عمل مسرحي عراقي يعرّي السمسرة بالأزمات
حرب العشر دقائق تحصد 3 جوائز في عشيات طقوس
عمان - رند الهاشمي
حصدت الفرقة الوطنية للتمثيل على ثلاثة جوائز على خلفية مشاركتها بالعرض المسرحي (حرب العشر دقائق) في مهرجان عشيات طقوس بدورته 15 الذي اختتم الاربعاء الماضي على المسرح الثقافي الملكي في العاصمة الاردنية وبمشاركة عربية ودولية، بعد تواصل فعالياته لمدة خمسة ايام. اذ حصلت على جائزة افضل مخرج للمخرج ابراهيم حنون ، وجائزة افضل ممثلة للمبدعة اسيا كمال، وافضل ممثل للفنان احمد الشرجي وفقا لموقع دائرة السينما والمسرح.. والمسرحية من تأليف الكاتب والمؤلف علي عبد النبي الزيدي ، بطولة اسيا كمال، قحطان زغير، احمد الشرجي، مهند علي.. سينوغراف سهيل البياتي، ادارة مسرحية محمد سامي، الاشراف الفني علي محمود السوداني .
ويناقش العرض المسرحي قيم الشهادة في ظل الراهن العربي، الذي جعل أغلب الدول العربية في مرمى الحروب والنزاعات والأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين وتوقع منهم العشرات وربما المئات من الشهداء، وتحول حياة ذويهم إلى نوع من السمسرة مع السلطات للتربح المالي.والمسرحية تناولت في بنائها الخارجي ثلاث شخصيات، أحدها سائق سيارة أجرة يقل ابن شهيد وأرملة شهيد في طريقهما لاستكمال معاملات لصرف مبالغ مالية ومستحقات لذوي الشهداء، حيث يدور حوار تجري خلاله معاينة قصص كل من الشخصيات الثلاث فيما الشخصية الرابعة تظهر لاحقا في المشاهد المتتالية وتعبّر عن الشهيد الذي لم يستشهد وإنما كان مسجونا وما يتلو ذلك من مفارقات تكشف عن ترجيح المكاسب المادية على قيمة الشهيد والشهادة.فالعرض يطرح العديد من الأفكار أبرزها الاغتراب والاستلاب واختلال موازين القيم والمبادئ داخل النفس البشرية،كما تناول مفاهيم الشهادة وتساؤلات تشمل في أيّ معركة ومرحلة ومع أيّ طرف سقط ذلك الشخص شهيدا، ومن يحدد أن هذا الشخص المتوفى شهيد وذاك قتيل، كما طرح فكرة تسليع مفهوم الشهادة وإخضاعه لمكتسبات مالية ومعايير النظم والحروب السياسية فيما يغيب مفهوم الوطن وقيمته وأهمية التضحية من أجله عن هذه المعايير. وهو ما اوضحه مؤلف المسرحية علي عبدالنبي الزيدي في لقاء تلفازي له مع (حصاد الشرقية) قائلا (سعادة كبيرة ان يكون للعراق صوت دولي مهم،في مهرجان عشيات طقوس في الاردن بمشاركة عربية ودولية، ويحصد هذه الجوائز، الفرح شحيح جدا في وطننا وهذه لحظات من الفرح) موضحا (هذا النص والعرض معاً في اطاره العام نص اجتماعي ولكن يذهب لما هو سياسي ويرصد بدقة التحولات الخطيرة التي حصلت في المجتمع بعد الاحتلال الامريكي للعراق.ومع الاسف كان ساسة العراق بمختلف تسمياتهم سبب في ظهور هذه التحولات الخطيرة،هو عرض يطرح اشياء خطيرة ويكشف المسكوت عنه بسبب حساسيتها وهذه برأيي واحدة من مهمات الكاتب المسرحي وضرورة ان يكون ابن الواقع)مؤكدا (انامن كتاب المسرح الذين ليست لديهم خطوط حمر واناقش امور اجتماعية سياسية وانبه عليها), وكتب الزيدي هذا النص نهاية عام 2019 وترشح ضمن خمسة نصوص لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية.
رسالة للناس
ويوضح مخرج المسرحية إبراهيم حنون في تصريح (أن هذا العرض من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، وتدور أحداثه في العراق، وتحديدا في السنوات الأخيرة وما شابها من أحداثه سياسية واجتماعية كبيرة، وهو رسالة للناس للتخلي عن خوفهم من السلطة والأنظمة السياسية ودعوة للالتفاف حول الوطن والتعاون بين أفراد شعبه ليبدأ حياة جديدة، تشبه تلك التي يحظى بها أيّ بلد مستقر في العالم). يشار الى ان المسرحية العام الماضي على خشبة مسرح الرشيد في بغداد، قبل عرضها في عمان . وهنَّأت وزارة الثقافة والسياحة والآثار المشاركين في المسرحية وقالت في بيانٍ (مرة أخرى يثبت المسرح العراقي أنَّه يبقى في الصدارة، وما فوز العمل المسرحي (حرب العشر دقائق) بثلاث جوائز في مهرجان (عشيات طقوس) الدولي بالأردن إلا دلالة على أنَّ الإبداع العراقي حاضرٌ في المشهد الفني برغم كل التحديات والظروف الصعبة. نبارك للفائزين هذا الفوز، ونتمنى لهم المزيد من التألق والعطاء). وأعلنت لجنة تحكيم المهرجان التي ضمت الممثلة الأردنية عبير عيسى والدكتور أحمد حسن موسى من العراق والفنان المصري جلال عثمان والمخرجة البحرينية كلثوم أمين، بحضور نقيب الفنانين الاردنيين محمد يوسف العبادي، عن فوز المسرحية (حرب العشر دقائق) بجائزة أفضل إخراج مسرحي لمخرجها ابراهيم حنون، كما اعلنت عن فوز جمال الغيلان مخرج المسرحية البحرينية حتى إشعار آخر بجائزة أفضل إضاءة مسرحية التي قدمت بدلا من جائزة أفضل سينوغرافيا وفقا لوكالة الانباء الاردنية (بترا).كما أعلنت لجنة التحكيم حجب جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل وهي الجائزة الأرفع في المهرجان، فيما فاز أحمد الشرجي بجائزة أفضل ممثل مسرحي عن المسرحية العراقية حرب العشر دقائق، مناصفة مع الممثل عز الدين الدويلي عن المسرحية الليبية المركب.،أما جائزة أفضل ممثلة، فذهبت مناصفة للممثلة ريم ونّوس عن مسرحية حتى إشعار آخر، والممثلة آسيا كمال عن مسرحية حرب العشر دقائق، فيما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي للكاتب العراقي سلام صكر عن المسرحية الليبية المركب، كما فازت المسرحية ذاتها بجائزة افضل موسيقى مسرحية.
واعلن رئيس فرقة طقوس المسرحية فراس الريموني قبيل افتتاح المهرجان ان (الفرقة تحرص على اقامة مهرجانها سنويا حيث نحاول البحث الدائم في الطقوس الانثربولوجية والمثيولوجية وتوظيفها في العروض المسرحية التي تقدمها بحثا عن جماليات جديدة وانتصارا للوجدان الانساني ويرافق هذا التوظيف معالجات اخراجية مبتكرة ترتقي بالذائقة الجمالية وتبحث عن الدهشة وكسر افق التوقع). وعرض في حفل افتتاح المهرجان فلم وثائقي عن فعاليات المهرجان.. فيما قدمت كلا من فرقة وعد الشبابية وفرقة ودق للفنون الفلكلورية والاستعراضية فقرات راقصة نالت إعجاب الحضور. واشتمل المهرجان كذلك على ندوات نقدية وورشة صناعة أدوات المسرح والموسيقى من المواد البسيطة. وقال الريموني في تصريح بأنه(تم خلال حفل الافتتاح تكريم الفنان الأردني المميز حابس حسين و الأكاديمي الناقد المسرحي عدنان مشاقبة، وشهد المهرجان تقديم العروض المسرحية التالية، مسرحية حرب العشر دقائق- العراق، مسرحية آه كرميلا- مصر، مسرحية المركب- ليبيا، مسرحية الكتابة بالالوان- المكسيك، مسرحية ليلة مقتل العنكبوت- الأردن، مسرحية حتى اشعار آخر - البحرين ومسرحية الدرس من الاردن).