درويش يمرّ بظرف صحي صعب والمأمون تحتفي بمنجز نصف قرن من الترجمة

بغداد- عبد اللطيف الموسوي

أحتفت دار المأمون للترجمة والنشر بالمنجز الابداعي للمترجم الكبير محمد درويش الذي يمر في الوقت الراهن بظرف صحي صعب. جاء ذلك خلال ندوة أقامتها على قاعة طارق العبيدي في مقر الدار ضيفت خلالها أستاذ علم النفس الاجتماعي السياسي في جامعة المثنى المترجم لؤي خزعل للحديث عن سيرة درويش فيما أشادت مدير عام دار المأمون إشراق عبد العادل في ورقة استهلت بها الفعالية بالمنجز المتميز للمحتفى به.وأعربت عبد العادل في كلمتها بالندوة التي اقيمت تحت عنوان (محمد درويش، نصف قرن من الإبداع الترجمي العراقي) عن حزنها الشديد لعقد الندوة في وقت يمر خلاله درويش بأزمة صحية دقيقة. ولفتت الى ان درويش هو (أحد رموز دار المأمون منذ بداية تأسيسها وتفتخر كونه يؤلف جزءًا من ذاكرتها وتاريخها وجزءًا من الذاكرة الثقافية العراقية).

نماذج رفيعة

واضافت أن (درويش أغنى المكتبة العراقية والعربية بنماذج رفيعة من الأدب العالمي وحرص على كتابة مقدمات موسعة لترجماته بما يثري المادة المترجمة وهو ما لا يحصل مع كثير من المترجمين). وأشادت عبد العادل بما قدمه درويش من ترجمات ادبية حظيت باهتمام القراء والنقاد مستدركة أن (انحيازه إلى الأدب لم يمنعه من أن يترجم كتب اللسانيات وغيرها بما اضاف اليه رصيدا الى جانب ترجماته الادبية  ودراسات الأدب المقارن).

مشيرا الى انه (تولى ايضا ترجمة أعمال الأدباء العراقيين الى اللغة الانكليزية بما عكس صورة طيبة للمشهد العراقي الثقافي لدى المتلقي الاجنبي).بدوره استفاض ضيف الندوة الدكتور لؤي خزعل في الحديث عن درويش بعد أن تركت عبد العادل المنصة له مستعرضًا جوانب متعددة من سيرة المحتفى به وإبداعه الترجمي والادبي منذ كان طالبا .وركز في حديثه على أثر الجانب النفسي في الابداع متطرقا الى ثيمة (الذات المتحققة بالترجمة) ورأى ان درويش قد حقق ذاته من خلال الترجمة  حتى اصبح (راهب الترجمة). ولفت الى أن(أهم ما يمكن أن نتعلمه من شخصية درويش هو أن نرى الواقع كما هو، ولا نزيفه بالميول والتحيزات والاتجاهات). وبعد أن فتحت مديرة الندوة زينب عبد اللطيف باب المداخلات رد خزعل على الاسئلة التي طرحها الحضور كما عقّب على المداخلات التي ابداها زملاء درويش الذين عاصروه وعملوا معه والذين ادلوا بشهاداتهم خلال الندوة التي حرص على حضورها ولدا درويش الدكتورة طيبة والمهندس مروان.