ما أحلى التواصي بالصبر

حسين الصدر

 

-1-

التواصي بالصبر مبدأ قرآني عظيم

( وتواصوا بالصبر )

العصر /3

والتواصي له طرفان :

المُوصي ،

والموّصى

ومعنى ذلك :

انّ كُلَّ واحد منّا  يُوصي أخاه بالصبر ،

ويقبَلُ الوصيةَ مِنْ أخيه بالصبر.

-2-

والصبر هو الثبات بعيداً عن الانهيار عند الصدمات والأزمات .

وهذا ما يبعد الشخصية عن الهشاشة والضعف .

-3-

والوصية بالصبر قد تقرع بها سَمْعَ أخيك بشكل مباشر ، وقد تكون عَبْرَ رسالة تكتبها اليه .

وهذا ما فعله ( محمد بن الحنفية ) حين كتب الى (ابن عباس) رسالةً خاصة يوم أبعده  ( ابن الزبير ) الى الطائف ،

كتب اليه يقول له :

( أما بعد :

فقد بلغني أنَّ ابن الزبير قد سيّرك الى الطائف )

فأحْدَثَ اللهُ لك بها ذِكْرا )

وحَطَّ عنك بها وزرا ،

يا ابن عم :

انما يُبتلى الصالحون ،

وتعّد الكرامة للأخيار ،

ولو لم نؤجر وتؤجر الاّ  بما تُحبُ ونحبُ قَلَّ الأجر ،

وقد قال الله تعالى :

" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم "

216 / البقرة

عزم الله لنا ولك على الصبر على البلاء،

 والشكر على الرخاء

ولا أشمت بك ولا بنا عدداً والسلام .

وهذه الرسالة جامعة مانعة ،

ومن هنا تداولتها كتب الأدب والأخلاق .

ويُمكن لكل واحد منا أنْ يترجمها عملياً في تصبيره لاخوانه عند الشدائد.

-4-

قال الشاعر :

فإنْ تسأليني كيف أنتَ فانّني

صبورٌ على ريب الزمان صَليبُ

وقال آخر :

اني رَأَيتُ وفي الأيام تجربةٌ

للصبرِ عاقبةً محمودة الأثرِ

وقلَّ مَنْ جَدّ في أمرِ يُطالبُه

فاستصحبَ الصبرُ الاّ فازَ بالظفرِ

وقال ثالث :

لا تعتبنَّ على النوائبْ

فالدهر يُرغم كُلَّ عاتبِ

واصبرْ على حَدَثانِهِ

إنّ الامور لها عواقبْ

كم نعمةٍ مطويةٍ

لكَ تحتَ أَثناءِ النوائبْ

وَمَسرَةٍ قد أقبلتْ

مِنْ حيثُ تنتظر المصائبْ

وجميل ما قاله شاعر آخر :

الصبرُ أولى ما اعتصمتَ بِهِ

وَلِنعْمَ حَشْدُ جوانحِ الصدرِ

نســــأله تعـــالى أنْ يكــــتبنا وايــــّاكم مـــن الصـــابرين .