أنشودة الغياب
موسى عبد شوجة
وداعاً...أيها الأخ والصديق..والاديب...الاستاذ عادل الطائي...
أتترُكنا معَ الدنيا صديقي وكفُّ الموتِ قد كسبَ السباقا
و اذكرُ... كم تناجينا حبيبي ومن أشواقنا الشعرُ استفاقا
فهذه روحنا تبكي كُسوفا ودار القلبُ بالحزنِ..التصاقا
أنها عاصفة الفراق! وقد حلت مواسم الوداع بفيض لهب الدموع والشجن.. لعمّري ان فقد الاحبة الذين لهم بصمات الود..والوصل ..ومكنون الوفاء والحب السرمدي ليولج ...في النفس انكسارات لا تنسى،...ولا ترّتق..ولايرفعها مبضع...او تتأكل بأعاصير دوامة النسيان.... ولكنه الموت، الحقيقة الكبرى التي لا تقبل الجدل، قال الله عز و جل: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)... وها أنا بين أرتجافات القلم وانقباض القلب بالأسى.ً...واللوعه
وتلتهب شرايني وأوردتي... غصة كلما أجتر من أديم الذاكره ...وواحاتها التي كم نهلنا من صفو غديرها النضر ..معاني الحب والوجد ... معين الكلمات لايستوعب لوعة تأبينك ورثائك ...ياأخي ..وصديقي...وقرة عيني...
مذ تلقينا خبر رحيلك أهتزت وتشظت صواعق الحزن والألم وارتدت كلماتي ...وشاحاً بالواعج غبرة المنون مثلما تلاشت البسمة عن وجوه الكثيرين...من محبيك...ورفاقك.. عرفتك منذ طفولتي وانت تفيض حباً..وعاطفة...وأنسانية..لا ابعاد لها بالايثار..ونكران الذات والصدق والوفاء... وانت كنت ديباجة اجمل عناوين الحب والاخلاص والمعاضدة بشمائلك وكتاباتك ...وكنت مرآة لنا صافية بزئبقها ورونقها وهي تجسم لنا صور ورؤى قصائدنا. فارقتنا جسدا يا صديقي ويا أخي...ويا أديبنا ..وشاعرنا المبدع ...لكنك لم تفارقنا روحا.
رحلت عن الدنيا يا صديقي لكنك لم ترحل عنا. مكانك بقلبي كما هو بقلب كل احبائك واصدقائك.. تركت جرحا غائرا لن يداويه ألف ألف دواء وضماد... كنت دائم التشجيع لنا وكنت تبتكر لي ايقونة النجاح والمثابرة لما هو جديد وزاخر..... وكان قد كتب لي عن قصيدتي (هل تسقى بالطفِ عطاشى) أخر تعليق في حياته.. (عندما يتفاعل الأنسان النقي مع حدث ما يكون تعبيره عن بصر وبصيره فكيف واذا هذا الأنسان مؤمنا... محبا لأل بيت النبوه .. مبدعا في شعره عندما ينطقه كاللؤلؤ والمرجان ويعبر عن واقعه فريده في التأريخ في عمقها الأنساني.. الأيماني القدره المثاليه على التضحيه بكل شيء لك مني الف تحيه لتجسيدك كل ذلك في قصيدتك الأكثر من رائعة)
اللهم نسألك ان تتغمد روح صديقنا الغالي بالرآفة والرحمه... وان تعرّف بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاطهار عليهم السلام وان تحشره في زمرة الاولياء والصالحين ...وان توسع ملحودته..وتضيء وحشته بنور لطفك ..ورحمتك...وتجعل قبره روضه من رياض الجنه...وان تغمر أهله وذويه ومحبيه بشآبيب قطر الصبر والسلوان.