متسوّل باكستاني
نوزاد حسن
في تقاطعات الطرق نراهم فنعرف في ملامحهم انهم متسولون غير محليين.لنفتخر باننا استوردنا متسولين من دول بعيدة ليست جيرانا لنا.في احدى المرات سالت احدهم عن موطنه,وكانت ترافقه فتاة صغيرة فقال من كمشير.من اراهم يوميا هم متسولون هنود باكستانيون وربما افغان.
يقال ان هؤلاء المتسولون قدموا في مواعيد الزيارات الدينية ثم لم يغادروا.احبوا البقاء في ارض الرافدين.فهذه الارض تغري حتى المتسول على القدوم اليها.
احد اولئك المتسولين يلفت انتباهي كثيرا.هو يتجول بين صفي السيارات في الشارع المقابل للسفارة التركية من جهة مقبرة الجنود الانكليز.عجوز في السبعين يسير بهدوء بين السيارات,ويغير مكانه من حين لاخر.ينظر بشموخ الى السيارات ولا يطلب شيئا ولا يتوسل.يمد يده اليمنى ولا يفعل شيئا اخر.في وجهه هدوء شخص يمارس اليوغا.هذا المتسول ليس خبيرا قياسا الى اولئك المتسولين المحليين الذين يطلبون المال بالحاح.ويتفنون في خداع الاخرين.
ان السؤال الذي يطرح نفسه:هل من الصعب القاء القبض على جميع من ليس لديه اقامة قانونية وتسفيره خارج البلاد.وقد تابعت في احد البرامج ان دائرة الاقامة تعمل على هذا الامر لكن ما يثير تساؤلنا هو ان اولئك المتسولين يتواجدون في اماكن قريبة من مركز المدينة,ومن السهل توقيفهم.ولا اعتقد ان هناك مهمة افضل من انهاء ملف هؤلاء المتسولين وما يشكلونه من ازعاج للمواطنين سواء اكان المتسول محليا ام جاء من الخارج.