بالسلام والإنسانية والتسامح نقضي على الكراهية
محمد ثجيل القريشي
الكراهية سلاح خطير على الجميع شعوب العالم بعد أن تصاعدت حدته خلال السنوات الأخيرة ويعد خطاب الكراهية اعتداء ضد (التسامح والاندماج ومبادئ حقوق الإنسان ) مما يهدد بتقويض التماسك الاجتماعى والقيم المشتركة ويعمل على إرساء العنف وإعاقة قضايا السلام والاستقرار والتنمية المستدامةومع استمرار ارتفاع أعداد المهاجرين واللاجئين فى جميع أنحاء العالم ارتفع الخطاب المناهض لهم وذلك بعد أن تزايدت وقائع استخدام الحكومات والأفراد لخطاب الكراهية ضدهم وإلقاء اللوم عليهم ويجرى تجريد الأشخاص من إنسانيتهم ووضعهم فى كثير من الأحيان فى قوالب نمطية خطيرة تستخدم لتبرير التمييز والعنف ضدهم وعلى الرغم من وجود خطاب الكراهية منذ سنوات طويلة فإن تأثيره المتزايد أصبح مدمرا ليس فقط للأفراد والجماعات المحددة المستهدفة ولكن أيضا للمجتمعات ككل لذا فإن معالجة خطاب الكراهية ومكافحته أمران ضروريان يتطلبان نهجا شاملا من خلال تعبئة المجتمع ككل للتحدث بصراحة ضد حالات خطاب الكراهية منذ سنوات طويلة ومعالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة لمواجهة هذه الآفة واستجابة لهذه الاتجاهات المقلقة سلطت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوليو 2021 الضوء على المخاوف العالمية بشأن الانتشار المتسارع لخطاب الكراهية فى جميع أنحاء العالم وتبنت قرارا بشأن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح فى مواجهة خطاب الكراهيةواعترف القرار بحاجة المجتمع الدولى الملحة لمكافحة التمييز وكراهية الأجانب. ودعا القرار جميع الدول والجهات الفاعلة ذات الصلةإلى زيادة جهودها للتصدى لهذه الظاهرةبما يتماشى مع القانون الدولى لحقوق الإنسان ودعت الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدنى والأفراد إلى عقد فعاليات ومبادرات تعزز استراتيجيات تحديد خطاب الكراهية ومعالجته ومكافحته. ويتم الاحتفال بهذا اليوم للمرة الأولى فى 18 يونيو 2022 ويعد الإعلان عن اليوم العالمى لمكافحة خطاب الكراهية خطوة فعلية للبناء على استراتيجية وخطة عمل التصدى لخطاب الكراهية التى أطلقتها الأمم المتحدة فى 18 يوينو 2019 والتى كانت بمثابة المبادرة التنظيمية الأولى من جانب المنظمة الدولية ووضعت إطارا لكيفية تعامل الحكومات والمنظمات المدنية في محاربة الكراهية حول العالم