الدولة والدستور والنظام متى دعت الضرورة لذلك. وقال في بيان انه (يتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى الجماهير المدافعة عن الدولة ومؤسساتها ، فقد ضربت مثالاً رائعاً للتعبير عن الاحتجاج السلمي، وأعلنت استعدادها للدفاع عن الدولة ومشروعيتها ومؤسساتها والدفاع عن حقوق المواطنين ومصالحهم ). في غضون ذلك، حذر المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والافتاء،من تداعيات اعتماد لغة العنف وأراقة دماء الأبرياء، فيما دعا إلى عدم التصعيد. وقال في بيان تلقته (الزمان) إن (المجمع الفقهي يحذر من تداعيات اعتماد لغة العنف وأراقة دماء الأبرياء ومن استغلال هذا الظرف لإحداث فتنة من أطراف متطرفة ومندسة)، مطالبا بـ (عدم التصعيد واحترام إرادة الشعب والمبادرات الوطنية وصوت الحكماء). من جانبه ،  قال مفتي الجمهورية مهدي الصميدعي في بيان امس ،(نفتح باب دار الرحمة والمودة باب دار الافتاء للتدخل بين الاطار والتيار ،لجلسة قضاء وتفاهم وحلول ،ونحن ننتظر موافقتكم على هذا الطلب العلمائي). كما حث مراجع دين وشخصيات وطنية ،على تغيير الدستور واعادة صياغة العملية السياسية. واكدوا في بيان تلقته (الزمان) امس ان (ضرورة تغيير الدستور واعادة صياغة العملية السياسية برضا الشعب لا بخداعه ،لانهاء هزالة العملية القائمة التي سلطها الاحتلال الامريكي على الشعب). على صعيد متصل، افادت وزارة الصحة ،بمغادرة أغلب جرحى التظاهرات من مؤسساتها.وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، في تصريح امس إن (عدد الحالات المتبقية في مؤسسات الوزارة من جرحى التظاهرات ،بلغت 6 حالات).