تركيا تواجه تحقيق توازن حساس بين كييف وموسكو
30قتيلاً و56جريحاً بإنفجار مسجد في بيشاور الباكستانية
بيشاور (باكستان)،(أ ف ب) - قتل 30 شخصا على الأقل وأصيب 56 بجروح بانفجار ضخم وقع أمس الجمعة في مسجد شيعي في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان، وفق ما أفاد مسؤول في المستشفى.ووقع الانفجار في منطقة كوتشا ريسالدار في بيشاور، على بعد حوالى 190 كلم غرب العاصمة إسلام أباد، قبل لحظات من بدء صلاة الجمعة، بحسب شهود.وقال زاهد خان "رأيت رجلا يطلق النار على عنصري شرطة قبل أن يدخل إلى المسجد. وبعد ثوانٍ، سمعت انفجارا هائلا".وأفاد الناطق باسم "مستشفى ليدي ريدينغ" في بيشاور محمد عاصم خان "أعلنا حالة الطوارئ في المستشفيات"، مؤكدا حصيلة الضحايا.وأدى الانفجار إلى تحطّم زجاج نوافذ المباني القريبة فيما شوهد عناصر الإنقاذ أثناء نقلهم القتلى والجرحى من الموقع.على صعيد أخر على رمال أنطاليا الحارة أو شواطئ البحر المتوسط أو ضفاف البوسفور التي كانت تسلكها السفن الحربية الروسية في الآونة الأخيرة، يبدو الوجود الروسي ظاهرا في كل مكان في تركيا.هذا ما يجبر أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي وحليفة أوكرانيا، على ممارسة توازن "حساس" تحت طائلة إفراغ الفنادق الواقعة على الساحل وحرمان مواطنيها من التدفئة والخبز، طالما ان اعتمادها كبير على السياح والغاز والقمح الروسي الى جانب مواد كثيرة أخرى."لا تتخلوا عن كييف أو موسكو" و "لا تساوموا على مصالح تركيا"، هكذا لخص الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي بذل الكثير من الجهود للقيام بوساطة بين البلدين، المعادلة في الأيام الأولى للنزاع.وتوجه الى كييف الشهر الماضي للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تسلمه تركيا طائرات مسيرة قتالية سبق أن استهدفت الأرتال الروسية على الأرض.وكرر عدة مرات دعوته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقائه وهو عرض تلقاه الشخص المعني بلباقة لكن بدون أن يعطي ردا.وقال أوزغور أونلوهيسارجيكلي من صندوق مارشال الألماني، "في الواقع، تركيا منخرطة بشكل نشط الى جانب أوكرانيا وتبتعد تدريجيا عن روسيا".
تصرف حذر
وأضاف لوكالة فرانس برس "لكنها تتصرف بحذر حتى لا تثير غضب الانتقام" مشيرا الى الخلافات التي لم تحل بين البلدين، العديد من "نقاط الضعف" التي يمكن أن تستخدمها موسكو سواء كان في سوريا أو ليبيا.في الوقت نفسه، تقارب الرئيس اردوغان من موسكو في السنوات الأخيرة بعد سلسلة من خيبات الأمل والتوترات مع الغربيين.حتى أن البلدين نجحا في تجاوز الأزمة التي اندلعت بينهما بعد إسقاط مقاتلة روسية من قبل تركيا في 2015.وتعتمد تركيا على موسكو للحفاظ على نشاط اقتصادها المتضرر بسبب التضخم الذي قارب حوالى 55% على سنة.هكذا، ضمنت روسيا 44% من وارداتها من الغاز عام 2021 وكذلك 4,7 ملايين سائح يشكلون 19% من الزوار الأجانب لتركيا.وردا على اسئلة وكالة فرانس برس تقول اليزابيت أونينا الباحثة في معهد أمستردام للعلوم الاجتماعية إن موقف تركيا يتلخص كما يلي: "دعم أوكرانيا بعيدا عن الأضواء مع التقليل من أي تهديد محتمل لأمنها ومصالحها الجيوستراتيجية والاقتصادية".وأضافت "لكن بدون انحياز علني".وامتنعت تركيا عن الانضمام إلى العقوبات ضد المصالح الروسية وامتنعت أيضًا عن التصويت في مجلس أوروبا أثناء التصويت على تعليق عضوية روسيا.وتلتزم أنقرة أيضا بقراءة حرفية لاتفاقية مونترو التي تحكم حركة المرور في البوسفور ومضيق الدردنيل والتي تفتح الطريق إلى البحر الأسود.ويشير سنان أولغن مدير مركز إيدام للدراسات في اسطنبول الى "دبلوماسية محنكة" تطبق "بدون معاقبة روسيا"، الاتفاقية "بحزم".وهكذا رفضت أنقرة دخول ثلاث سفن عسكرية روسية في 27 و 28 شباط/فبراير بعد ثلاثة أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تكن مسجلة في البحر الأسود وبالتالي لم يسمح لها بالذهاب إلى هناك كما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء.لكن غالبية السفن كانت عادت أساسا ونشرت بحسب ما قال المتخصص في شؤون تركيا أنتوني سكينر.وأضاف "واقع ان تركيا لم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية أو تفرض عقوبات على موسكو، يثبت أن أنقرة حريصة على تجنب حدوث قطيعة مكلفة".وخصوصا قبل 16 شهرا من الاستحقاق الرئاسي التركي في حزيران/يونيو 2023.يرى سكينر أن الرئيس اردوغان حرص على عدم "وضع كل أوراقه في الجعبة نفسها" وأن هذه الأزمة وفرت له فرصة للتقارب مع الغرب.وأضاف "لكن السؤال الكبير هو معرفة ما يمكن أن تقدمه له العواصم الأخرى" او "ما ستطرح على الطاولة".والثلاثاء تساءل اردوغان ما اذا كان يجب "انتظار حصول حرب ضد تركيا" من أجل ضمها الى الاتحاد الأوروبي.