كأني نسيت الكتابة

مجيد السامرائي

الليل في بغداد شيء ثان عما الفته بعمان. في رأس السنة تجمع الناس في الاعظمية عند رأس الحواش ورأس القرية والمناطق التي لها اعجاز وبطون وافخاذ ورؤوس.. ثم ساروا نحو شارع المتنبي قبل اندحار الليلة الاخيرة من العام المنصرم بكل ماحمل..

حشروا ذواتهم  في شارع ضيق اصرت امانة بغداد ان تسميه (زقاقا ) شريان المتنبي ذو النسغ الصاعد والنازل دخلت فيه أمة من الناس فوق طاقته الاستيعابية حتى كاد ان يضيق على صدور الناس اخذ الصعداء ..  إنهم يحتفلون بطريقة مبتكرة بالهرولة مابين الحيدرخانة وساعة القشلة .. ضوء باهر على نحو مثير اذا ما طلع النهار اختلفت فيزياء الاشياء تماما .

 شارع المتنبي ، جميع مصادرنا المستنسخة زمن الحصار الصعب حتى نيل الدكتوراه منه ..لم تكن جمعته جماعة ولاسبته مطيرمطار  .. ربما بعد الفتح يمكن ان يكون مضاءا على مدار الليل وافلاك النهار . زرته سبتا فاذا مقهى الشابندر يحوى انصاف وثلاثة ارباع الشعراء في ضحى اربعاء دافيء.

 كأني نسيت الكتابة ..

بغداد سعيدة بليلها وفي كل مكان لها غريدها وبلبلها . جميع الاصوات التي لم تفلح ان تملأ الاسماع والاذان والخياشم تصدح دون تصفيق عند مرابع القشلة قريبا من تمثال نحته وصبه في الصين فاضل مسير لسليم البصري ، مسير الان في بلجيكا ينتظر ان يستدعى لحضور افتتاح تمثال للنورس الراحل احمد راضي ، في بروكسل نحت مسير كامل الجسد وفي مصهر بطهران اتمه ...

 بغداد مدينة احتفالية ، فجأة تجمدت حركة المرور في الشوارع ، كان سر ذلك في احتشاد الناس في مدارج ملعب الشعب خلال منازلة كبرى بين الزوراء الابيض والاخضر الشرطاوي .. حين شددت الرحال صوب بابل مدينة حامورابي وموفق محمد ابو خمرة ، عجبت كيف يمرق راكبو الستوتات مروق الشياطين من بين الصهاريج والقاطرات والمقطورات ، تلقيت نبأ اعتذارابو خمرة بعد طول تمن بالتلاقي للحديث عن ديوانه بين قتلين ، انه في وعكة المت به قال لي معتذرا متلفعا بيشماغ احمر (لايسر من يحبني ان يراني على هذا الحال).