الحروب ساحات إختبار لمنتوجات شركات بيع الأسلحة
طلال بركات
شركات السلاح تقيم معارض في مختلف دول العالم لتسويق منتوجاتها بالرغم من بشاعة تلك المنتوجات وتأثيرها المدمر على البشرية الاانها تسر تجار الحروب المتعطشين للدماء وجني الاموال ولكن يصعب على هؤلاء معرفة مدى فاعليتها وتأثير تدميرها الا بعد استخدامها لهذانرى انهم يقيمون اعراس دم في كثير من بقاع العالم لاختبار منتوجاتهم، مثلما كان العراق ساحة تجارب واختبارات للاسلحة الامريكيةالفتاكة التي استخدمتها عند غزوها للعراق بدأً من اليورانيوم المنضب والقنبلة الفراغية الى الاسلحة الاخرى المحرمة دولياً، ومعروف اناصحاب تلك الشركات هم من يهيمنون على القرار السياسي سواء في امريكا او اوربا وعلى سبيل المثال (بروس جاكسون) مدير شركةلوكهيد مارتن الامريكية المختصة بصناعة الاسلحة والطائرات والمقرب من ديك تشيني الذي كان نائباً للرئيس الامريكي بوش والمقرب ايضاًمن كوندليزا رايس مستشارة الامن القومي حينذاك وهم من قام بهندسة قانون تحرير العراق وكلفوا كولن باول ليكذب في مجلس الامنبخصوص خطورة اسلحة الدمار الشامل العراقية ليتسنى اعلان الحرب على العراق وبيع المزيد من الاسلحة لدول المنطقة، ومن جهة اخرىمن اجل اختبار مدى فاعلية تلك الاسلحة بعد اشعال الحرب دون مسوغ قانوني لقياس مدى تأثير قوتها التدميرية لغرض تسويقها بأسعارخيالية كما اشرنا .. واليوم الحرب في اوكرانيا بمثابة ساحة لمعرفة مدى قدرة وفاعلية الاسلحة التي بدت تتدفق عليها من كل حدب وصوب،والملفت للنظر عندما اشتدت الازمة الاوكرانية وبشر الرئيس بايدن بتاريخ حدوثها لم نرى سخاء اوربي كما نرى اليوم حيث كثير من الدولاعلنت عن تبرعاتها باسلحة نوعية كأنه مزاد دولي ومنها المانيا وايطاليا وفرنسا وفنلندا وكندا وزحل والمريخ وعطارد والجميع يريد اختباراسلحته على الارض الاوكرانية لكي يقال ان تلك الاسلحة غيرت موازين القوى او أخرت الاحتلال الروسي من اجل تسويقها للعالم فيالحروب القادمة التي تصنعها امريكا وحلفائها لاسباب معروفة .. بمعني ان هذا السخي في تدفق الاسلحة احد اغراضه تصب في خانةالحملة الدعائية لتسويق تلك المنتوجات من الاسلحة على حساب دماء الشعوب الامنة من اجل معرفة من هي الاكثر فتكاً لتكون الاكثر مبيعاًفي اسواق النخاسة بعدما ماتت النخوة والانسانية .. مما يعني ان ساحات الحروب سواء في مختلف بقاء العالم او في اوكرانيا ليست الافرصة لاختبار الاسلحة التي تنتجها شركات تجارة الحروب من غير وازع ضمير لتحريك الاسواق الراكدة بعد جائحة كرونا من اجل زيادةالمبيعات على حساب دماء الشعوب الامنة .