لقاء من أحب
عباس عبد المحسن الوائلي
كم هو جميل لقاء الحبيب مهما طال فأنه قصير.. الحياة مع من تحب جميلة جدا، لتيني قضيت حياتي مع من أحب، ولكن يمر الوقت سريعا، بسرعة يمر الوقت، يسبقنا دائما، يهزمنا في الصميم ثم يرحل ليتركنا ندور.. ندور وهيهات ان نجد انفسنا بعد الدوار، قالت.. نعم لكن الأمل أجمل من الاحلام، فمعجزة أطول واعمق وأبلغ من كل الحكايات المنسية، قال بهدوئه المعتاد.. أشعر انك سعيدة رغم فقدانك ذلك السحر الجارف.. قالت باستغراب نعم أنا سعيدة.. فقد أتممت واجبي، وعليك ان تكوني سعيدة ايضا، هكذا فجأة.. ما هذه القصة الوهمية، ما هذا السيناريو القصير، وهل هذه الحكاية صحيحة ام هي خيال عابث مثلك.. هي القصة التي حدثت بيننا، وهي الدرس وهي القانون، قالت.. أي قانون تتحدث عنه، قانون النضال، الحرب ضد الشر، قال: ماذا تقصدين، النضال في الواقع من اجل اللقاء، والنضال من اجل تحقيق الاحلام، قالت، وهل ابقيت فيه احلاما، تأتي من المجهول لتسحرني، تبعثرني وتقلب كياني ثم تذهب، وتقول بعدها نضال.
عليك ان تفهمي ان الحقيقة لا نعرفها الا بعد التوقف عن البحث عنها، والاحلام لا تحقق دائما.. وحلمنا السحري اصبح اطلالا عتيقة، يقف عندها العشاق ليتعلموا من الحياة معنى الحب والنضال من أجل الخير، ليفهموا ان السعادة في الأمل، ولا سحري ولا سطوتي قد يفيدانهم الا اذا كانوا يعيشون معك في عالم واقعي قبيح بعض الشيء لكنها الحياة.. ما اقبحها، ما أجملها، اليس هذا تناقضا لا ليس تناقضا ولكن فيها الخير وفيها الشر، فيها الفرج وفيها الحزن، والموت واخرها وهذا فراق ابدي، أه ثم أه كم انا حزين.
يا الهي ساعدني لأفهم، انقذني من الظلام، فقد تعلمت ان الدنيا بأكملها أمل، مجرد أمل يدفعك لتصديق اي شيء، والنضال من اجله حتى ولو كان خيالا مثل ذلك النجم الشارد او وهما نزرعه ليكبر، وقد يدمينا او نحيا تحت ظلاله الرمادية.
قضيا الحلم معا في غيبوبة طويلة بين الحلم الشفاف والواقع الصخري، والمهم ان القصة انتهت فالنهاية، هنا هي بداية لحياة جديدة، لجميلة جديدة ونجم جديد.
(والمهم ان هناك نهايات وغالبا ما تكون نهايات اللقاء مؤلمة ومؤلمة جدا).