عبد الصاحب شراد ينطلق من حفل بشركة الغزل والنسيج

فارس الحداثة في الأغنية الريفية يختار الكلمة المفهومة السلسة

دبي - رياض المحمداوي

إنطلق فارس الحداثة في الاغنية الريفية عبدالصاحب شراد من اغنية سفرتكم لطولوهه الى برنامج ركن الريف .ففي صباح الثاني شباط عام 1952 استمع العراقيين ولاول مرة عبر اثير اذاعة بغداد لصوت غناء ريفي لمطرب جديد شاب تميز بجمال صوته العذب . فاثار اعجاب المستمعين وقد انتشر اسمه بسرعة ملفته قبل ان يتعرفوا على صورته. فقد احبوا صوته وطريقته الجديدة في الغناء والتي تكاد تسمع لاول مرة . انه شراد ..الذي اصبح في ما بعد من المع نجوم الطرب والغناء العراقي. تعرف عليه الجمهور لاول مرة من خلال غنائه بحفل ترفيهي كبير اقامته شركة الغزل والنسيج والتي كان يعمل بها كعامل في مطلع عام 1952 لعمال المصنع برعاية وزير الصناعة انذاك . وقد رشح العمال العامل عبدالصاحب شراد للغناء في هذا الحفل لمعرفتهم بجمال صوته ومايمتلكه من سحر من خلال الغناء .ولم يكن بحسبانه ان هذه الحفلة هي بمثابة اختبار كبيرله لكونه لاول مره يغني امام جمهور حقيقي غفير وقد نجح في كسب الجمهور فكانت هذا الانطلاقة الحقيقية له والتي شجعته على الاستمرار في الغناء عندما اعجبوا بصوته بعض المطربين والمطربات الاذاعيين وكذلك كبير مذيعي الاذاعة انذاك المذيع الراحل  محمد علي كريم وبعض موسيقيي الاذاعة الذين كانوا مدعوين الى تلك الحفلة .كانوا جميعهم معجبين بصوت هذا الشاب وقد اثنوا عليه وشجعوه ودعوه ان يقدم للجنة اختبار الاصوات في الاذاعة .وهذا ماجعله يفكر في ان يتقدم لاختبار الاذاعة كمطرب .

كان شراد يعشق الغناء ويجيده وقد تاثر بنجوم الطرب الريفي امثال داخل حسن وحضيري ابو عزيز وناصررحكيم وغيرهم من رواد لون القريض في الاغنية الريفية امثال مسعود العمارتلي وخلف لازم وگريري وجويسم ونجم بوشي وغيرهم وكان يصوته الجميل يؤهله ان يصبح من المشاهير النجوم لما يمتلك من عذوبة ومساحة صوتيه واسلوب يميل للحداثة في الغناء فقرر شراد ان يتقدم لاختبار الاذاعة والمفاجئة انه نجح في الاختبار باربعة اعضاء مقابل صوت واحد هو المطرب حضيري ابوعزيز. كان قد اعترض على قبوله كمطرب حيث كان العضو الخامس في تلك اللجنة لكن قبل حسب رغبة الاغلبية كمطرب معتمد عام 1954   وقد خصصت له ثلاث حفلات اذاعية من كل شهر تقدم من خلال اثير اذاعة بغداد كمطرب شاب جديد ذو صوت جميل للجمهور العاشق للاذاعة وقد نجحت حفلاته الاذاعية نجاحا باهرا باعجاب كل من سمعه عبر الاثير الا انه قد دفع ضريبة هذا النجاح بخلق اعداء له عمتهم الغيرة ورغم ذلك استمر في تقديم حفلاته واصبح مطلوب كنجم لاغلب الحفلات الخاصة واستمر الحال حتى بعد قيام ثورة 14  تموز 1958.

 أجهزة تسجيل

فقد عاد شراد الى الغناء في  الاذاعة بناء على رغبة الجمهور والمسؤولين الجدد في الاذاعة . وقد اكمل مشواره في الغناء وسجل العديد من الاغاني للاذاعة والتلفزيون العراقي بعد نصب اجهزة تسجيل جديدة متطورة وكذلك حال ستوديوهات التلفزيون فكان محظوظآ بتقديم حفلات اسبوعية غنائية في كل شهر اربع حفلات لتلفزيون العراق بمصاحبة الفرقة المركزية للاذاعة والتلفزيون وقد استمر في عطائه الفني. حتى عام 1963 شارك الغناء في برنامج ركن الريف وشارك ببرامج عده اذاعية وتلفزيونية مخصصة للغناء الريفي وكذلك الحفلات في المناسبات الوطنية والحفلات التي تشارك بها الاذاعة والتلفزيون والنوادي الاجتماعية وحفلات المناسبات الخاصة.

لقد نجح شراد من خلال اختياره لاغانيه التي اتسمت بالحداثة في الاغنية الريفية من ناحية اختيار الكلام واللحن والبحث عن الجملة الموسيقية وهذا ما ميزه عن اقرانه لقد كان يبحث عن التجديد في روح الاغنية الريفية محاولآ نقلها من البدائية والرتابة الى مرحلة التجديد والتطور فهو اول من اصر على الكلمة المفهومة السلسة في الاغنية المفهومة من لكل اللهجات في النص الغنائي ، عراقيآ وعربيآ لكي تقدم للجمهور بمستوى فني لائق يكون فيه حصة كبيرة لمعاني النص وسلاسة الجملة الموسيقية وانتشارها اسهل .

لقد اصبح محل اهتمام شركات الانتاج انذاك فقد دعي للتعاقد لتسجيل اسطوانات لصالح شركة جقماقجي الشهيرة انذاك في اواخر عام 1963فسجل خمسة اسطوانات وهي: اغنية سفرتكم لتطولوها .والتي لاقت شهرة واسعة. واغنية تتندم علي بعدين تندم. واغنية ارد انشد من اهل الهوى. واغنية ذبي العباية. واغنية عجيبة ياحلو. وغيرها من عشرات الاغاني الناجحة التي قام بتسجلها وفي عام 1964 سجل للشركة الكويتية بايزيدفون خمس اغان جديدة وكذلك سجل لشركة بشير فون لمالكيها الاخوين منير وجميل بشير عدة اغاني . وقد انهالت عليه العقود من شركات عديدة عراقية وعربية لتسجيل اغاني جديدة. واصبحت تذاع عبر اغلب محطات الاذاعة العربية. وفي عام 1973  اعلن عن وفاة المطرب الريفي عبد الصاحب شراد.