الكاذبة
إيمان نجاح - صلاح الدين
أوهمها عندما كان يسميها فراشتي وكانت تقول له الفراشات لا تطير عندما يفنى كحلها ! حتى تركها ذات يوم ملطخة بكحلها تبكي وتندب نفسها عائشة التي كانت الناصح لصديقاتها من الحب صارت ضحية له لا بل ضحية من ضحاياه كتبت لإحدى صديقاتها وقعت في الحب مفكرة : إياك أن تخصصي له نغمة رنين توخزك بأبرة اللهفة اخاف عليك يا صديقتي ان يصفعك كف الحنين إليك فتدعسين بكرامتك وتعودي إليه ذات فراق، اعلم أن ذكرياته عزيزة على قلبك دونيها بقلم رصاص كي لا تحفرينها بذاكرتك وتصبح قابلة للنسيان، كوني واثقة بنفسك جمالك سحرك وإياك أن تبوحي له بكل شيء مدمر لشخصك الجميل، في المساء لا تفتحي له نوافذ الحنين فتحتاجين لمهاتفته اخاف عليك يا صديقتي من أن تصابي ببرودة تلسعك فتستسلمي له بأفراط، لا تحدثين صديقاتك عنه لربما تصلن لمرحلة الصمت فتصمتين كالخرساء! لا تبالين لعطره ساعته ولا حتى منديله أو قبعته وقلمه فتسرقين شيء منهن لربما تحتاجين لو ترمين بهم ذات وداع، دعيه يشعر بالشوق إليك كثيراً أحاديثك عطرك بل حتى كلماتك فالحب يا صديقتي احتياج، يا صديقتي الحب في حاضرنا نزوات عابرة فقط همها الوحيد حب الذات والسيطرة على الأخر يسوده الشك وانعدام الثقة لدى الطرفين، الحب أصبح وسيلة من وسائل الحياة الخاضعة للتطور بتطويرها ،ادخلي الحب قوية وأخرجي منه شامخة متوجة بتاج الثقه واياكِ ثم أياكِ أن تنهزمي أمامه أو تجعليه يتمكن منك.
لوّن لعائشة الحياة الأستاذ نور بألوان الحرية وهو يوهما، كان أستاذها بالجامعة وكانت تدرس هي في كلية التربية، أحبته كثيراً حتى أنها استحالت شاعرة بحبه وكانت في كل يوم تشتري الجريدة لتقرأ ماذا كتب الأستاذ نور من مقال فيها، كانت تعشقه كما تعلق بها هو الأخر و وعدها بأنهم سينجحون في الوصول إلى الحرية، كان الاحتلال حديثهم الأول كما كان حديثهم وكان يتأملون قيام ثورة للخلاص مما يعيشونه من مرار ومعاناة بلدهم، كان في كل ليلة يهجر زوجته في فراشها ليذهب إلى غرفة أخرى في المنزل ليستأنس بالحديث مع عائشة، كان الاثنان مهووسان بالوطن والحرية والحياة العصرية والتكنلوجيا التطور والتحضر وكان كل ليلة يدخل معها في خطاب ليتركها مهووسة في خطاب وكان كل يوم يطلب رؤيتها في مكان ليفوز بثمرة حبه معها هو و الوطن ولكنها في كل مرة تقول له الفراشات لا تطير عندما يفنى كحلها وتهرب وتتركه لأتصال ومحادثة جديدة، كانو لا يلتقيان أو يختليان معاً ولكن كانت كل همه وكان كل همها والوطن كان الهم الثاني لديهما، كانا شغوفان بالكتب وحب القراءة والكتابة، رسم لها أحلام بدايه لها لا نهاية وكانت كل يوم تحلم بأنها تصبح كاتبة وأدبية كبيرة تكتب و تنشر وكانت في كل صباح تقرأ له ما يكتبه كما يقرأ لها هو الأخر ما تكتبه إلا أنها لا تستطيع الخروج بنفسها والنجاح كهو لأنها ليست القلم الوحيدة التي بين أقرانها، كانت كنقطة في بحر الكتاب يحاول أن يرفعها هو لتحلق معه كانت تأمل بالخروج ومعرفة المزيد من الناس وتحلم بالشهرة لكي تبرز من بين أقرانها كان حلمها في الوصول ألى القمة يتوجه الأستاذ نور وكانت هي شغوفة بالحب والرومانسية والكلام المعسول الذي كانت تسمعه منه في مكالمة هاتفية في محادثة في الماسنجر وكانت تعيش معه قصة حب كبيرة وكان هو يتوعدها في الوصول إلى قمة نجاحها ولكن ما هي الضريبة لقائة والاختلاء معه وبعد أن عاشت عائشة أحلامها وهي تسرح في مخيلتها كما السحر قررت أن تلتقي به، التقت به فراشته وتركها ملطخة بكحلها بعد أن أخذ منها كنزها الوحيد، فرطت بشرفها البنت التي كانت تتحدث بالمثاليات وتكتب وتبلغ قيمتها فرطت بكنزها الوحيد، كنزها الثمين، وهنا قرر أن يأخذها للترقيع وفي أحد الأيام وبعد إلحاح عائشة على الأستاذ نور أن يتزوجها، أقنعها بأن لا شيء كبير حدث وانه سيأخذها إلى الطبيبة لترقيع غشاء البكارة لها وحدث رقعت الكاتبة غشاء البكارة وعادت وكأن شيئاً لم يكن.
في احد الايام طلب أحد طلبة الأستاذ نور يد عائشة للزواج منها و وافقت وتم الزواج بمساعدة الأستاذ نور بعد أن تزوجت و أنجبت طفلاً أسمته نور تفاجأ بعد فترة والد الطفل سألها ذات يوم
_لماذا نور يا عائشة.، كانت تقول له (نور الحب ) أجابته
_ لأنه نور الحب يا زوجي الحبيب
_ولكن لماذا عليه بالذات سألها بغضب وأضاف
_ هنالك شيئاً بينكما لا أعرفه حدثيني عنه وشكك في أمرها وبعد تحقيق طويل كشفها زوجها بذكائه عرفها ليست بتول وفهم أمرها بالكامل منها عندما اعترفت له هي والأستاذ نور كانا ضحية وطناً مخدوعان يعيشان أحلام الحرية والمثاليات فزنى الاثنان معاً بعد أن سقط الاثنين مغمى عليهما في قصة حب الوطن، تطلقت عائشة وأخذت ابنها نور وراحت تكمل دراساتها العليا.