توقف العمل مجدّداً في المصنع المرتبط بنقص حليب الأطفال في الولايات المتحدة
الوضع الإنساني مقلق للغاية في منطقة دونباس الأوكرانية
كييف (أوكرانيا)- (أ ف ب) - حذرت الأمم المتحدة أمس الجمعة من أن الوضع الإنساني في أوكرانيا بعد أربعة أشهر من الغزو الروسي "مقلق للغاية" في وقت تشتد المعارك بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية في شرق البلاد.وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أن "الوضع الإنساني في كامل أوكرانيا وخصوصا في شرق دونباس مقلق للغاية ويواصل التدهور بسرعة".
وذكر المكتب أن الوضع "مقلق خصوصا" في سيفيرودونيتسك ومحيطها، آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك التي باتت تحت السيطرة شبه الكاملة للقوات الروسية.وذكر أن "الوصول إلى مياه الشرب والطعام ... والكهرباء" بات "محدودا" نتيجة "معارك تشتد بصورة متواصلة" ما يحتم "ثمنا باهظا على السكان المدنيين".وندد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بـ"عدم توصل طرفي النزاع حتى الآن إلى اتفاق لتسهيل إجلاء المدنيين أو السماح بوصول المساعدة الإنسانية" إلى مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك التوأمين اللتين تخضعان لقصف متواصل منذ عدة أيام.وقالت الوكالة الأممية أنه "في كل أنحاء البلاد لا يزال القصف يطال المناطق السكنية والمنشآت المدنية، ما يتسبب بمقتل وجرح المزيد من المدنيين".لكنها نوهت إلى أنه بالرغم من "صعوبات هائلة في الوصول" فإن الأمم المتحدة وشركاءها "وصلوا إلى أكثر من من 8,8 ملايين شخص عبر أوكرانيا منذ بدء الحرب".وقتل 4452 مدنيا وأصيب 5531 بجروح منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، وفق آخر حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة في 15 حزيران/يونيو، غير أن المنظمة الأممية تعلن بانتظام أن "العدد أعلى بكثير على الأرجح".
وتترقب أوكرانيا أمس الجمعة رأي المفوضية الأوروبية حول منحها وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، سعيا لتأمين حماية لها بدخولها التكتل وسط الهجوم الروسي عليها.وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارة لأوكرانيا الخميس برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن "أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية". وأيد القادة الثلاثة إضافة إلى الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الخميس منح أوكرانيا "فورا" وضع المرشح رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
خريطة طريق
وصرح ماكرون "نحن الأربعة ندعم منحها فورا وضع المرشح للعضوية". وأضاف أن "هذا الوضع سيكون مصحوبًا بخريطة طريق".وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس إن "وضع المرشح لأوكرانيا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعزز الحرية في أوروبا وأن يصبح أحد القرارات الأوروبية الأساسية في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين".كذلك علقت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا على المسألة في رسالة عبر الفيديو وجهتها الخميس في إطار مؤتمر "ويمن ناو" لتمكين المرأة "هذا ما ينتظره الآن الجميع في الخنادق والملاجئ المضادة للطيران، أن يُدعون إلى أوروبا ليس كلاجئين بل كحلفاء".
وأيا كانت تحفظات المفوضية الأوروبية حيال فكرة أن تشكل أوكرانيا سدا بوجه موسكو، تكمن الصعوبة الكبرى في التوصل إلى إجماع الأسبوع المقبل داخل الاتحاد الأوروبي حيث يسود انقسام بين دول أوروبا الشرقية المؤيدة في وقت تواجه تهديدا عند حدودها، ودول أخرى متحفظة مثل الدنمارك وهولندا.
وتبت الدول الـ27 خلال قمتها في 23 و24 حزيران/يونيو في مسألة منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة رسميا، ما سيشكل انطلاقة لآلية مفاوضات قد تستمر سنوات. وبالتالي فأن توصية المفوضية الأوروبية المرتقب صدورها الجمعة ستشكل إشارة قوية موجهة إلى كييف كما إلى موسكو.
حليب الأطفال
على صعيد آخر توقف مصنع "أبوت" الذي تسبب إقفاله أخيرا بنقص حاد في حليب الأطفال في الولايات المتحدة، مجددا عن العمل جراء عاصفة تسببت بفيضان، ما سيؤدي على الأرجح إلى تأخير تسليم منتجات جديدة "أسابيع عدة".وأوضحت المجموعة في رسالة نشرتها عبر موقعها الإلكتروني أن "أبوت أوقفت إنتاج حليبها +إليكير+ المخصص للأشخاص المعرضين للحساسية بهدف تقويم الأضرار الناجمة عن العاصفة وتنظيف المصنع وتعقيمه".وكان الإنتاج في هذا المصنع الواقع في ستورجيس بولاية ميشيغن في شمال الولايات المتحدة، قد استؤنف مطلع الشهر الحالي بعد أشهر عدة من الإغلاق إثر سحب منتجات جرى الاشتباه بتسببها بوفاة طفلين رضيعين.وفاقم هذا التوقف النقص في بعض منتجات حليب الأطفال بفعل مشكلات التوريد ونقص اليد العاملة خلال الجائحة.وعند إعادة فتح المصنع في الرابع من حزيران/يونيو، قالت "أبوت" إنها قد تستأنف بيع حليب "إليكير" المخصص للأشخاص المعرضين للحساسية بحدود 20 حزيران/يونيو.وقالت المجموعة في رسالتها الأخيرة إن قرار التعليق الأخير "سيؤخر على الأرجح إنتاج المنتج وتوزيعه بضعة أسابيع".وأشارت المجموعة مع ذلك إلى أنها تملك "تموينا كافيا" من "إليكير" ومن أكثرية منتجات الحليب المتخصصة التي تصنعها لتلبية حاجات المستهلكين.ولمواجهة هذا النقص، أقامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتُّهمت بالتقاعس، جسرا جويا لإحضار أطنان من حليب الأطفال المصنوع في الخارج بواسطة طائرات عسكرية.