قمة غلاكسو والوضع البيئي في العراق

جمعة الدراجي

تبذل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها جهود كبيرة لمعالجة الإحتباس الحراري فمنذ عام 1995 بدأت دول العالم بمفاوضات من أجل تعزيز الإستجابة العالمية لتغيير المناخ وفي عام 1997 اعتمد بروتكول كيوتو ، وقانونيا يلزم بروتكول كيوتو : الأطراف من البلدان المتقدمة بأهداف خفض الإنبعاثات ، وبدأت فترة الألتزام الأولى للبروتكول منذ عام 2008 وأنتهت عام 2012 والفترة الثانية من عام 2013 وانتهت عام 2020 ويوجد الآن 197 طرفا في الإتفاقية ، و 192 طرفا في بروتكول كيوتو . 

اتفاقية تاريخية

وقد توصلت الأطراف في المؤتمر ال21 في باريس عام 2015 الى إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية إلى إتفاقية تاريخية لمكافحة تغيير المناخ ، وتسريع وتكثيف الإجراءات والإستثمارات لتحقيق مستقبل وتنمية مستدامة مخفضة للكاربون ، ان إتفاقية باريس لأول مرة تلزم جميع الدول إلى قضية مشتركة ببذل الجهود لمكافحة تغيير المناخ والعمل على التكيف مع آثار وتعزيز الدعم لمساعدة البلدان النامية على القيام بذلك ، وهناك جهود أخرى متعددة تبذلها المنظمات والمؤسسات الدولية لمعالجة إنحسار المناخ مثل مؤتمر القمة المعني بالمناخ لعام 2019 الذي عقدته الأمم المتحدة برعاية الأمين العام أنطونيو غوتيريش التي سميت قمة المناخ لتوحيد قادة العالم من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل دعم العملية المتعددة الأطراف وزيادة تسريع وتيرة العمل الطامح لمعالجة المناخ وآثاره السلبية ، وهناك جهود كبيرة أخرى لمراكز بحوث ولمنظمات ودارسين لديهم قاعدة بيانات معلوماتية وإحصائيات مسحية وتاريخية لقياس التنبؤات والتوقعات للمقارنة في الوقت والمكان والكم والكيف ، لإتخاذ ما يمكن معالجته ولكافة الموضوعات التي تختص بالمناخ . لكن ما شهده العالم من تداعيات المناخ وآثاره السلبية التي طفحت على الغلاف الغازي المحيط بسطح الكرة الأرضية قبل تحقيق هذه الجهود لأهدافها أو قبل معالجة القضايا المنتخبة ضمن أولويات المعالجة ، وتأشير بطىء الخطوات التي سبقتها لآثار إنحسار المناخ إذ باتت تنذر بالخطر على النظام الإحيائي في العالم ، وما التحذيرات التي كشفت عنها قيعان مجاري الأنهار وسط أوربا مثل جفاف نهر بو في إيطاليا وتلك الرسائل التي خطها الأسلاف منذ 450 عام ، للتحذير من الجفاف التي نقشت على الصخور التي تظهر لأول مرة منذ ذلك الحين .

لكن السؤال الذي يحتاج مزيد من البحث والتقصي لماذا حدث الجفاف في ذلك الزمن ؟. و لم يكن هناك إنحسار للمناخ . ولم يحدث أن دمر الأنسان في ذلك الوقت بيئته ، إذ لم تكن الثورة الصناعية قد بدئت حينذاك .

 أن المؤشرات التي تناولتها المؤتمرات المتعددة المتخصصة بالمناخ والمهتمة بهذا الشأن والآثار المتسارعة مع بطىء المعالجات ، ففي قمة باريس وافقت الدول المشاركة في البيان         الختامي جل أهدافهم الإبقاء على ظاهرة الإحتباس الحراري عند مستوى 1 .5  درجة مؤية والحفاظ على فرصة واقعية لإنقاذ العالم من الآثار الكارثية التي قد تلم بالعالم لكن ما زال الأمل لدى المتطلعين للمعالجة للتعويل على التحول الى الطاقة النظيفة والبدائل التقنينة التي من شأنها ان توفر نقلة نوعية كبيرة في وضع عالمي يعاني من إنحسار الأمطار الأمطار والثلوج .

وحسب التوقعات المناخية ان العراق من أكثر البلدان تأثرا في ظل سياسات مائية أعتمدتها دول المنع حسب الظروف الجيوسياسية ، بدل الإحتكام الى مبادئ القانون الدولي للمياه ، والتقسيم العادل ، وحق الإنسان بالحصول على المياه ، وإبعادها عن بورصة السلع القابلة للتداول التجاري بإعتبار الموارد المائية موارد طبيعية متاحة للجميع حــــسب القانون الدولي للمياه ، التــــــي تختلف تماما عن التداول التجاري للــــــسلع الأخرى مثل النفط ، الذي اثاره الرئيس التركي سليمان ديميريل في 24 تموز / 1992 في إفتتاح سد اتاتورك إذ قال : ( ان المياه التي تنبع من تركيا هي ملك لتركيا والنفط هو ملك البلدان التي ينبع منها ).

قيام الدول المتشاطئة مع العراق (تركيا وإيران ) بإيقاف الإطلاقات المائية إلى اكثر من 70 بالمئة من الجانب التركي وإلى درجة الصفر من جانب حدود الجارة ايران .

والتي تسببت بالضرر في النظام البيئي الطبيعي والإحيائي والآثار المترتبة نتيجة جفاف الأهوار وخروج مساحات واسعة من عمليات الإســـــــتزراع والتصحر. 

بالإضافة الى عمليات استخراج النفط وآثار الحروب من القطع الحربية المدمرة وحقول الألغام التي لم تعالج بصورة تامة ، كلها تقوض البيئة وتدميرها .

ومع التوصيات التي رشحت عن المؤتمرات الدولية بمساعدة الدول المتضررة ، وعلــــــــى الرغم من ان العراق عضو في أغلب المؤتمرات الدولية في هذا الـــــشأن مع الآثار المدمرة الى النظام البــــــيئي فـيه لم يتلـــــــقى الدعم الدولي ،  لمساعدة الشعب الــــــعراقي بل العكس من ذلك دفع الشعب العراقي الثمن الباهض لسياسات النظــــــام العراقي الســـــابق .