جوائز الوعود الكاذبة
عبد الستار رمضان
في خطوة لم يسبقه اليها احد من الرؤساء، وربما لا يجرؤ على تخطيها في المستقبل احد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسماء من وصفهم بـ"الفائزين بجوائز الأخبار الكاذبة او الزائفة"، لعدد من وسائل الاعلام الاميركية بينها قنوات وصحف معروفة وذات اهمية كبيرة ليس في الاعلام الامريكي وحسب بل لكونها مدارس ومصادر مهمة للاعلام المرئي والمكتوب للعالم اجمع. حجة ترامب إن أمريكا تحت إدارته ستعمل على الحد من انحياز وسائل الإعلام لتعود عظيمة من جديد وحسب قوله ان "وسائل الإعلام الكاذبة تحاول إخراسنا، ولكننا لن نسمح لها بذلك، وحاولت منعنا من الوصول للبيت الأبيض". اما في بلادنا فاننا نقترح اعلان (جوائز للوعود الكاذبة)، لان الاخبار مع الاسف تجاوزت عندنا مرحلة الكذب الى ما بعده، اي الى الاحتيال والخداع وتشويه الحقائق والدفع الى التهويل وخلق الفتن وكانت سبباً دفع البعض الى القتل وتصفية العديد من الناس الذين كانت نهايتهم بسبب اخبار او تقارير نشرت هنا او هناك. اما الوعود في بلادنا فهي كبيرة وهي تأخذ صيغاً وعبارات كثيرة مثل (ان شاء الله، صار، بعيني، تأمر، الامر منتهي، خلاص لا يظل بالك، تم) وغيرها من كلمات او عبارات تمثل وعوداً غالبا ما نسمعها من المسؤولين او ممن هم في الطريق الى تولي المناصب والمغانم الوظيفية. ان أكثر ما تكون هذه الوعود ايام الحملات الانتخابية التي تكثر فيها الوعود والعهود التي يطلقها بعض المرشحين، والتي تصل الى حد الوعود الحكومية والرسمية عندما يُطلقها من يشغل منصبا حكوميا او يحتل اعلى المناصب، لكنها اي (هذه الوعود) تضيع في مهب الريح وتصبح في خبر فعل كان الناقص بمجرد انتهاء الانتخابات ووصول النواب الى هدفهم بالجلوس على المقعد النيابي والذي هو سلم للوصول الى ما بعده وبعده من مناصب ومغانم. هذه الوعود تتبخر وينساها او يتناساها اصحابها قبل ان ينساها الناس الذين توجهت اليهم هذه الوعود لان القادم دائما ما يكون اكبر وافظع حيث ينشغل الناس بما هو اكبر واشد بسبب الحوادث والكوارث ووعود اقوى واكبر منها. الوعود في بلادنا لا يستطيع احد احصائها او متابعتها لانها اكبر من قابلية وقدرة شخص او مجموعة اشخاص، بل لابد ان يتوفر جهاز او جهات او مراكز او منظمات تتولى رصد هذه الوعود ومتابعتها بين فترة واخرى من اجل منح اعضائها (جائزة الوعود الكاذبة) بما يفضحهم على الاقل امام الرأي العام من اجل ان يرتدع غيرهم من اطلاق مثيلاتها اذا ما علموا ان وعودهم سوف تُسجل ويتم متابعتها، لان بعضها او الكثير منها يشكل جرائم يعاقب عيلها القانون خاصة اذا ما كانت مثل الوعود التي اطلقها نائب سابق بتوزيع سندات طابو لاراضي وبيوت على فقراء تبين بعد فوزه بالانتخابات انها سندات غير حقيقية ولا اصل لها في الواقع. لكن المشكلة اننا سنحتاج الى الكثير من الجوائز والتي لا بد ان تتكفل بها ايضا جهة ما تستطيع تدبير هذه الجوائز وتأمين مكان الاحتفال واعلان اسماء الفائزين بها من دون خوف او خشية من التصفية والاغتيال..أخيراً فاننا نترك لكل واحد منكم ترشيح من يراه أهلا لنيل جوائز الوعود الكاذبة.